الدمام ـ البلاد
يعتبر جبل القارة في محافظة الاحساء واحدا من المعالم السياحية التي تستقطب السياح من داخل وخارج المملكة نظرا لتميزه بكهوفه ذات الطبيعة المناخية العجيبة فهي ليست مجرد تكوين صخري فريد، بل تخالف أجواء الطقس السائدة خارج الجبل فهذه الكهوف باردة صيفاً دافئة شتاء كما أن الحشرات لا تعيش في كهوفه.
وتبلغ قاعدته 1400 هكتار ويبلغ ارتفاعه حوالي 150 قدماً وتحيط به أربع بلدات هي القارة والتويثير والتهيمية والدالوة.
ويبعد جبل قارة عن مدينة الهفوف حوالي 12 كلم وسط واحة خضراء وغابة كثيفة من النخيل الباسقة، وكشف عدد من الباحثين أن الأحجار الجيرية والرملية في الجبل ذات مسام تمتص مياه الأمطار عند هطولها في فصل الشتاء وتختزنها بداخلها، وفي فصل الصيف تتحول عبر أشعة الشمس إلى أبخرة غير مرئية أو محسوسة فتلطف الجو بداخل كهوف الجبل كما يفعل المكيف الصحراوي أما الدفء في الشتاء فيعود لطبيعة الكهوف الجبلية التي تحجب برودة الجو كما يحصل في الغرف المحكمة.
وبفضل هذه الخاصية يعد جبل القارة أهم مواقع الجذب السياحي في الأحساء وأبرز المعالم الطبيعية فيها، ويزوره عشرات الآلاف من المواطنين والمقيمين والسياح على مدار العام، ما جعله موضع دراسات علمية واقتصادية وسياحية، خصوصا بعد تحسين أمانة الأحساء موقعه ومدخله وإنارة كهوفه ويحوى جبل القارة مصنعا للفخار المعد من الطين المحلي وينتج أشكالا مختلفة من الأواني والتحف الفخارية، إذ يعود تاريخ هذه المهنة في الأحساء إلى 3000 سنة قبل الميلاد ، ووجدت في المحافظة الكثير من الفخاريات تمثل عصوراً مختلفة وكانت هذه الصناعة مزدهرة منذ ثلاثة عقود من الزمن، واتجهت نحو الاندثار بعد أن عزف الأهالي عن ممارستها، وتوجد مصانع الفخار في الهفوف والمبرز والقارة إلا أن أشهرها من حيث الجودة هي المبرز أما من حيث المعرفة والخبرة بهذه الصناعة فهي القارة.
واستلزمت طبيعة الحياة في الأحساء إلى قيام هذه الصناعة بالاعتماد على الطين المحلي بعد المرور بمراحل تصنيع عديدة تحول خلالها الطين إلى أدوات منزلية كالبرادات والمباخر والكؤوس والأوعية والتنانير والجرار بأنواعها المختلفة وغيرها.