جدة – محمد بن نافع
تعد المراكز الإعلامية للأندية، الواجهة التي تنقل الحدث، وتصنع المحتوى، وتُعتبر العين التي يبصر بها الجمهور؛ ليرى أنشطة ناديه من خلال المتابعات عبر مواقع التواصل الاجتماعي، خاصة ” تويتر” الذي يعتبر من أهم المصادر الإعلامية، التي يعتمد عليها الجمهور الرياضي وكافة المهتمين بالرياضة، وبات فضاء ” تويتر” تحديدًا ساحة لإثبات الذات ولفت الأنظار وصناعة المحتوى بطريقة مبتكرة سهلة غير تقليدية، بعيدة تمامًا عن الكلاسيكية في العمل الإعلامي المتجدد.
محتوى جديد
ولأن فضاء الإعلام وابتكاراته وعالم الواقع الافتراضي” تويتر” لايعترف سوى بجمال المحتوى وطريقة تقديمه، وماتحويه تلك الطريقة من أفكار ورؤية تخدم مصلحة الكيان أيًا كان؛ جعل ذلك الفضاء لا يعترف بالخط الزمني والتاريخي للأندية، خصوصًا الأندية الكبرى، التي تحظى بشعبية واسعة؛ حيث برزت أندية أقل إمكانات، ماديًا وإعلاميًا من خلال نقل الأحداث لأنديتها بطريقة بعيدة تمامًا عن”التقليدية” التي يغلب عليها طابع العمل الإعلامي ” الكلاسيكي ” الذي ينقل المادة الإعلامية قالبًا دون إخراجها عن ذلك القالب، وشاهد الجميع أندية متوسطة الإمكانات تخرج من تلك القوقعة، وتقدم مراكزها الإعلامية بطريقة بسيطة محتوى بفكر ” ذكي” وقريب جدًا من المتلقي، وكأن المتلقي هو من يصنع ذلك الحدث فتجدها تحصد تفاعلًا كبيرًا وانتشارًا واسعًا، وصدى أسمع الكل وأوصل الرسالة وهو الهدف الأبرز لتلك الأندية التي نجحت مراكزها الإعلامية في تلك الناحية، وصنعت لها شخصية إعلامية هيمنت بها على الفضاء الواسع للإعلام الافتراضي، وسنتطرق خلال هذا ” التقرير ” لأبرز تلك الأندية ومنصاتها الإعلامية ونسلط الضوء على بعض من محتواها الذي عرض ونال نصيب الأسد من خلال غناه بمحتوى يختصر المقصد، ويصل بأسهل الطرق للمتلقي بكل براعة.
الوحدة.. لمجد جديد
شهد المركز الإعلامي بنادي الوحدة الموسم الماضي تطورًا لافتًا في الشكل والمحتوى، بعدما عينت الإدارة خلود عطار مديرة للمركز الإعلامي؛ لتكون السيدة الأولى، التي تتولى منصب مدير المركز الإعلامي بناد في دوري المحترفين السعودي. وقدمت خلود عطار عملًا جيدًا للغاية، خلال فترة تواجدها في هذا المنصب مستغلة اسم الوحدة؛ بصفته ناديًا عريقًا، ولتبتكر تيمة الوحدة الجديدة” لمجد جديد”.
نادي ضمك وتجديد عقد بن زكري
استطاع المركز الإعلامي بنادي ضمك أن يتألق من خلال” تغريدة ” عن تجديد عقد المدرب بن زكري، وقد تضمنت التغريدة كلمتين فقط ” مكملين ضمك” مع إرفاق صورة رمزية ” قبعة ” تعبر عن المدرب الذي اشتهر بلبسه للقبعة الشهيرة وهي التغريدة التي حصدت الكثير من الإعجاب نظير بساطة الفكرة وسهولة إيصال الرسالة بطريقة مبتكرة.
القادسية وتكرار الفوز على الشباب
أيضًا المركز الإعلامي بنادي القادسية تألق وقدم محتوى مميزًا، عبر موقع التواصل الاجتماعي ” تويتر ” خصوصًا في تغريدته التي أعقبت مباراة الفريق ونظيره الشباب ضمن منافسات الجولة(7) لدوري كأس الأمير محمد بن سلمان للمحترفين، مقدمًا فيديو بسيطًا يحمل خلاله هدفي اللقاء مع إضافة مقطع للأغنية الشهيرة (OH NO)، ويعيد نفس الفريق الإعلامي لنادي القادسية التغريدة بعد نجاحه في تجاوز الشباب مرة أخرى، ولكن خلال دور الـ(16) لكأس خادم الحرمين الشريفين، ويضيف للتغريدة السابقة تغريدة أخرى تحمل مقطع فيديو قصيرًا لفرحة الفريق بالتأهل للدور الربع نهائي، وإضافة أغنية ” الخبر نفس الخبر ” الشهيرة في تحدٍ واضح وثقة بعد تجاوز الفريق لنظيره الشبابي في الدوري، وكذلك الكأس.
الباطن وعفوية الفرحة
نجح نادي الباطن في صناعة محتوى مميز، بعد الفرحة العفوية من اللاعبين والأجهزة الفنية احتفالاً بالفوز على الفتح ضمن منافسات الجولة (8) من دوري كأس الأمير محمد بن سلمان للمحترفين، واستغل تلك الفرحة بشكل إعلامي مميز من خلال صناعة محتوى عبر منصة النادي على موقع التواصل الاجتماعي ” تويتر” مع إضافة مقطع صوتي لأغنية ” وصلت لها لمواصيل” وحصد المقطع أكثر من (700) ألف مشاهدة.
الفتح.. ربط الماضي القريب بالحاضر
أما نادي الفتح ومركزه الإعلامي، فقد نجح في حصد أكثر من مليون مشاهدة لمقطع فيديو بسيط، لم تتجاوز مدته (26) ثانية بعد فوز الفريق على نظيره الهلالي في دور الـ(16) لمسابقة كأس خادم الحرمين الشريفين؛ حيث أعاد نسخ تغريدة سابقة لنادي الهلال الذي احتفى حينها بفوزه على الفتح بعبارة ( خميس ومالي خلق أزعل ) ليرد عليها الفتح عقب الخروج الهلالي، وتحقيق الانتصار الفتحاوي المهم بنسخ التغريدة الهلالية وكتابة ” اسمع الموضوع كالآتي ” مع إضافة مقطع لأغنية شهيرة تجسد الفرحة الفتحاوية، وهوالمحتوى الذي جمع عدة نقاط مهمة جعلته يحقق مشاهدات تفوق المليون مشاهدة؛ لأن مسؤولي النادي جعلوها مباراة رد اعتبار، أمام فريق كبير. بالإضافة لربطها بتاريخ لقاءات الفريقين وجعلها أشبه بتحد رياضي إعلامي بين الفتح والهلال، وهنا تكمن قيمة المادة الإعلامية ومحتواها.
وبالتالي لا يمكن بأي حال من الأحوال أن يتم تجاهل ماتقوم به أندية متوسطة الإمكانيات إعلامياً بتطوير العمل الإعلامي ومواكبة التحول في المحتوى بطرق مبتكرة، تقدم قوالب إعلامية بمضمون بسيط وقريب جدًا من المتلقي جعله يحترم ذلك العمل، ويشيد فيه وهي بكل تأكيد رسالة للأندية الجماهيرية الكبيرة ذات الإمكانات الإعلامية الهائلة بإعادة حساباتها إعلاميًا، والسير على ذات الخطى أو الابتكار حتى تستطيع أن تجاري المراكز الإعلامية للأندية الأخرى.