البلاد – مها العواودة
ثقل إقليمي، وعالمي.. دور بارز في حلحلة القضايا الشائكة، ومحاربة الإرهاب والتطرف، مع مساهمة إيجابية فاعلة في كل الملفات السياسية ما جعلها قبلة للدبلوماسيين، خصوصا وأن المملكة تسعى جاهدة لإحلال السلام في العالم، ومنع قوى الشر من مواصلة العبث بأمن واستقرار الدول، لذلك يقصدها المسؤولون من كل حدب وصوب للتفاكر مع قيادتها حول القضايا السياسية المختلفة لإيجاد الحلول الناجعة لها بالطرق السلمية بعيدا عن الحروب والنزاعات.
وجسدت زيارة مسؤولين كبار من دول المنطقة للرياض مؤخرا، في مقدمتهم ملك الأردن، وولي عهد البحرين، ورئيسي وزراء السودان وماليزيا، ومبعوث الرئيس الروسي، ووزير الخارجية الروسي، ثقة الجميع في حنكة قيادة المملكة وقدرتها الفائقة على حل الأزمات مهما صعبت، لما تملكه من رأي سديد وحب خير للغير.
وقال عضو مجلس النواب البحريني، إبراهيم بن خالد النفيعي لـ”البلاد”، إن المملكة حجر الزاوية دائماً لكل المتغيرات والأحداث الإقليمية والعالمية، وهذا أكدته الزيارات الحالية والسابقة لكبار المسؤولين بالعالم للرياض، ما يعكس مكانة المملكة الكبيرة وأهميتها إقليميا وعالميا. ويرى الأمين العام السابق لمجلس التعاون الخليجي فاهم القاسمي، أن توافد عدد من القيادات العالمية البارزة للملكة ما هو إلا تأكيد على دور السعودية وقيادتها الحكيمة المتواصل في دعم الأشقاء والأصدقاء، ودورها الفعال في صيانة الأمن والاستقرار السياسي والاقتصادي إقليميا وعالميا، وتعاملها مع مختلف القضايا الاجتماعية والإنسانية بمقاربة نابعة من إرثها الديني والإخلاقي ومكانتها المتميزة في العالم. واعتبر القاسمي، أن تزامن هذه الزيارات مع ما تتعرض له المواقع المدنية في المملكة من اعتداءات متكررة لوكلاء إيران في اليمن، يأتي تضامنا مع الرياض في اتخاذ كافة الإجراءات الكفيلة بردع العدوان وحماية مواطنيها والمقيمين فيها.
من جهته، أكد المحلل السياسي والأمني الأردني محمد الملكاوي، أن الأخطار والتحديات المختلفة التي تمر بها الأمة العربية والإسلامية وبعض دول العالم تحتاج إلى حكمة القيادة السعودية لمواجهتها بعقلانية وتأنٍ ومسؤولية والتزام ثابت في هذه المرحلة الحرجة، مشيراً إلى أن خادم الحرمين الشريفين وولي العهد، جعلا من المملكة “بيت الحكمة والاتزان”، الذي يؤمه زعماء وقادة الأمة والعالم، موضحا أن اللقاءات القيادية التي احتضنتها السعودية أرسلت رسالة للعالم وللأمة الإسلامية بأن المملكة ستبقى دائماً وأبداً هي حاضنة الحوار المسؤول على أعلى المستويات، لخدمة الأمة والعالم والإنسانية.
وقطع المستشار “الملكاوي” بأن اللقاءات القيادية التي عقدت أو التي ستعقد لاحقاً مع القيادة السعودية، توضح حقيقة مهمة، وهي أن المملكة منبر حق ثابت وصادق وآمن وأمين إسلامياً وإنسانياً وعالمياً، وتمثل رمز السلام والمحبة والتعايش التي تنطلق من وسطية واعتدال الدين الإسلامي، الذي تتشرف السعودية بأنها راعية له، وخادمة بإخلاص مستمر للحرمين الشريفين. وتابع: ليس مستغربا أن تحتضن السعودية اللقاءات القيادية العربية والإسلامية والدولية لأنها المرجعية الرئيسية للأمة، والمدافع بقوة عن قضايا الإسلام والمسلمين، وهي الشقيقة الكبرى التي تولي جلّ اهتمامها لتوحيد صفوف الأمة ورأب الصدع وجمع كلمة المسلمين، ودعم قضاياهم وفي مقدمتها القضية الفلسطينية”.
في السياق ذاته، أكد الخبير القانوني والسفير الدبلوماسي اليمني الدكتور عادل بكيلي، على الدور المحوري والمميز للمملكة في المنطقة، معتبرا أن اللقاءات التي انعقدت في المملكة تشكل جلسات عمل تشاورية لمستقبل المنطقة، حرصا من القيادة السعودية الحكيمة على استقرار المنطقة، وضمان أمنها في ظل تنامي القوى المعادية.