البلاد – هاشم آل هاشم
أكدت العديد من التقارير الصادرة بالإعلام الأمريكي المقروء والمسموع، أن ما ورد في التقرير المقدم للكونغرس بشأن قضية مقتل المواطن السعودي خاشقجي لا يتجاوز التكهنات والتوقعات، إذ قالت الصحف الصادرة في واشنطن إن محتوى التقرير عبارة عن نظريات لا يمكن البناء عليها لتوجيه الاتهامات.
وحرصت تقارير العديد من الصحف على إبراز بيان وزارة الخارجية السعودية الذى فندت فيه مزاعم تقرير الـ”CIA”، معتبرة أن البيان السعودي وضع النقاط على الحروف.
ونقلت صحيفة “وول ستريت جورنال”، تحذيرا لإدارة بايدن من أن مثل هذا التقرير قد يؤدي إلى حدوث توتر في العلاقات مع الرياض مستقبلاً، ما لم يتم تجاوز طرح تقارير لا تحمل معنى اطلاقا، مؤكدة أهمية التواصل الدائم والمستمر مع حكومة المملكة، وتقديم توضيحات حول سبب وموعد نشر تقرير المخابرات الأمريكية. ولفتت الصحيفة إلى أن المخابرات الأمريكية حصلت على المعلومات من مصدر وحيد وهى المخابرات التركية، دون التحقق من هذه المعلومات.
ورفضت صحيفة “برنت” ما ورد في تقرير المخابرات الأمريكية من اتهامات غير مسؤولة، معتبرة أن ما ورد في التقرير مجرد تكهنات واستنتاجات غير مقبولة ولا تستند لحقائق دامغة، كما أبرزت الصحيفة بيان وزارة الخارجية السعودية، حيث نشرت مقتطفات من البيان خاصة ما يتعلق بالرفض السعودي والتقييم السلبي والخطأ وغير المقبول في التقرير.
وأشارت الصحيفة إلى أن الجهات المعنية في المملكة اتخذت كافة الإجراءات اللازمة في إطار نظام قانوني لضمان التحقيق مع منفذي الجريمة بشكل سليم، ولضمان تحقيق العدالة حيث صدرت بحقهم أحكام قضائية نهائية.
ومن جانبها، بثت شبكة “CNN” تقريرًا تلفزيونيًا، أكدت فيه أن الدول الحليفة للمملكة لديها شكوك كبيرة في صحة التقرير لكونه يحتوى على معلومات غير دقيقة، حيث سارعت عدة دول مثل اليمن، البحرين، الإمارات، سلطنة عمان، والكويت لرفض ما ورد في التقرير والوقوف بجانب السعودية.
الشورى: استقلالية القضاء السعودي
أعرب رئيس مجلس الشورى الشيخ الدكتور عبدالله بن محمد بن إبراهيم آل الشيخ، باسمه واسم المجلس وأعضائه، عن رفضهم واستنكارهم الشديدين تجاه ما ورد في التقرير الذي تم تزويد الكونغرس الأمريكي به مؤخراً بشأن قضية مقتل المواطن جمال خاشقجي – رحمه الله – وما تضمنه من استنتاجات مسيئة واتهامات للمملكة وقيادتها لا أساس لها من الصحة ولا يمكن القبول بها بأي حال من الأحوال .
وأكد في بيان أصدره أمس، رفض مجلس الشورى القاطع لأي محاولة تهدف للمساس بسيادة المملكة وقيادتها أو التدخل في شؤونها بأي شكل من الأشكال، مشدداً على أن الشعب يرفض بشدة التعرض للمملكة وقيادتها أو النيل من دورها ومكانتها.
وأبان رئيس الشورى أن المملكة وعبر جهاتها المختصة في هذه القضية أدانت في حينه الجريمة النكراء التي شكلت انتهاكاً صارخاً لقوانين المملكة وقيمها على يد مجموعة تجاوزت الأنظمة كافة، حيث اتُخذ بحقهم كل الإجراءات القضائية اللازمة لتقديمهم للعدالة وصدرت بحقهم أحكاماً قضائية نهائية، في تأكيد واضح على استقلالية القضاء السعودي وعدالته وشفافيته ونزاهته، وحرصه على قيمة الإنسان وروحه.
وشدد على أن المملكة منذ تأسيسها وحتى اليوم تقوم على نهج راسخ من أساساته صون الإنسان وحمايته، وحفظ حقوقه، وبذل الجهود على جميع المستويات إقليمياً ودولياً لترسيخ مفاهيم الحقوق والوسطية والاعتدال، وتقديم النماذج الواقعية فعلاً لا قولاً لتعزيز حماية البشرية وإنمائها ومكافحة التطرف والكراهية والإرهاب، والسعي الجاد لإحلال الاستقرار والسلام في العالم.
وأكد الدكتور آل الشيخ تأييد مجلس الشورى التام لما صدر عن وزارة الخارجية حول ما ورد في التقرير، وما تتخذه المملكة من إجراءات تحفظ حقوقها ومكتسباتها، مشيراً إلى أن المملكة بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، وولي عهده الأمين ماضية في دورها المحوري وبثقلها العربي والإسلامي في دعم ثقافة الوسطية والاعتدال وتحقيق الأمن والسلم وبذل الجهود الخيرة.
