متابعات

إحموا الرئات الخضراء من التمدد العمراني

 مكة المكرمة – أحمد الأحمدي

دعا اهالي محافظة الجموم والمراكز والهجر التابعة لها الجهات المختصة بضرورة تكثيف عمليات التشجير في المحافظة وتنفيذ ” شبوك ” لحماية المساحات الخضراء من الاغنام والإبل السائبة ، لافتين في الوقت نفسه إلى أن عمليات التشجير تتوافق مع مبادرة “السعودية خضراء” وأنه يمكن تحويل المحافظة والقرى التابعة لها إلى متنزه ورئة خضراء يتنفس من خلالها الاهالي وسكان المناطق المجاورة فضلا عن أن التشجير يساهم في خفض التلوث البيئي ويعمل على تجميل المشهد الحضري. وأضافوا أن الاهتمام بالمواقع ذات الطبيعة الخلابة شرقي الجموم والتي تغطيها الغابات من الاهمية بمكان ، موضحين أن الغطاء النباتي في السنوات الأخيرة امتدت إليه المجمعات العمرانية. في البداية أوضح علي اللحياني ان الجموم تتمتع بطبيعة ساحرة ولكن في السنوات الاخيرة امتدت إليها الأحياء السكنية ما افسد جماليات الغابات لذا يتوجب تطويق الأودية الخضراء بأسلاك شائكة و”عقوم” ترابية لحمياتها من الامتداد العمراني والحيوانات السائبة. وقال كل من أحمد اللحياني وعامر اللحياني ومهل اللحياني وعبيد الله اللحياني وسفير اللحياني وسلمان اللحياني ومعيوف اللحياني وسالم اللحياني ومحمد اللحياني إن حماية المساحات الخضراء من الامتداد العمراني سوف يساهم في تحسين المشهد البصري في المحافظة ويدعم آليات الحفاظ على البيئة ، لافتين إلى أن قيام وزارة البيئة والمياه والزراعة بتحويل المتنزهات إلى مناطق خضراء مستدامة سوف يحول المنطقة إلى وجهة سياحية من قبل اهالي منطقة مكة المكرمة. كما أوضح صلاح اللحياني أن فرع وزارة البيئة والمياه والزراعة بمنطقة مكة المكرمة سبق وان قام بجهود كبيرة في انقاذ الغابات، وطبق اجراءات واسعة تضمنت حدا معقولا من الحماية في السنوات الأخيرة، وبدأ الزحف العمراني يتمدد نحو المتنزهات لذا فإن الامر يتطلب حمياتها وتسويرها.

من جهته أوضح أحمد بن علي أن الحفاظ على الموارد الطبيعية والثروة الوطنية، مسؤولية وطنية بحتة لانجاز رؤية المملكة ٢٠٣٠ وهي تتوافق مع مبادرة “السعودية خضراء” والشرق الاوسط أخضر” والهادفة الى استزراع نحو ٥٠ مليار شجرة بالإضافة إلى تفعيل نظام البيئة.
واستطرد احمد بقوله: اعتقد إنه ليس من الصعب القيام بإعادة تأهيل المتنزهات في الجموم وتطويرها واخضاعها إلى نظام الرقابة باعتبارها ثروة وطنية لا يجوز المساس بها مطلقا.

 

محاربة التلوث
ولمعرفة راي المختصين في علوم البيئة والغابات أوضح الدكتور فهد بن عبد الكريم تركستاني رئيس لجنة البيئة بالاتحاد العالمي للكشاف المسلم أن هناك بعض النباتات لها المقدرة على امتصاص عوادم السيارات والملوثات الأخرى الناتجة عن مداخن المصانع خصوصا في المدن القريبة من المصانع مثل الجبيل وينبع، ففي هذه المدن الاكثار من التشجير مسألة ضرورية لتقليل نسبة التلوث المنبعث من المصانع.
كمان أن التشجير في المدن يساهم في خفض درجات الحرارة فقد تصل من بعض الاشجار الى تقليل درجات الحرارة ما بين 6 الى 10 درجات مئوية، كما أن هناك انواعا من النباتات لها القدرة على امتصاص الاشعاعات النووية وأذكر أنني دعوتُ من قبل إلى انشاء الغابة الخضراء عَلى امتداد المنطقة الشرقية ودعمها بالاشجار التي لها القدرة على امتصاص التلوث.
فضلا عن زراعة احزمة خضراء في المدن التي تحيط بها الكثبان الرملية لتخفيف آثار الزحف الصحراوي كما يمكن تشجير الجزر الوسطية للخطوط السريعة لامتصاص عوادم السيارات وتحسين المشهد البصري، خصوصا وأن زيادة الرقعة الخضراء سيزيد من مساحات المراعي.

