جدة ـ ياسر بن يوسف – تصوير: خالد بن مرضاح
“السيارة .. للبيع .. يا الحبيب يا .. الأخو.. للبيع يا عم” .. كلمات تلامس أسماع جميع مرتادي معارض السيارات، في جميع مناطق المملكة فالشريطية الذين ينتشرون في جميع المداخل يلتقون أصحاب السيارات بهدف اصطياد الزبائن، فلا يكاد يمر صاحب سيارة بدون توقيفه لعدة مرات ولا يقتصر الأمر عند توقيف المركبات عند مداخل معارض السيارات، بل السيناريو يكمن في تضامن الشريطية على تحطيم قيمة المركبات، من خلال إظهار عشرات العيوب والأعطال، مما يجبر أصحاب المركبات على التسليم بالأمر، فبمجرد ركوب الشريطية في السيارة حتى تظهر العيوب والأعطال، فإذا كان سعر السيارة يصل 20 ألف ريال فإن السعر سرعان ما يفقد 7 آلاف وقد يصل إلى النصف في الغالب، خصوصا وأنهم يمتلكون شفرة للتخاطب فيما بينهم للتحايل على أصحاب السيارات، والذين يقعون في ” فخ ” النصب ومن ثم يلهف الشريطي المبالغ.
يقول محمد الرشيدي إن تجربته مع الشريطية قادته للعزوف عن عرض أي سيارة يمتلكها في المعارض، خصوصا أن الأساليب التي يمارسها الشريطية بحكم الخبرة تدفع أصحاب السيارات، ممن لا يمتلكون الخبرة الكافية في التعامل مع هذه النوعية من الزبائن على سرعة التخلص من السيارة بأكبر الخسائر المالية، مبينا أن غياب الضوابط وسهولة ممارسة مهنة الشريطية يمثل عاملا أساسيا في حدوث الفوضى الحاصلة حاليا، مطالبا بضرورة وضع حلول مناسبة تسهم في إنصاف ملاك السيارات من “هجمات ” الشريطية الشرسة التي لا ترحم صغيرا ولا كبيرا، فالمهم تبخيس ثمن السيارة المباعة وقبض الثمن من تحت الطاولة ، داعيا في الوقت نفسه إلى ضرورة بيع السيارة في المعارض المخصصة حتى لا يقعون في فخ الشريطية.
تكتلات شريطية
فيما أوضح سعد المحمدي أن هناك تكتلات لدى الشريطية، فكل فريق يتعامل بشفرة معينة، تسهم في تدعيم الموقف السابق، فإذا أطلق بعض الشريطية سعرا على المركبة، فإن الآخرين لا يتجاوزون السعر في الغالب، بل يحاولون مناصرة زميلهم، من خلال إظهار المزيد من العيوب وتحطيم السعر ليصل صاحب السيارة لقناعة بصواب وعدالة السعر السابق، مضيفا أن الشريطية يحرصون على التواجد في سوق معارض السيارات بشكل يومي، بهدف مراقبة السيارات الداخلة والخارجة، فالخبرة والممارسة اليومية تجعل الكثير منهم يدرك تماما نوعيات السيارات المرغوبة والتي تحقق أرباحا كبيرة في غضون أيام قلائل.
تبخيس السعر
وأشار سعيد المنتشري أن الغش لدى العديد من الشريطية أمر مفروغ منه، فالتعامل الصادق أمر غائب تماما، فالشريطية يمارسون نوعا من التخدير لدى الزبائن، فالسلعة المراد بيعها يتم تسويقها بطريقة غير اعتيادية، من خلال إجراء بعض التحسينات الظاهرية، مثل الغسيل والتلميع واستبدال بعض القطع المعطوبة وكذلك تغيير الإطارات، بهدف رفع السعر لمستوى كبير، فيما يتم تحطيم سعر السيارة المراد شراؤها، من خلال فحص جميع القطع سواء الداخلية أو الخارجية، فضلا عن المحرك، وكذلك الإصرار على قيادة السيارة لإظهار بعض العيوب مثل الأصوات وغيرها.
وفي هذا السياق، أوضح محمد عبد الرزاق أن وضع الشريطية يمكن أن يطلق عليه وصف السوق السوداء لأنهم يستقطبون أصحاب السيارات لبيعها بصورة غير نظامية ويثمنونها بأسعار بخسة وبذلك يرمون البائع في مصيدة الغش ويلهفون الدسم.
وأضاف بقوله “منذ سنتين توجهت إلى حراج السيارات لتثمين سيارتي ولدهشتي فقد تم تثمينها بمبلغ 28 ألف ريال رغم أنها بحالة جيدة ولكنني لم أرضخ للشريطي وتوجهت إلى معرض للسيارت وهناك جرى تقييم سيارتي بمبلغ بمبلغ 40 ألفا وعندها عرفت أن الشريطية يمارسون النصب على أصحاب السيارات خاصة الذين تدفعهم ظروفهم لبيع مركباتهم، ولهذا لا بد من إيجاد آلية لتنظيم عمل الشريطية ووقف النصب والغش على البائعين والمشترين.من جهته، أوضح شاهر عبدالله أن من يقع في يد الشريطية عليه أن يتحمل ما يحدث له من نصب واحتيال. حيث إن الطريقة السليمة هي أن يتجه صاحب السيارة إلى مؤسسة معروفة، لافتا إلى أن شريطية جدة إلى جانب ممارسة النصب فإنهم يعرقلون حركة السيارات في الطريق المتجه إلى الحراج.
