أطلقت أرامكو السعودية أول تقنية أمن معلومات يتم إنتاجها محليًا، تُعرف باسم “صمام البيانات” الذي يؤمّن تحصينًا للشبكات ضد الاختراقات السيبرانية ويفوق بدرجة عالية تقنيات الحماية التقليدية، وذلك مواصلة للدور الحيوي الذي تقوم به أرامكو السعودية في المحافظة على توازن إمداد العالم بالطاقة.
وتبذل أرامكو السعودية جهودًا لتطوير البنية التحتية لأمن المعلومات لمنع أيّ اختراق يمكن أن تنجم عنه آثار اقتصادية أو اجتماعية وخيمة عالميًا، إذ تعمل بدأبٍ للوصول لمستويات رفيعة لحماية الأمن السيبراني، وذلك بعد توالي عمليات الاختراق التي تهدّد هذا الأمن عالميًا وتضرب بعمق الأجهزة وإنترنت الأشياء وتغزو التقنيات السحابية.
وتأتي تلك التقنية نتيجة عمل مشترك بين أرامكو السعودية وشركة الإلكترونيات المتقدمة عقب توقيع اتفاقية تطوير وتصنيع لصمام البيانات خلال أعمال الدورة الخامسة لمنتدى ومعرض برنامج تعزيز القيمة المُضافة الإجمالية لقطاع التوريد في المملكة (اكتفاء) في فبراير 2020م.
ويُعد جهاز “صمام البيانات” من أهم أدوات تحصين الأمن السيبراني للمنشآت الصناعية كمعامل الغاز والمصافي، حيث يقوم بحماية المعلومات القيّمة والأنظمة الصناعية الحساسة، وقد روعي في تصميم الجهاز سهولة التركيب والتهيئة والصيانة.
ويمثّل تطوير وتصنيع الجهاز محليًا بعقول سعودية، وتسجيل أرامكو السعودية براءتي اختراع لدى مكتب الولايات المتحدة الأمريكية لبراءات الاختراع والعلامات التجارية، نقلة نوعية في مجال أمن المعلومات في المملكة، وخطوة رائدة في مشروع توطين التقنيات المتقدمة التي تلبّي حاجة الأسواق المحلية والعالمية.
وقال النائب الأعلى للرئيس للخدمات الفنية في أرامكو السعودية أحمد السعدي: “كانت أرامكو السعودية ولا تزال سبّاقة دائمًا في دعم المحتوى المحلي سواءً كان في مبادراتها ومشاريعها، أو أعمال التشغيل والخدمات، ومع العمل على تحقيق الأهداف الوطنية المنشودة تتخذ الشركة اليوم خطوة إلى الأمام تتمثّل في إنتاج وتصنيع تقنيات متطورة في أمن الشبكات والبنية التحتية، وذلك عبر التعاون مع شركة الإلكترونيات المتقدمة، وسيكون إنتاج جهاز صمام البيانات محفزًا لتوطين التقنيات، ونقطة لانطلاق الكثير من الفرص الواعدة، ومشجعًا للشركات للاستثمار في دعم المحتوى المحلي”.
وأضاف السعدي: “يُعد جهاز صمام البيانات أداة مهمة لحماية الشبكات من التهديدات السيبرانية، وتوفير أقصى درجات الحماية للشبكات الحساسة. وهو أحد عوامل تمكين التحوّل الرقمي الصناعي في المملكة، فقد تم تطويره وتصنيعه من قبل كفاءات وطنية لتوفير أفضل الحلول والأنظمة في مجال الأمن السيبراني، إضافة إلى ذلك، ومن أجل دعم المنتج المستدام، تم اعتماد الاقتصاد الدائري في مراحل تطوير الجهاز، بدءًا من التصنيع إلى عملية الصيانة”.
وتضمّ أرامكو السعودية مجموعة تقنيات متطورة تسهم في إعادة تشكيل عملياتها الرئيسة، وتحدث نقلة نوعية في تعزيز الكفاءة، وتمكين ريادة الشركة في مجال التحوّل الرقمي، إذ تستخدم الشركة الملايين من أجهزة الاستشعار وتطبيقات التحليل المتقدمة، التي تراقب بدقّة جميع المعدات الرئيسة والأعمال الأساس في مرافقها بجميع أنحاء المملكة، كما تدير حلول الثورة الصناعية الرابعة عمليات ضمان جودة وسلامة الأعمال، وإنشاء نظام بيئي للأعمال نابض بالحياة في المملكة، وتعمل الحواسيب العملاقة التي تم تصنيعها محليًا بأيادٍ سعودية على تحليل بيانات التنقيب، كما تدير تقنيات الذكاء الاصطناعي والطائرات بدون طيار – التي أصبحت جزءًا لا يتجزأ من عمليات التشغيل – عن بعد وتتحكم في عمليات القطاعات الأساسية في الشركة، بينما تعمل الخدمات السحابية، التي جلبتها الشركة للمملكة عبر اتفاقية مع شركة جوجل، على تقديم الخدمات السحابية التي تمكّن الشركات والقطاعات في أنحاء المملكة من تعظيم وجودها السوقي، مع توفير منتجات وخدمات رقمية بصورة أسرع وأكثر موثوقية.
وتحتاج كل هذه التقنيات لإجراءات مشددة لتعزيز أمنها وسلامة أعمالها، تدعم تقنية “صمام البيانات” طموحات وجهود أرامكو السعودية في أن تصبح التقنية أساسًا لمستقبل أعمالها في صناعة النفط والغاز، وتضع الشركة التهديدات السيبرانية ضمن أعلى المخاطر التي يجب مواجهتها عبر الاستثمار في البنى الأساسية التي تضمن سلامة وأمن المعلومات والأعمال، لذلك فإن صمام البيانات سيتمّ اعتماده في مرافق الشركة الصناعية، لتأمين إستراتيجية التحولّ الرقمي وإدارة الحلول والتحديات في مجال الطاقة.
وبدلًا عمّا كان سائدًا في السابق من شراء الجيل الأول من تقنية صمام البيانات واستيرادها من الخارج، ستسمح التقنية للشركة بأن تكون مساهمًا رئيسًا في تطوير مجال تقنية المعلومات والاتصالات الوطني، الذي يتنامى مؤشره في المملكة منذ العام 2017م بنسبة 64%، عبرّ تصميم الجيل الثاني من صمام البيانات.
وتم تطوير الجيل الثاني من تقنية صمام البيانات محليًا، بهدف حماية البنية التحتية الحيوية للمملكة، والمشهد الصناعي المتنوّع، ولدعم تطوير التقنيات الرقمية المتنامية، وضمان نقل البيانات الآمن، والحدّ من الهجمات الإلكترونية في بيئة الأعمال المعاصرة، بعدما أصبحت التقنيات الرقمية عرضة للهجمات السيبرانية، واختراقات شبكات المعلومات، وتدمير البيانات من خلال عمليات التسلل الإلكتروني.
ويوفّر التصميم المبتكر للجيل الثاني قدرة على دعم تطبيقات متعددة، مما يجعله متفوقًا على معظم الحلول المطروحة في السوق، ومحفزًا لرواد الأعمال للاستثمار في المواهب المحلية لتطوير أفكارهم التقنية إلى منتجات، ويفتح الباب لإنشاء منصة انطلاق لفرص مستقبلية في مجال الأمن السيبراني، ونشر المعرفة عالية التخصصية والقيمة في التصميم والتصنيع، وإصدار براءات الاختراع، وتشجيع السوق المحلية على تطوير وتصنيع المنتجات التقنية لتحقيق الاعتماد على الذات وتوفير التكاليف.