جدة – البلاد
تمثل السياحة في المملكة ركيزةً أساسية ضمن أهداف رؤية المملكة 2030، وتهدف إستراتيجية تنمية السياحة المحلية إلى رفع إسهام القطاع السياحي في الناتج المحلي ، إضافةً إلى خلق مليون فرصة عمل جديدة بحلول عام 2030، كما تسعى المملكة إلى أن تكون وجهةً سياحية عالمية رائدة تستضيف 100 مليون زيارة سنويًا بحلول عام 2030؛ وهذا سيتحقق بالشراكة مع المجتمع الدول، من أجل صناعة سياحةٍ عالمية مزدهرة، وتطوير وجهات سياحية مستدامة. وباعتبارها وجهة سياحية حديثة، ركَّزت المملكة في استراتيجيتها السياحية على الاستدامة كركيزة للنمو الشامل للقطاع وتعظيم القيمة المضافة من خلال استمرارية الحركة السياحية في كل المواسم والفصول واستقطاب السيّاح من مختلف أرجاء العالم.
في هذا الإطار وبالتوازي مع تسارع التعافي الاقتصادي بمختلف القطاعات في المملكة من تداعيات جائحة كورونا، تكثف وزارة السياحة بمختلف أجهزتها خططها لعودة الأنشطة السياحية وفق الضوابط الوقائية ، مستهدفة انطلاقة إيجابية جديدة للقطاع خلال العام الجاري 2021 ، لتنشيط السياحة المحلية من خلال الهيئة السعودية للسياحة التي قدَّمت موسمًا ناجحًا خلال الصيف (تنفّس)، وإطلاقها مؤخرًا موسم الشتاء (حولك)، في الوقت الذي تحرص فيه الوزارة على مواكبة العودة التدريجية للسياحة العالمية ودعم مساعي إعادة افتتاح السفر الدولي. وترجمة لذلك أكدت المملكة أهمية مواصلة الجهود التي قادتها خلال رئاستها لمجموعة العشرين العام الماضي، من خلال سلسلة اجتماعات وزراء السياحة، وعبر مجموعة من اللجان، لحماية صحة السيّاح، التي أقرت سلسلة من المبادرات التي تتعلق بتعافي قطاع السياحة. جاء ذلك خلال مشاركتها في اجتماع المجلس التنفيذي لمنظمة السياحة العالمية التابعة للأمم المتحدة في دورته الـ 113، والذي استعرض جهود المنظمة بالتعاون مع الدول الأعضاء لخدمة قطاع السياحة في العالم، ومنها التسريع بتعافي القطاع السياحي عبر توحيد البروتوكولات التي تساعد على رفع القيود المفروضة على تنقّل المسافرين، والتنسيق المستمر من أجل دعم المنشآت السياحية في القطاع الخاص.
وأوضحت المشرف العام على الإدارة العامة للعلاقات الدولية في وزارة السياحة هيفاء الجديع، أن المملكة تولي أهمية كبرى للتعاون والتنسيق مع منظمة السياحة العالمية، مشيرةً إلى أن المنظمة قررت افتتاح أول مكتب إقليمي لها على مستوى العالم في العاصمة الرياض، مبينةً أنه سيباشر أعماله هذا العام، وسيكون عاملًا مساعدًا ليس لدول المنطقة فحسب، إنما للمناطق المحيطة في أفريقيا وآسيا، مؤكدةً التزام المملكة بالتعاون مع المجتمع الدولي لدعم القطاع السياحي على المستوى الإقليمي والعالمي.
استثمارات طموحة
وكان وزير السياحة أحمد الخطيب، قد كشف خلال جلسة في ملتقى الميزانية بشأن قطاعات المستقبل، عن استهداف جذب استثمارات جديدة بنحو 220 مليار ريال حتى 2023، وأكثر من 500 مليار ريال حتى 2030، لافتا إلى أن المملكة قد فتحت أبوابها للسياح وفق استراتيجيتها للسياحة التي أطلقت العام قبل الماضي، واستقبلت أكثر من 500 ألف زائر قبل جائحة كورونا من أكثر من 25 دولة، حيث يشكل القطاع السياحي في المملكة3.5% من إجمالي الناتج المحلي الإجمالي، ويستهدف رفع هذه النسبة إلى 10%.
أما خارطة الاستثمارات الكبرى ، فبحسب الوزير، تم ضخ استثمارات ضخمة في المشاريع السياحية، مثل مشروع نيوم والقدية ومشروع البحر الأحمر والدرعية، والتنسيق مع البنوك وصندوق التنمية السياحي لتمويل جزء من هذه المشاريع من خلال استثمارات القطاع الخاص، لتعزيز موقع المملكة ضمن صدارة خارطة السياحة العالمية.