وأوضح كل من محمد عبد الهادي وسعد سعيد أن “الشريطية” هم السبب وراء تبخيس أسعار السيارات، وفي الوقت نفسه رفع أسعار سيارات رديئة من خلال التحريج عليها، ومن ثم يطمع الشخص الذي يرغب في شراء سيارة مستعملة؛ فيقوم بالمشاركة معهم في رفع السعر، ومن ثم يقومون بالانسحاب، ويقع هو ضحية الغش، ويكتشف بعد ذلك وجود أعطال بها.
عرقلة السير
من جانبه قال فيصل نامي السلمي صاحب معرض للسيارات أن حركة المرور في منطقة معارض السيارات تزداد يومي الجمعة والسبت من كل أسبوع ، خصوصا بشارع المعارض الرئيسي الشمالي الـ ٧٠ مما يودي إلى اقفاله فترة المساء وتحويل حركة السير الى الشارع الشرقي.. وأتمنى أن يتم تحرير مخالفة للذين يعرقلون انسيابية السير من اصحاب السيارات أو المتسوقين ، ومنع الوقوف لغرض البيع في مسارات الطريق.
وأضاف أن مشهد تجمع الشريطية أمام المعارض وعلى طريق جازان يتسبب في عزوف الزبائن عن معارض السيارات، لافتا إلى أن بيئة المعارض تحسنت كثيرا بجهود رئيس طائفة معارض السيارات وقطع الغيار والذي يقوم بعملية التنسيق مع شركة المياه الوطنية لمعالجة طفح المياه.. فيما قامت أمانة جدة بإعادة سفلته المسارات كما تم التعاقد مع احدى شركات النظافة بإشراف بلدية الجنوب الفرعية لتقديم خدمة نظافة شاملة لمنطقة معارض السيارات ، ويعمل حالياً على توحيد عقد الحراسات الامنية وذلك بالتنسيق مع إدارة الامن الوقائي بشرطة جدة ومقدمي الخدمة.
واستطرد: نأمل من الهيئة المشرفة على التأمين “البنك المركزي” وكذلك إدارة المرور التنسيق مع شركات التأمين ليتم تطبيق انتقال تأمين السيارة للمشتري الجديد تلقائياً اذا انطبقت عليه الشروط لوجود أموال كبيرة مهدرة في ذلك.
محاربة الظاهرة
وفي السياق نفسه أوضح رئيس طائفة معارض السيارات وقطع الغيار بمحافظة جدة سعد بن مسحل العتيبي لـ”البلاد” لا شك أن متلقي المركبات أو كما يطلق عليهم “الشريطية” خارج اطار معارض السيارات لهم اثر سيء على مرتادي ومتعاملي البيع والشراء في مجال السيارات وعلى اصحاب المعارض كما أن وجودهم لا يقتصر على محافظة جده فقط بل انهم متواجدون في كثير من معارض السيارات في مناطق المملكة وقد سعت الجهات المختصة ولا زالت تسعى الى محاربة هذه الظاهرة السيئة.
واستطرد بقوله: إن صاحب السمو الملكي الامير مشعل بن ماجد محافظ جدة اصدر توجيهاته بمتابعة هذه الفئة وتكثيف الجولات الرقابية للقبض على المخالفين وتطبيق النظام بحقهم، ولا شك ان الجهات الامنية تقوم مشكورة بدورها في متابعتهم ونتطلع الى تضافر الجهود من الجميع سواء من الجهات الامنية او من اصحاب المعارض لتختفي هذه الظاهرة من معارض السيارات قريبًا ان شاء الله تعالى.
أساليب الغش في بيع السيارات المستعملة
قص «شاسيه» سيارة من التشليح، ولصقه في أخرى مثلها.
إعادة عمل «معجون وبويه» جديدة.
تغيير العداد بحيث يغير رقم ممشى الكيلومتر الحقيقي.
تغيير فئة السيارة من «ستاندر» إلى «فل أوبشن» وذلك بإضافة جنوط وتخشيب للأبواب وفتحة السقف.
أخذ نصف قيمة السيارة «العربون» لأخذ جزء من مال المشتري في حالة عدم البيع.
محاولة إخفاء اسم المعرض من الفاتورة، حتى لا تقع أية مسؤولية على المعرض في حال عدم الشراء وإجبار المشتري على الشراء بدلاً من الدخول في دوامة إثبات الوصل.
عندما يدفع المشتري نصف قيمة السيارة ويذهب للفحص، يتفاجأ بأن نقل الملكية إلى اسمه قد تم ليصبح أمام الأمر الواقع ويدفع باقي المبلغ.