ودعا رئيس مجلس الشورى في هذا الصدد جميع المجالس والبرلمانات والاتحادات والتجمعات البرلمانية القارية والدولية لشجب كل أشكال الانتقائية الهادفة إلى إخراج مبادئ حقوق الإنسان عن سياقها الإنساني النبيل، في الوقت الذي تعاني فيه دول وشعوب عدة على مستوى العالم من كوارث وأزمات أزهقت الأرواح وهدمت الممتلكات والمقدرات، مقدماً في الوقت نفسه الشكر والتقدير للمجالس البرلمانية والمنظمات التي استهجنت واستنكرت ما ورد في التقرير.
كبار العلماء: لا أدلة أو حقائق
رفضت الأمانة العامة لهيئة كبار العلماء الاستنتاجات والظنون الخاطئة والمسيئة الواردة في التقرير الذي زود به الكونجرس الإمريكي بشأن مقتل المواطن جمال خاشقجي – رحمه الله -، مؤكدة في هذا الصدد وقوفها التام مع بيان وزارة الخارجية الذي رفض هذا التقرير رفضا قاطعا.
وقالت الامانة في بيان لها أمس: إن هذا التقرير لم يبن على أية أدلة أو حقائق، مؤكدة ثقتها التامة فيما اتخذه القضاء بشأن هذه القضية، وأن تعقب الأحكام القضائية إساءة للنظام العدلي بالمملكة والذي يحظى باستقلالية تامة.
وأوضحت الأمانة العامة أن شعب المملكة يقف خلف قيادته الحكيمة والمملكة بثقلها العربي والإسلامي والدولي ركيزة أساس في حفظ حقوق الإنسان ودعم الأمن والاستقرار في العالم بما تتبناه من سياسة الاعتدال والوسطية ونبذ العنف والتطرف.
البرلمان العربي: إعادة إنتاج المؤامرات
طالب البرلمان العربي، الدول العربية والإسلامية إلى التضامن الكامل مع المملكة وقيادتها في مواجهة مخططات استهدافها والمساس بسيادتها، ودعمها في كل ما تتخذه من إجراءات لمنع التدخل في شؤونها الداخلية وفي عمل سلطاتها القضائية المستقلة، باعتبارها الطرف الوحيد الذي له ولاية وسلطة قانونية في التعامل مع قضية مقتل المواطن السعودي جمال خاشجقي، وقد تعاملت السلطات القضائية السعودية مع القضية بكل شفافية ونزاهة، وأصدرت أحكاماً بالإدانة ضد كل المتورطين فيها.
وحذر البرلمان العربي، من المخططات والأجندات الخارجية التي تستهدف أمن واستقرار الدول العربية، ويؤكد أن استهداف المملكة ، التي تمثل عمقاً إستراتيجياً ثابتاً وركيزة أساسية للأمن القومي العربي، هو بداية لتلك المخططات وإعادة إنتاج المؤامرات التي لن تقف حدودها عند المملكة فقط، وإنما ستطول الدول العربية كافة وتهدد أمنها القومي واستقرارها، وهو ما يستوجب توحدها وتعزيز تضامنها في مواجهتها.
وشدد البرلمان العربي على رفضه الكامل تسييس القضايا الداخلية للدول واتخاذها كذريعة للضغط والابتزاز والتدخل في الشؤون الداخلية للدول العربية، ويؤكد أن التقرير الأمريكي بشأن مقتل المواطن السعودي جمال خاشقجي، والذي تضمن تكهنات وإدعاءات واتهامات باطلة دون تقديم أية دلائل قاطعة بشأنها، يمثل تدخلاً سافراً وغير مقبول في الشؤون الداخلية للمملكة، واستغلالاً لشأن داخلي بهدف تحقيق أهداف وغايات خبيثة، وهو ما يتعارض بشكل صارخ مع الأنظمة والقواعد الدولية المستقرة التي تنظم العلاقات بين الدول، وفي مقدمتها الاحترام التام لسيادة الدول وعدم التدخل في شئونها الداخلية، وفرض الوصاية عليها.
وأكد البرلمان العربي على تضامنه الكامل مع المملكة ودعمها في حفظ أمنها وسيادتها، كما أكد على مركزية ومحورية الدور العالمي والريادي الذي تقوم به المملكة بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وولي عهده الأمين صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان، في تعزيز الأمن والاستقرار على المستويين الإقليمي والدولي، ويعرب عن تقديره الكامل لما تقوم به المملكة من جهود مخلصة من أجل تعزيز التضامن العربي وتوحيد كلمة الدول العربية، ويجدد التأكيد على أن المملكة تمثل حائط صد قويا وحصنا منيعا في مواجهة كل ما يحيط بالأمة العربية من مخاطر وتهديدات، وأن أية محاولات بائسة لاستهدافها سيكون مصيرها الفشل الذريع.