كمراقب غير مرتبط بأية جهة رسمية، اتابع جميع الاخبار التي لها ارتباط بجائحة كورونا، عن طريق نشرات الاخبار العالمية وقنوات اليوتيوب الى جانب متابعتي لما ينشر عن اعداد الإصابات محليا من خلال منصة وزارة الصحة.
هذا الرصد المحلي (والعالمي) بدأ منذ منتصف شهر مارس 2020، حيث تم اكتشاف اول شخص مصاب بأعراض الإصابة بعدوى كورونا (محليا)، بدأت بعد ذلك الرصد اليومي لأعداد الإصابات في كل مدينة من مدن المناطق، شاهدنا الازدياد اليومي لأعداد الإصابات. ومع نهايات أشهر الصيف، وتطبيق جميع معايير التباعد والسلامة، بدأت تلك الارتفاعات في اعداد الإصابات والوفيات في الانخفاض حتى وصلنا الى اقل من المائة إصابة يوميا، وفي بعض المدن وصلت الاعداد الى اقل من عشر إصابات يوميا. كان هناك انخفاض كبير في اعداد الوفيات، أيضا، انخفاض في اعداد الحالات النشطة واعداد الحالات الحرجة.
وفي بدايات العام الميلادي الجديد 2021، بدأت مرحلة توفر اللقاحات التي لها القدرة على تحفيز الجهاز المناعي، منها ما توفر محليا، مثل لقاح فايزر بيوانتك ولقاح استرازينيكا. بدأ استخدام اللقاحين محليا. وبعد تسجيل انخفاضات كبيرة في اعداد الإصابات والوفيات في كل المناطق محليا، ومع منتصف شهر شعبان 1442، بدأت، مرة أخرى بعض الارتفاعات الطفيفة في اعداد الإصابات والحالات الحرجة والنشطة! خاصة في منطقتي الرياض والشرقية، كانت أحيانا ارتفاعات مقلقة ومخيفة! لماذا؟ وكما أعلنت وزارة الصحة، السبب متمثل في التجمعات وعدم الالتزام بمعايير السلامة!
نتابع الان وبكل حذر، الأرقام اليومية (خلال شهر رمضان)، رغم اتخاذ كل الاجراءات الاحترازية والتطبيقات وذلك لهدف التحكم في التجمعات، سواء كانت تلك التجمعات في المساجد او كانت التجمعات في الأسواق، نشاهد انه مازالت هناك تذبذبات تتجه الى الارتفاع! نعم، قاربنا السبعة ملايين مستقبل للقاح ونأمل ان يزيد هذا العدد خلال شهر رمضان، والهدف كما نعلم من اللقاحات هو في زيادة نسبة المناعة الجماعية لدى المجتمع السعودي وذلك لفترة الستة أشهر المقبلة.
باختصار، نعلم انه بعد شهر رمضان سوف يتم فتح السفر، ونعلم أيضا، ان اعداد الإصابات في العديد من الدول التي يرغب المواطن السعودي السفر اليها، ما زالت في ازدياد، في قارة اسيا (الهند، باكستان، الامارات، تركيا) وفي قارة افريقيا (مصر، المغرب وجنوب افريقيا). وهناك بعض الدول الأوروبية مازالت تعاني من ارتفاع كبير في اعداد المصابين (بريطانيا، فرنسا، اسبانيا والمانيا) ومازالت الولايات الأميركية تعاني من ارتفاع اعداد المصابين رغم استخدامها لكميات كبيرة من اللقاحات تفوق ما استخدمته دول العالم الاخر. السؤال الذي يطرح نفسه هنا، كيف سيكون الحال في الأشهر الثلاثة القادمة التي تلي شهر رمضان؟ لن نستطيع الإجابة! لماذا؟ خطر الإصابة بالعدوى مازال قائما في كل دول العالم، وهناك معلومات تؤكد عدم قدرة اللقاحات على تحفيز الجهاز المناعي ضد الطفرات الكورونية! مازال العالم بحاجة الى كميات كبيرة من اللقاحات (أي نوع منها)، والتجمعات بإعداد كبيرة سبب رئيسي في انتشار العدوى الفيروسية!
استشاري العدوى والمناعة
باحث في الشأن الصحي