جدة – مهند قحطان – تصوير – عبدالهادي المالكي
(انتبه.. توجد حفرة أمامك) عبارة لابد أن يسمعها معظم قاطني مدينة جدة، وهم سائرون بسياراتهم أو على الأقدام، في الطرق الفرعية لعروس البحر الأحمر لمواجهة أي حفرة تجنبا لأضرار جسدية أو مادية قد تقع لهم بسببها.
عدد من أصحاب المركبات عبروا لـ«البلاد» عن استهجانهم من حفر الشوارع وبقائها على حالها، دون أن تتحرك أي جهة مسؤولة لردمها حفاظا على سلامة العابرين. وأشاروا إلى استيائهم من هذه الحفر والهبوطات الأرضية، التي طغت على الشوارع وأصبحت تصطاد المركبات وأصحابها. وتساءلوا عمن يتحمل مسؤولية هذه الحفر التي تنخر جسد جدة، وتدفع المركبات ضريبتها الباهظة، وإمكانية مقاضاة الأمانة أو المقاول المنفذ جراء الضرر الذي لحق بمركباتهم بسبب هذه الحفر، خصوصا أنها تظهر بعد سفلتة الطرق. وفي الوقت الذي يعبر فيه أصحاب السيارات عن تضررهم من الحفريات فإن امانة جدة تؤكد أحقية أصحاب السيارات المتضررة للتعويض.
وفِي جولة لـ(البلاد) على العديد من الطرق العامة والشوارع الداخلية للوقوف على العديد من الحفر التي يجب ان يكون ظهورها معدوما كونها طرقا عامة ممكن أن تساهم في قصر العمر الافتراضي للمركبات وإطاراتها.
وفي هذا السياق قال محمد العولقي ان مشهد اصطياد الحفر للمركبات يعتبر سيناريو يوميا في الكثير من شوارع جدة وقد سبق وان شاهدت سيارة “تسقط ” في حفرة عميقة وبحمد الله لم يصب سائقها بسوء، ومن هذا المنطلق يجب وضع لوحات تحذيرية للسائقين، خصوصا وان هناك الكثيرين يشتكون من وجود مثل هذه الحفر فضلا عن الحواجز الخرسانية والتي تجدها في بعض الشوارع معتمة الإنارة ، ما يجعل المركبات ترتطم بالخرسانة أو الوقوع بالحفر وحدوث ضرر في هيكل السيارة .
واضاف محمد بقوله : خلال الفترة السابقة تعرض احد اطارات مركبتي للضرر وذلك لعدم توفر اي تحذير لوجود حفريات أمامي وذلك عندما تفاديت سيارة أمامي ما ادى إلى تعرض اطار سيارتي للتلف ، لافتا إلى أنه يتوجب على قائدي المركبات الذين تعرضت مركباتهم للتلفيات بسبب مشاكل الطرق أن يتقدموا بطلب تعويضات من الجهات المسؤولة تجاه الأضرار التي حدثت لهم في الطرق، خصوصا بعض المقاولين الذين لا يؤدون اعمالهم كما ينبغي .
من جهة اخرى يؤكد طارق شاهين أنه من حق قائد السيارة اذا تعرضت سيارته لحادث أو تلفيات بسبب “مطب” صناعي أو حفرة بوسط الطريق أو مخلفات صيانة ونحوها وكانت هذه هي أحد الاسباب في وقوع الحادث أن يتقدم بالشكوى وطلب التعويض من المقاول.
واضاف بقوله في حي السلامة نلاحظ أن اغلب الشوارع الداخلية عبارة عن حفر وما يكاد الإنسان يخرج من حفرة حتى يقع في أخرى وبين بقوله : «خصصت مبلغا من المال للسيارة لأنها في كل يوم تقريبا تقع ضحية إحدى الحفر التي لم تجد أي اهتمام من قبل مسؤولي الأمانة، وفي آخر مرة وقعت في إحدى الحفر، ودفعت إثر ذلك أكثر من 600 ريال نظرا لما سببته هذه الحفر من عطل في سيارتي» لافتا بقوله : « أصبحت الإطارات، وأغصان الأشجار، والخردة هي إشاراتنا اليومية، وعلامة إرشادنا من هذه الحفر، في الوقت الذي يجب أن تكون شوارعنا خالية من الحفر والمطبات.
وقال سعيد المنتشري أنه يحق لكل شخص أصيبت مركبته بضرر بسبب وجود حفرة في الشارع، ولم توجد علامة أو لوحة من المقاول المسؤول عن الأعمال أن يرفع دعوى تقاضٍ، عبر الاتصال بالمرور، وعمل كروكي للحادث، ووضع نسبة الخطأ وتكون النسبة دائما 100%، ويتم تقدير التعويض على حسب الضرر، الذي أصاب المركبة، وبعدها تتم مراجعة قسم مكتب تنسيق المشاريع بالأمانة، التي تخاطب الشركة المسؤولة وتطالبها بتعويض المواطن حسب الأوراق المقدمة. وأضاف: «إذا كانت توجد أعمال من قبل مقاول الشركة، وعلامة أو لوحة تفيد بوجود أعمال مقاولات في الشارع، فلا يحق لمن أصابه الضرر الرجوع على الشركة وذلك لأن العلامات الموجودة تفيد بأنه توجد أعمال ولم ينتبه السائق للوحات الإرشادية، وبذلك فيكون هو المتسبب في الضرر».
من جهتها اكدت امانة محافظة جدة ان الامانة ممثلة في ادارة الطرق تستقبل شكاوى المواطنين بشأن وقوع اي اضرار ناتجة عن حفريات الشوارع وذلك من خلال تقرير مروري يؤكد تضرره من اعمال المقاولين، وبعد التأكد من ان الحوادث ناتجة عن اهمال المقاولين في معالجة الحفر حسب نطاقهم يتم الزامهم بتعويض المتضررين عن كافة الأضرار الناتجة عن ذلك.