صنعاء ــ وكالات
استنسخت مليشيا الحوثي الانقلابية أساليب وتكتيكات تنظيم داعش الإرهابي، في محاربة الابداع والتنكيل بالمبدعين، حيث أقدمت المليشيا على منع مجموعة من الشباب والناشطين اليمنيين من تنفيذ حملة فنية للرسم على جدران شوارع العاصمة صنعاء، وقامت بطمس اللوحات.
وقال أحد الشباب المشاركين في الحملة إنهم استغربوا من قدوم عشرات المسلحين الحوثيين لمنع الشباب من مواصلة حملة “اليوم العالمي للفن”، وطمس اللوحات التي رسمها الشباب على أحد جدران شوارع العاصمة اليمنية صنعاء”.
وأضاف الشاب في منشور له على شبكة التواصل الاجتماعي “فيسبوك” أن عناصر الحوثي طالبوا الشباب برسم شعارات المليشيا ورموزها، لافتا إلى أنهم رفضوا مطالب الانقلابيين فقاموا بمنعهم من مواصلة الرسم، والتهديد باعتقال أي شاب سيستمر في ممارسة أعماله الفنية.
وتابع “لم نرضخ لطلبات وشروط عناصر مليشيا الحوثي، وشرحنا لهم طبيعة الفعالية، وأطلعناهم على التصريح الذي بحوزتنا من السلطات الأمنية القائمة في أمانة العاصمة، إلا أنهم رفضوا كل ذلك، وقالوا إنهم ينفذون قرار وتوجيهات المكتب السياسي لهم”.
وكتبت الصحفية والناشطة الحقوقية اليمنية وداد البدوي على حسابها الرسمي “فيسبوك” قائلة: “بسبب منع الحوثيين بأمر مجلسهم السياسي “لم نستكمل الرسم في جدران صنعاء هذا الصباح، وكما توقعنا أنهم طمسوا اللوحات عقب انصرافنا مباشرة”.
وتابعت : “ذهبوا لشراء طلاء أبيض من أموال الشعب وقاموا بطمس اللوحات، وطبعا قبل ما يزيلوها نزل اثنان مسلحان صورا كل لوحة، وبعدها أتى آخرون لمسحها.
وكان عدد من الناشطين والفنانين التشكيليين اليمنيين قد دعوا منذ أسبوع لإحياء اليوم المفتوح للفن في عدد من المدن اليمنية والعالمية، وهو حدث سنوي بدأه الفنان التشكيلي اليمني مراد سبيع في مارس 2012، في دعوة منه للسلام، وأذكاه الشباب والأطفال وجعلوا منه مناسبة خاصة للاحتفاء بالفنون، وأصبح ينفذ في عدد من المدن اليمنية والأوروبية.
هذا فيما اثارت انتهاكات مليشيا الحوثي استياءً واسعاً على مواقع التواصل الاجتماعي، واستهجن نشطاء يمنيون ما أقدم عليه الانقلابيون، معتبرين أنها تستنسخ تجربة المسيرة الخمينية في إيران، ويحاولون فرضها على المجتمع اليمني.
وقالت الناشطة اليمنية وميض شاكر: “الحوثيون منعوا شبابنا وأطفالنا من أن يرسموا على شوارعنا في فعالية اليوم المفتوح للفن في صنعاء، ونفذوا قول السلاح الذي على ظهورهم وحشو الذخيرة الذي في رؤوسهم، وقهروا أهل المكان والشارع، وتعاملوا كمحتلين منسلخين عن الأرض”.
وأضافت في منشور لها على شبكة التواصل الاجتماعي “فيسبوك”: “حرية التعبير مقياس حقيقي للنزاهة، ومن يتيح لك حرية تعبيرك لا توجد لديه حاجة لقذفك أو تكبيلك أو قتلك”.
وأردفت وميض “لا أزال مستغربة لماذا كل هذا الخوف من لون على جدار يا حوثيين؟! أم أنكم تتبعون تعاليم المسيرة الخمينية التي أغرقت شوارع إيران بلونها وشعاراتها في محاولة لتغيير خامة المجتمع ونسيجه! لكن هيهات”.
ويصادف “اليوم المفتوح للفن” 15 مارس ينزل فيه الشباب والناشطون اليمنيون للرسم في الشوارع في مدن سكنية عدة تعبيرا عن تطلعاتهم للسلام والتعايش والاحتفاء بالهوية اليمنية.
وشبّه الناشطون مليشيا الحوثي بتنظيم داعش الإرهابي الذي يمنع ويحرم الرسم والغناء، ومختلف الفنون، وهي ممارسات باتت جماعة الحوثي تمارسها، وتقدم نفسها بكونها حامية على أخلاق المجتمع.