لندن ــ رويترز
رفض مجلس العموم البريطاني خطة رئيسة الوزراء تيريزا ماي، المعدلة للخروج من الاتحاد الأوروبي “بريكست”، حيث صوت 391 نائباً ضد الخطة، بينما صوت 242 لصالحها.
وكانت ماي تأمل في التصويت بالموافقة على “بريكست”، وخاصة بعد التعديلات التي أجرتها مع الاتحاد الأوروبي على عملية الانسحاب في اللحظة الأخيرة، عشية تصويت مجلس العموم.
ولكن بعد رفض البرلمان لاتفاق ماي، بدا على وجهها آثار الهزيمة القاسية، ولا سيما أن هذا الرفض يعمق أسوأ أزمة سياسية تشهدها البلاد منذ عقود.
وظهرت ملامح الحزن والصدمة على وجه ماي لدى مغادرة مجلس العموم، وخاصة أن هذا المأزق ربما يؤدي إلى خروج بريطانيا من التكتل الأوروبي بدون اتفاق، وهو الخيار الأسوأ للبلاد.
الى ذلك أفردت الصحف البريطانية مساحات كبيرة للحديث حيث تناولته الصحف في صفحاتها الرئيسية وفي افتتاحياتها وفي صفحاتها للرأي.
ونشرت الصفحة الرئيسية للجارديان عنوانا “هزيمة مدوية أخرى لماي قبل 16 يوما من تاريخ الخروج من الاتحاد الأوروبي”.
وقالت هيذر ستيوارت، المحررة السياسية للصحيفة: “إن ماي منيت بهزيمة ثانية مهينة في تصويت البرلمان على خطتها للخروج من الاتحاد الأوروبي، فيما يمثل ضربة جديدة لسلطتها التي منيت بخسائر بالغة.
وتضيف الكاتبة إنه قبل 16 يوما فقط من الموعد المحدد لخروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، تجاهل أعضاء البرلمان توسل ماي “أرجوكم أبرموا الخطة”، بعد أن قال الحزب الديمقراطي الوحدوي، وهو حزب أيرلندا الشمالية الداعم لماي، إنه غير مقتنع بالتطمينات التي حصل عليها مؤخرا من الاتحاد الأوروبي.
وتضيف الكاتبة أنه بعد “الهزيمة الكارثية” نهضت ماي لتقول إنها تشعر “بخيبة الأمل العميقة”، وإن أعضاء البرلمان سيكون لديهم اليوم فرصة لنقاش إمكانية خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي دون اتفاق.
وفي الصفحة الأولى لصحيفة ديلي تلجراف قالت أليسون بيرسون في مقال بعنوان “مثل سوبرانو محتضرة” إن مشهد ماي يبدو كما لو كان مشهد احتضار في عمل من أعمال الأوبرا، حيث تتعالى صرخات السوبرانو وتترنح حتى تكاد تسقط على خشبة المسرح، بينما يجلس المشاهدون ويتمنون نهاية المشهد، محدثين أنفسهم “أرجوكم ضعوا نهاية لكل هذا الشقاء”.
وتقول الكاتبة إن مشاهدة ماي في مجلس العموم كان “أمرا مؤلما”، فلم تتمكن حتى من الاعتماد على مستشاريها المقربين”.
وتضيف أنه من الواضح للعيان أن كبار مسؤولي الاتحاد الأوروبي يدركون مدى ضعف ماي، فهي رئيسة وزراء لا تحظى بتأييد برلمانها بينما يتنازع أعضاء حكومتها للحصول المنصب حال تخليها عنه.
بدورها قالت صحيفة التايمز في افتتاحيتها بعنوان “على شفا الهاوية” إن خسارة تصويت واحد على واحدة من السياسات الرئيسية لحكومة قد يعد سوء حظ، ولكن الهزيمة الساحقة للمرة الثانية في تصويت على السياسة ذاتها بعد عدة أسابيع يتعدى حدود الإهمال وسوء الحظ.
وفي صحيفة الفايننشال تايمز قال جيمس بلتز في مقال بعنوان “الخطوات القادمة”، إن رفض أعضاء البرلمان خطة ماي يعني أنهم لهم صوت أكبر ورأي أهم فيما إذا كانت بريطانيا ستخرج من الاتحاد الأوروبي.
وتضيف الصحيفة إن إخفاق ماي المتكرر أدى إلى فقدان أعضاء البرلمان المؤيدين للخروج من الاتحاد الثقة في ماي، حيث حاول 100 منهم إبعادها عن منصبها في نوفمبر الماضي.