البلاد – رضا سلامة
تتوسع إيران في انتهاكات حقوق الإنسان، بحيث أصبح وصف “جمهورية الإعدامات” ملتصقًا بالنظام الحاكم، الذي ينتهج هذه الممارسات لإحكام قبضته وإرهاب المجتمع، في ظل فشله السياسي والاقتصادي، إذ أفاد تقرير حديث بإعدام 249 شخصًا في إيران، وقتل 101 مواطن آخر، على يد قوات الأمن الإيرانية، خلال عام.
وأكد التقرير السنوي لمجموعة نشطاء حقوق الإنسان”هرانا”، أمس (الاثنين)، أن عمليات الإعدام في إيران من أبرز مظاهر انتهاكات حقوق الإنسان، مضيفًا أن 7 سيدات و4 أطفال كانوا من بين الذين تم إعدامهم العام الماضي، وتم تنفيذ حكم الإعدام في الأماكن العامة.
وبحسب التقرير، تم الحكم بالإعدام، العام الماضي، على 78 شخصا، من بينهم طفلان، كما أطلقت القوات الأمنية النار على 250 شخصًا، من بينهم 101 مدني، منهم 37 عتالًا، و26 ناقل وقود، و38 مدنيا آخر. ولفت إلى أنه تم إصدار أحكام في 741 قضية، بإجمالي 25828 شهرًا من السجن، و947 شهرًا مع وقف التنفيذ للمتهمين بقضايا الرأي أو الأمن، كما صدرت أحكام بغرامات تقدر قيمتها الإجمالية بـ194 مليار ريال، مشيرا إلى أنه في العام الماضي، تم اعتقال 2806 مواطنين في إيران لأسباب سياسية أو عقائدية، ضمنها 144 عملية اعتقال تتعلق بأنماط حياة الناس، منوها إلى أنه تم الإبلاغ عن17000 حالة زواج أطفال، و75 حالة انتحار أطفال، و10 حالات اغتصاب واعتداء جنسي، وحالة إحراق و10 جرائم قتل أطفال، كما تم الإبلاغ عن 562 حالة عنف ضد النساء، و11حالة إحراق، و4 حالات انتحار، و17 حالة قتل لنساء.
وأشار التقرير الحقوقي، إلى تصاعد الاحتجاجات ضد نظام الملالي خلال العام الماضي، إذ تم تشكيل 23873 تجمعًا احتجاجيًا في 24 محافظة إيرانية، معظمها من العمال والنقابات العمالية.
إلى ذلك، حظي هاشتاج “إضراب السجناء” بمشاركة كثيفة على منصات التواصل الاجتماعي لدعم إضراب 34 سجينًا عن الطعام في مختلف السجون الإيرانية، وذلك تزامنا مع تواصل إضراب سجناء سياسيين عن الطعام في سجون الملالي. وأضرب سجناء اعتبارًا من الأحد عن الطعام، تضامنا مع العمال والمدرسين والمتقاعدين، واحتجاجا على استبداد النظام، ومجزرة نوفمبر، وسراوان، وقمع وإعدام المحتجين والأقليات. وبالتزامن مع الإضراب الجماعي عن الطعام لـ34 سجينًا سياسيًا، قال مجموعة من السجناء السياسيين في سجن “رجائي شهر”، في رسالة احتجاج على المضايقات الممنهجة للسجناء وأسَرهم، إن أجندة الأجهزة الأمنية والقضاة المعنيين تتضمن اضطهاد السجناء السياسيين وترحيلهم إلى سجون بعيدة عن منازلهم بهدف إجبار السجناء وأسَرِهم على التزام الصمت.
وجاء في رسالة السجناء السياسيين بسجن “رجائي” أن “النقل إلى الحبس الانفرادي والشتائم والإهانة والضرب ورفع قضايا جديدة وإصدار أحكام جديدة والترحيل إلى سجون بعيدة؛ كل هذا يعد من طرق الضغط على السجناء وأسرِهم التي أصبحت أكثر حدة وانتشارًا في الأشهر الأخيرة. وضمن أدلة تدهور الاقتصاد الإيراني، أفاد مركز الإحصاء الإيراني في تقريره الأخير، بأن حكومة حسن روحاني سجلت رقمًا قياسيًا يمثل ثاني أعلى معدل تضخم في 40 عامًا. وأعلن التقرير أن معدل التضخم في مارس الحالي، ارتفع إلى 48.7 %، مقارنة بمارس الماضي، ومعدل التضخم لبعض المواد الغذائية قفز إلى 105 %، والأثاث والأجهزة المنزلية 68 %، والسلع المعمرة 84 %، والملابس والأحذية 52 %، و54 % للنقل و40 % للرعاية الصحية.