القاهرة – عمر رأفت
في إطار سياسة “اللعب على الحبال” التي ينتهجها الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بالتقدم حينا والتقهقر عندما يتعرض لضغوط أمريكية – أوربية عنيفة، تراجعت أنقرة في شرق المتوسط خشية العقوبات، بينما صعدت في ليبيا عبر الاستخبارات والميليشيات الموالية لها.
وتراجع أردوغان عن خطاباته وتحركاته الاستفزازية التي دفعت الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة لفرض عقوبات على تركيا، وطالبهما بفتح صفحة جديدة من العلاقات معهما، وذلك بعد أن أثرت العقوبات بشكل كبير على اقتصاد بلاده. وأصدرت تركيا إشعارًا بحريا لسفينة الأبحاث الزلزالية “أوروتش ريس”، يحجز لأول مرة منطقة للتنقيب داخل جرفها القاري، بعيدًا عن المناطق المتنازع عليها مع اليونان، في شرق البحر الأبيض المتوسط، حتى 15 يونيو 2021، ما اعتبره المحللون دلالة على خوف تركيا من العقوبات الأوروبية، ورغبتها في فتح الباب أمام استئناف المحادثات الاستكشافية مع اليونان. وفي ليبيا، أفادت مصادر بأن ميليشيات مسلحة تابعة لتركيا مارست التعذيب ضد عناصر أمنية رفضوا تنفيذ القبض على مدنيين في العاصمة الليبية طرابلس.
وأكدت المصادر قيام الميليشيات بعمليات تعذيب ممنهجة ضد مدنيين أيضا في العاصمة، مشيرة إلى أنها استولت على أموال مواطنين ليبيين، وزجت آخرين في السجون بتهم كيدية، كما اعتقلت الاستخبارات التركية ضباطا قدموا خطابات سرية توصي بضرورة الخروج من ليبيا، واعتقلت جنود أتراك رفضوا المشاركة في عمليات عسكرية في ليبيا، فيما أحيل بعض المستشارين العسكريين للتقاعد بسبب كشفهم عن أشخاص يتم تدريبهم في السجون ليحملوا أفكارًا متطرفة.
إلى ذلك، أصدرت محكمة تركية، أمس، حكما على الصحافي المعارض لأردوغان، جان دوندار، بالسجن 27 عاما، لنشره تحقيقا يؤكد أن أجهزة الاستخبارات التركية تسلم أسلحة لمجموعات متطرفة في سوريا. وتعرض دوندار لمحاولة اغتيال فى العام 2016 نجا منها بأعجوبة، في حين وجهت أصابع الاتهام إلى الحكومة التركية.