يكتبها : أحمد الويمني
وانا اتهيأ لكتابة هذه الزاوية
كنت اردد. منافي منافي. ماذا سيندرج تحت هذا العنوان تذكرت الكاتب والشاعر الكبير فهد عافت حين يقول. يامنافينا… نما فينا بلد وتبادر الى ذهني قصيدته كيمياء الغي.واللوحة المتحركة في النص الشعري وتطورها في الشعر الشرقي للوصول اليها والاسبقية للشعر الغربي في الحركة داخل النص والتجارب لدى شعراءهم امثال آرثر بروك وشكسبيروغارثيا لوركا ففي القديم البعيد وغير البعيد كان الشعر الفصيح هو المتسيد عند الناطقين بالعربية ولم توجد منافسة من الشعر العامي الا مؤخراً.
والحديث عن الشعر الفصيح الذي تفنن شعراؤه على مر العصور في اظهار كل الجماليات والبدائع المحسنة لكن لم أقرأ على أقل تقدير نص متحرك من الداخل بمعنى ان الشعراء اكتفوا بالتشبيه الوصفي أو الشكلي حتى الاندلسيين رغم تأثرهم بالتطور الحضاري والمعرفي والتمدن وانعكاس ذلك على نتاجهم الشعري. إلا ان حركية النص لم تكن ملفته او مقروءه بشكل جيد ويشمل ذلك غالبية الشعراء العرب حتى محمود درويش لم أجدها عنده الا في آخر كتاباته ربما لتحرره من شعر القضية ففي مقطع من قصيدته لاعب النرد. يقول:
كانت مصادفة..
ان اكون انا الحي في حادث الباص…
حيث تأخرت عن رحلتي المدرسية..
بينما تقدم عليه الشاعر الاسباني. غارثيا لوركا في بداية القرن التاسع عشرفي قصيدته دوارة الريح:
إنك تأتين بعد فوات الأوان…
بعدما اكون قد لففت ليل روايتي.
على رف السهر
وبدون إذن مسبقة
در ياقلبي..
در ياقلبي..
بكل اناقة أوجد لنا هذه الفوتغرافيا وكأني به في أمسية مشبعة بالهتافات يحرك يدية يرسم في الهواء دائرة. وفي العصر الحالي نجد ذلك لدى البعض من شعرائنا بفئتيه الفصيح والعامي. ففي قصيدة القدس للشاعر تميم البرغوثي يقول:
سائق السيارة الصفراء مال بنا شمالاً..
نائياً عن بابها والقدس صارت خلفنا…
والعين تبصرها بمرآة اليمين.
وفي الشعر العامي يتجلى النص المترع بالبذخ الشعري لفهد عافت .مبيناً التطور الذي نتحدث عنه حين كتب وصدح في المسرح بقصيدة كيمياء الغي وهو يصور حركة عقرب الساعة:
تك. تك. تك
مرحبا. تك.
ومرٌ بي حبا.. .تك