جدة ــ عبد الهادي المالكي – تصوير المحرر
ينتظر الشباب السعودي السماح بالعربات المتنقلة لبعض المهن مثل الحلاقة والسباكة والكهرباء وصيانة المركبات وغيرها من المهن بعد ان طرحت وزارة الشؤون البلدية والقروية مسودة “لائحة الاشتراطات البلدية للأنشطة المتنقلة” للعموم لإبداء الرأي، عن عزم الوزارة الترخيص لعدد من الأنشطة المتنقلة الجديدة. وتضمنت اللائحة المواصفات المعتمدة لمزاولة النشاط وآلية استخراج الترخيص البلدي، والجهات الحكومية المعنية بإصدار الموافقة على مزاولة النشاط، واشتراطات المركبة، فضلًا عن الأماكن المسموح بها لممارسة النشاط. (البلاد) التقت بعدد من الطلاب المهنيين في معاهد وكليات التقنية وبعض المسؤولين لأخذ آرائهم حول هذا المشروع ومدى نجاح الفكرة، خصوصا بعد نجاح الشباب في العمل بسيارات فود تراك الخاصة بالأطعمة فضلا عن نجاح الحلاقين السعوديين الشباب في مواسم الحج الماضية، فأكدوا أن المبادرة ستكون ناجحة في حال تمكن الشباب من استخراج التراخيص الخاصة بالعمل فيما ابدت مؤسسة ” نفع ” دعمها للمبادرة واستعدادها لمساعدة الشباب ماديا ولوجستيا في حال أثبتوا نجاحهم في إدارة مثل هذه المشاريع.
في البداية يقول الطالب رائد جميل تخصص ميكانيكي سيارات وفني صيانة: تعتبر فكرة العربات المتنقلة لصيانة السيارات الصغيرة، سيناريو رائداً لتلبية احتياجات أصحاب السيارات المتعطلة والتي لا تتطلب إدخالها إلى الورشة وبالتالي فهي لا تحتاج الى تحميلها على عربة نقل السيارات وزيادة تكاليف على صاحبها، لافتا إلى أن هناك بعض الأعطال لا تحتاج أكثر من عشر دقائق لإصلاحها فالصيانة المتنقلة تقوم بهذه المهمة.
أهم الضرورات
وقال مازن خليفة في حال تم تدشين مشروع العربات المتنقلة فإن الآلية ستركز على أهم الضرورات التي يحتاجها الميكانيكي حتى تكون العربة خفيفة وسريعة في تلبية الطلبات دون تأخير لان صاحبها في النهاية لن يعمل الا الصيانة الخفيفة فالأعطال الكبيرة تحتاج الى ورشة.
ومن ناحية مستوى الدخل أضاف خليفة : بلا شك بأن مثل هذا المشروع اذا وجد العناية والرعاية والاهتمام بالتأكيد سيغني الشاب عن الوظيفة ويصبح دخله عاليا لأننا كثير ما نشاهد اعطال للسيارات على الطريق سواء كان عطلا ميكانيكيا أو بنشر وهذا يساعد على العمل على مدار الساعة وتعتبر مثل هذه الاعمال من الاعمال الحرة التي يستطيع الشخص أن يحدد الوقت الذي يعمل به على راحته. وبما اننا في عصر التكنولوجيا فقد يصبح هناك تطبيق لهذا الأمر ومن يحتاج صيانة لسيارته يدخل عليه من موقعه ويطلب العربة المتنقلة ويصل اليه في اسرع وقت وهذا يعطي سهولة للوصول بأقرب عربة من الموقع المتواجدة فيه السيارة المتعطلة بالإضافة الى عدم احتياج صاحب السيارة في السير في الشوارع للبحث عن المتعطلين.
مزايا جيدة
وقال نواف عبدالله تخصص هندسة معمارية انشاء مشروع للعربات المتنقلة سواء كانت صيانة او نجارة او حلاقة لها مزايا جيدة فهي ترفع عن طالب الخدمة عناء البحث او الذهاب الى مقر الخدمة حيث انها أصبحت تأتي اليه بالإضافة الى انها توفر دخلا للشباب السعودي تعوضه عن البطالة والجلوس في المنزل.
نموذج واحد
الطالب محمد الزهراني تخصص هندسة كهربائية قال: مشروع العربات المتنقلة يحتاج الى تسهيلات حتى يستطيع الشاب الحصول عليها وان تكون العربة مكتملة بكافة التجهيزات الكهربائية التي يحتاج إليها الكهربائي في المنازل او المحلات التجارية حتى لا يتسبب في مشكلة لا سمح الله بحيث تكون نموذجا واحدا ومكتملة من قبل الجهة التي تبنتها .
وأضاف الزهراني ان هذه العربات اذا قدر الله وتم المشروع فانا أتوقع ان يكون دخلها عاليا اذا تم تنظيمها التنظيم الجيد.
الطالب: فهد الزهراني وصالح فلاته وراكان الراشد وفارس السقاف وعبدالله الشمري وانيس إبراهيم وتركي معشي جميعهم تخصص ميكانيكا اجمعوا على ان النجاح الذي شهدته عربات الفود تراك سوف يكون بنفس المستوى على عربات الحلاقة والصيانة والنجارة والسباكة وهذا يجعل الشباب السعودي مهيئا له العمل وهو بمنزله فليس عليه سوى الانتظار على جوال ليتصل به طالب الخدمة.
التحكم في الاسعار
وقال كل من الطالب سلطان الجابر ورائد بامنصور وعمر باشماخ وعبدالعزيز الحربي من منسوبي الكلية التقنية بجدة ان المشروع جيد ولكن قد تعترضه بعض الإشكاليات مثل التحكم في الأسعار وارتفاعها وهل ستكون بنفس أسعار محلات الحلاقة او اعلى لأنه وللأسفة وعلى سبيل المثال عربات غسيل السيارات المتنقلة أسعارها غالية مقارنة بالمغاسل الثابتة الموجودة في الشوارع بالرغم من المصاريف التي يتكبدها صاحب المغسلة ما بين فواتير مياه وكهرباء ورواتب عمالة فنحن نخشى من ارتفاع أسعار الحلاقين مما يؤثر سلبا على الاقبال عليها وبالتالي عدم نجاح المشروع وتضرر بعض الشباب ممن قاموا بشراء تلك العربات لعدم استطاعتهم سداد اقساطها ،موضحين أن مثل هذه المشاريع سوف تكون نواة لمشاريع شبابية مربحة.
مبادرات مثمرة
من جهته قال مدير المعهد الثانوي الصناعي بمكة المكرمة سفر الغامدي مثل هذه الأفكار تعد مبادرات مضيئة وقد سبقتها تجربة نجاح 330 حلاقا شابا في مواسم الحج الماضية ، حيث قام المعهد بتدريب الشباب على الحلاقة ، واتصور ان السيارات المتنقلة لأعمال الصيانة ومختلف المهن سوف تحقق نجاحا كبيرا وتدعم طموحات الشباب المهنيين.
وأضاف أن المعهد تولى تدريب الشباب على الحلاقة لمدة أربعة شهور حيث يحصل من خلالها المتدرب على شهادة معتمده ومكافأة شهرية وبعدها بإمكانه ان يحصل على العربة المتنقلة الخاصة بالحلاقة.
تحقيق المستهدف
وتابع الغامدي بقوله: لو استهدفنا مثلا 10 طلاب فقط من المسجلين في حافز ثم دربناهم واعطيناهم قرض “ريادة” الذي تقدمه المؤسسة العامة للتدريب التقني والمهني وقدره 300 ألف ريال، بإذن الله فإن مثل هذه المشاريع سوف تحقق المستهدف، لافتا إلى أنه قد تكون هناك عقبات من قبل “ريادة ” لأن لها شروطا منها أن يجتاز المتدرب المقابلة وأن يكون هناك كفيل عند استلام القرض بالإضافة الى بعض الأمور التي تتعلق بالبلدية حيث ان مثل هذه التخصصات “الحلاقة ” تعتذر البلديات عن منح الترخيص لها لعدم وجودها في نظام البلديات مثل ما حدث مع بعض أصحاب عربات غسيل السيارات المتنقلة، لذا أتمنى أن يكون لدى كل البلديات خيار مفتوح لأي مشروع يفكر فيه الشاب الطموح بما أن مثل هذه المشاريع ليس لها أي تأثير سلبي على المنظر العام .
الكسب الطيب
وفي السياق نفسه أوضح المدير التنفيذي لجمعية نفع الخيرية صالح العمري أن الجمعية سبق وأن أطلقت مبادرة (الكسب الطيب) بعربات الفود ترك الا ان هذا البرنامج لم يحقق المستهدف ، بسبب أنه لم يجد تفاعلا من قبل الاسر التي تحت مظلة الجمعية بالرغم من أن كل اسرة خضعت للتدريب، كما أن البلديات ليس لديها آلية محددة في الترخيص حيث ان كل بلدية لها آلية محددة خاصة بها حيث أن بعض البلديات في الجنوب تعمل على تسهيل إجراءات استخراج العربة وعلى العكس لدى بعض البلديات في الشمال.
أيضا كان هناك خطة لتغيير المواقع حيث أن البلديات لا تترك العربات في موقع واحد ، وهذه المسألة شكلت صعوبة لبعض الاسر المستفيدة حيث ان الدخل ضعيف وليس لديهم إمكانيات يأتون بسيارة تقوم بسحب عربتهم.
وأضاف العُمري لا زلنا نعمل مع وزارة الموارد البشرية والتنمية الاجتماعية من أجل أن نخدم اسراً أخرى وهي بدورها تتعاون مع البلديات الفرعية من اجل تثبيت الأماكن بالرغم من أن 20% من المشاريع متعثرة لكن لازالت الفكرة قائمة لأننا نهدف من هذا المشروع لتمكين الأسر وسوف نعمل على خفض الأعباء في حال كانت هذه الأمور مكلفة على الاسر فمن الصعب أن نكلفها ما لا طاقة لهم به ببعض الطلبات من قبل البلديات مثل الرسوم والتنقل.
وأضاف العمري بقوله: الآن نحن نفكر أن نعقد شراكة مع جمعية “امكان” التابعة لجمعية مراكز الاحياء حيث لديهم مشروع مع بنك التنمية بمبلغ معين بحيث يكون المبلغ مع العربة يسد احتياجات الاسرة.
واستطرد بقوله : اقتراح وزارة الشؤون البلدية والقروية لمشروع العربات المتنقلة لبعض المهن جيد للشباب مما يفتح الآفاق أمامهم والانخراط في سوق العمل الحر ممن لديهم إمكانيات ان يعملوا في مثل هذه المهن وتشكل فرصة ثمينة بالنسبة لهم، ونحن كجمعية خيرية على استعداد للدعم من خلال مواقع التواصل الاجتماعي الخاصة بنا بحث المجتمع لدعم هذا المشروع ودعم الشباب والاسر المستفيدة وفي حالة قمنا بدراسة مدى تحقق الهدف المنشود من هذه العربات ومدى تمكن الشباب من العمل المثمر فنحن على استعداد في التعاون والدعم لهذه العربات.
وعن المعوقات التي قد تعرقل سير هذا المشروع قال: التراخيص من قبل البلديات بالإضافة الى تدريب وتشجيع الشباب حيث يحتاجون الى بيئة محفزة ليستفيدوا من هذه المشاريع سواء كان بالدعم اللوجستي أو الدعم المعنوي أو الدعم المالي في البداية حتى تتحقق فكرة هذا المشروع ويواصل الشباب في مثل هذه الأعمال.