كتب : رئيس التحرير
لا تخلو رؤية مستقبلية او خطة عملية في تاريخ المملكة منذ اربعة عقود ونيف من حسابات خليجية ذات بعد تنموي باعتبار دول الخليج جسدا واحدا اذا اشتكى منه عضو تداعت له سائر الاعضاء بالسهر والوجع، وهو المفهوم العام والخط الرسمي والشعبي للمملكة منذ انطلاق المنظومة الخليجية لأهداف سامية جلها جاءت من باب خدمة ابناء الخليج وقطفت ثمارها اليانعة دون شك المجتمعات الخليجية قاطبة، فالحرص السعودي على وحدة دول مجلس التعاون الخليجي ينطلق من استشعار المسئولية ومنهجية العمل الصادق والايمان الخالص بمردود المسيرة العملية المشتركة بما يوفر الاستقرار ويبسط الامن ويديم حالة الرفاهية التي يعيشها أبناء المنطقة بفعل التعاون والتنسيق والمشاركة وصدق النوايا.
لسنا بصدد التذكير بالمواقف المشرفة لقادة المملكة حيال دعم دول وشعوب الخليج فمعظم تلك المواقف دليل قاطع على الانصهار والقناعة الراسخة بالمصير المشترك ولا نذكر بل لا يذكر غيرنا موقفا واحدا جاء مخالفا للخط العام لمبادئ الرقي والتقدم والايثار، فمجلس التعاون الخليجي مر منذ قيامه بالعديد من التحديات الجسيمة فطغى الحس الوطني الامني، وتجاوز المجلس تلك العقبات باحترافية مشهودة مدعومة بحسن النوايا بقيادة وحكمة المملكة وتعاون شقيقاتها ولا يمكن اغفال نوايا المتربصين بعد ان سقطت محاولاتهم تحت اقدام الاصرار على ان تظل دول الخليج في صفوف الدول المتقدمة الرافلة برغد العيش والامن الوارف حتى بلغ الامر مرحلة التهديد الوجودي ذات يوم قبل ان تنهض المملكة كالمعتاد بعدتها وعتادها وتعيد حالة الاستقرار الى حال افضل بكثير مما كانت عليه الاوضاع.
الدعم اللامحدود الذي توليه المملكة العربية السعودية للخليج والخليجيين ليس مستغربا في ظل مواقف شفافة ذات بعد تنموي انساني ومبادئ ثابتة تكتنز شجاعة ومروءة ونخوة ومصداقية فقد وقفت شوكة في حلوق الطامعين وبددت احلام المتأملين بتفكيك البنى التحتية لدول متجانسة حد التطابق ولهذا نجح الخليج والخليجيون بتجاوز الازمات وظل خاليا من التدنيس واضحت دول المنطقة نموذجا للعمل المشرف فيما تساقطت كيانات وتجمعات قامت لأهداف مختلفة ولم تنجح في غياب القوة و الايثار.
لا ينكر الدور الحيوي ناصع البياض لقادة المملكة تجاه الأمة الاسلامية قاطبة والاشقاء العرب على وجه الخصوص الا حاسد او جاحد او مكابر متربص صاحب هدف تدميري. والشواهد تزلزل محاولات الاختراق الفاشلة لدول الخليج وشعوبه التي يجمعها مصير مشترك وتعيش في وسط يموج سخونة بل في اوساط زاخرة بالخلافات والنزاعات مترعة بالتناقضات طافحة بعدم الاستقرار فيما يعيش الخليج وابناؤه اوج التقدم والرقي بعهدة الوعي والحكمة والاخلاص والمنهج الثابت مقدما عوامل الامن والاستقرار والرفاهية على كافة المستهدفات. وقد تجلى ذلك في اسهامات المملكة بالمشاريع الاستراتيجية وعلى رأسها رؤية خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز الرامية لتحقيق التكامل الخليجي المأمول أمنيا وسياسيا وعسكريا واقتصاديا ومستهدفات رؤية المملكة التي تحظى برعاية واهتمام بالغين من لدن ولي العهد صاحب السمو الملكي الامير محمد بن سلمان بما يحقق ازدهار دول الخليج ويحول المنطقة الى اوروبا جديدة في اشارة الى التقدم والرقي المنشود في كافة مجالات الحياة. لعلنا نستحضر العلاقات المميزة التي تربط قادة دول مجلس التعاون مثلما تربط شعوب المنطقة فالشعب واحد والمصير واحد والهدف مشترك.