طبيعة خضراء
من جانبه أوضح الدكتور بدر الدين محمد احمد استاذ الجغرافيا المناخية بجامعة أم القرى أن الجميع يعرف أن نمو السكان وحركتهم تتجه نحو التحضر على حساب سكان الريف لذا تتنوع مصادر التلوث ما يؤدي إلى ظهور الأمراض ، وهذا الامر يتطلب السعي للتخفيف من آثار التلوث حيث تشكل الطبيعة الخضراء المنفتحة واحدة من أهم الملاذات – بفضل الله – من كربة المدن الخانقة، خصوصا وأن التنزه أصبح من ضروريات الحياة.

أرى أن المحافظة على البيئة الطبيعية ووقف زحف السكن العشوائي وتأهيلها لخدمة الجميع. تقوم عموماً على عدة عناصر تتمثل في تكثيف الدراسات المتعلقة بالبيئة والتخطيط الحضري والريفي من الجامعات وهيئات السياحة الرسمية والقطاع الخاص . لتحديد المناطق السياحية واماكن التنزه القائمة والمستقبلية. وطاقاتها الاستيعابية بالنسبة لحجوم المدن المستفيدة منها ، وتوجيه المخططات السكنية للأماكن التي يقل جذبها الطبيعي لأنها في النهاية ستقضى على الغطاء النباتي وتحول الغابات إلى غابات إسمنتية.
وتوجيه المنشآت الكبيرة كالمصانع التي تستقبل موادها الخام من مناطق بعيدة وربما من خارج البلاد إلى مناطق ليس لها طلب سياحي كالأراضي الجرداء وبذلك يمكن إبعاد السكن العشوائي بعيدا عن الأراضي ذات القيمة السياحية الغالية. حماية الغابات واجب وطني مدير عام فرع وزارة البيئة والمياه والزراعة بمنطقة مكة المكرمة المهندس سعيد بن جار الله الغامدي أوضح أن حماية الغابات واجب وطني على الجميع، وهناك ما يهدد استدامتها، أبرزها الاحتطاب والرعي الجائر ، والتغير المناخي، وارتفاع درجات الحرارة، وموجات الجفاف والعواصف الغبارية، وحرائق الغابات ، والسيول وانجراف التربة، والانواع النباتية الغازية والدخيلة ، والتمدد العمراني العشوائي، وقلة الأبحاث والتوعية، والتوسع الزراعي العشوائي وكثرة استخدام المبيدات والاسمدة الكيماوية. كما ان الجهات المعنية وضعت البرامج الهادفة للحفاظ على الغابات والبيئة البحرية والساحلية وتنميتها كما أن هناك برامج لمكافحة التصحُّر، وحماية الغابات، والمتنزهات الوطنية، والمراعي، ومكافحة التلوث البيئي.

وأضاف أن وزارة البيئة والمياه والزراعة تتولى مع الجهات المعنية تحديد أولويات وأهداف الاستثمار فيما يتعلق بالمتنزهات والمحافظة على الغابات بالتنسيق مع الوحدات التنظيمية المعنية، واتخذت الخطوات اللازمة لإقامة محميات المراعي، والغابات، والمواقع الحساسة بيئيًا والإشراف على تنفيذها بالتعاون مع الجهات المعنية. لافتا إلى أن فرع الوزارة بالمنطقة يحرص على العديد من الفعاليات بهدف رفع الوعي بأهمية جميع أنواع الغابات والأشجار الموجودة في منطقة مكة المكرمة لصالح الأجيال الحالية والمستقبلية على الرغم من أن الغابات الطبيعية تشغل جزءًا ضئيلا من مساحة المملكة الا ان لمنطقة مكة المكرمة نصيبا منها، ولهذه الغابات أهمية كبيرة لما لها من تأثيرات بيئية واضحة في المنطقة التي تغطيها في جنوب غربي البلاد. واستطرد أن منطقة الغابات الطبيعية في المملكة تمتد من محافظة الطائف شمالا إلى محافظة جازان جنوبا، حيث تغطي جبال السروات التي قد يصل ارتفاعها في بعض المناطق إلى نحو 2600 متر فوق مستوى سطح البحر، كما أن هناك الغابات الملحية على السواحل الغربية وأهم نباتاتها أشجار “المانجروف”، وهناك غابات الجبال وأشهرها نبات العرعر، وغابات الروضات والفياض وغالبية أشجارها الطلح والسدر والغضى والارطى.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *