الرياض- واس
يشكل معرض الرياض الدولي للكتاب الذي سيقام في مركز الرياض للمعارض والمؤتمرات أهمية ثقافية محلياً وعالمياً كونه يتربع على أكبر المنصات الثقافية ويشكل أكبر عرض لدور النشر في الداخل والخارج لاسيما وأنه الأكبر من حيث القوة الشرائية.
ومنذ أن تصدرت الجامعات السعودية المشهد الثقافي سعت حينها للعمل على تنظيم معارض خاصة بالكتاب داخل أروقتها الجامعية؛ حرصاً من منسوبيها على الإثراء المعرفي في المجال البحثي حينها قامت وزارة التعليم العالي بتوحيد تلك الجهود في هذا الصدد؛ ليصبح هناك معرض موحد وشامل يستوعب كل الأوعية الثقافية السعودية خصوصاً في ظل الشغف لدى أبناء المملكة تجاه القراءة والبحث والاطلاع المعرفي.
وفي 9 صفر 1428هـ الموافق 27 فبراير 2007 تولت وزارة الإعلام حينها الإشراف على تنظيم المعرض بشكل دائم، ولم تكتف الوزارة بذلك بل أولته جلّ اهتمامها مما جعله أكبر الفعاليات الثقافية في المملكة وتظاهرة ثقافية دولية إذ توسع العمل في هذا البرنامج ليشمل كل الفعاليات الثقافية ويصبح الأكثر مبيعاً من بين المعارض العربية ؛
حيث يزور المعـرض سنويا ما يزيد عــن مليون زائر، ويشارك فيه هذا العام 912 دار نشر وتوكيل ومؤسسات وهيئات وجهات حكومية إضافة إلى القطاع الخاص ويتضمن 423 ألف عنوان، ويقدم أكثر من 100 فعالية ثقافية، ولا تزال وزارة الإعلام تثبت لجمهور الثقافة العربية قدرتها على تطوير آليات العمل في هذ المعرض ليشمل استضافة العديد من الدول العالمية إلى جانب استثمار الجانب التقني والإبداعي في إظهار المشهد الثقافي بشكل يعكس ما وصلت إليه المملكة من تطور وتنوع ثقافي إلى جانب رغبتها في إبراز إرثها الحضاري والتاريخي لاسيما أهمية المملكة التاريخية بوصفها مركزاً للحضارات العربية والإسلامية.
وأكسب ثبات توقيت إقامة المعرض بشكل سنوي تحديداً في شهر مارس من كل عام لمدة عشرة أيام أهمية لهذا المعرض كونه أصبح ضمن روزنامة الفعاليات العالمية والمحلية في المجال الثقافي ومكن دور النشر من ثبات التوقيت لديها ليصبح ضمن أهم الفعاليات التي تشارك فيها بفعالية لاسيما العائد المالي والاقتصادي الجيد له.
ولأهمية المعرض باتت الكثير من الدول تتسابق للمشاركة فيه كضيف شرف تسوق من خلاله أبرز البرامج الثقافية، حيث يستضيف المعرض في كل عام دولة مميزة كضيف شرف، ويخصَص جناح نوعي لهذه الدولة لتعرض تاريخها وأدبها وإصداراتها لزوار المعرض وأيضاً يكون لها نصيب من الفعاليات والندوات الثقافية المصاحبة للمعرض.
وبلغ عدد الدول التي تم استضافتها في معرض الكتاب إحدى عشرة دولة هي: اليابان، البرازيل، السنغال، والهند، السويد، المملكة المغربية، إسبانيا ، جنوب أفريقيا، اليونان، ماليزيا، والإمارات العربية المتحدة.
وتم استحداث هذا التقليد من قبل الوزارة في سبيل إثراء المعرض ثقافياً؛ ولعرض تجارب الدول الصديقة والعلاقات التاريخية التي تربطها بها.
وللمعرض تأثيرٌ كبيرٌ على الحياة الثقافية في المملكة والوطن العربي، حيث أصبح إعلانه أحد أهم المواسم الثقافية التي ينتظرها زوار مدينة الرياض من داخل المملكة وخارجها، إذ جمع في أروقته دور النشر كافة من أكثر من 40 دولة لعرض أبرز وأهم المؤلفات التاريخية والحديثة لاسيما تنافس كثير من المؤلفين والكتاب والمفكرين على أن تكون منصات توقيعاتهم للمؤلفات الحديثة من نصيب هذا المعرض الذي نال انتشاراً عالمياً بين وسائل الإعلام.
ويصاحب معرض الكتاب الكثير من الفعاليات والبرامج النوعية التي تستهدف كل شرائح المجتمع وبالتالي يشكل نافذة ثقافية من الداخل السعودي إلى العالم ومن العالم إلى الثقافة السعودية.
والمستعرض لمسيرة ومراحل هذا المعرض، يدرك أن المملكة سعت لتفعيل دور الكتاب في تكوين ثقافة المجتمع السعودي، من خلال إقامة معارض الكتاب منذ كانت فكرة صغيرة تدار في أروقة الجامعات، بيد أن هذه الفكرة كانت بذرة لشجرة وارفة، فقد عنيت بها وزارة التعليم العالي إلى أن انتقلت هذه المعارض إلى كنف وزارة الإعلام، التي لم تألُ جهداً في نقلها إلى مستوى أعلى.
وتتمثل المهمة الرئيسة لمعرض الرياض الدولي للكتاب في توفير أوعية المعارف الكتابية التأليفية بمختلف فروعها المتنوعة والمتعددة إلى القارئ بصفة عامة تشجيعاً للفعل القرائي التثقيفي ودعماً للعقول المتطلعة إلى بناء تكوينها المعرفي وتفعيلاً للحركة الفكرية والثقافية والأدبية بوعي رصين معتبر.
وتحوّل معرض الرياض الدولي للكتاب إلى مهرجان سنوي للثقافة، يعلن عن نتائج مسابقة الكتاب السنوية التي تحتفي بعشرة كتب لمؤلفين سعوديين، وتقام الندوات والمحاضرات والأمسيات التي ينتظرها المثقفون، ويأخذ الطفل نصيبه بأجنحة تخصه في المعرض وفعاليات تأخذ بيديه إلى عالم الفكر والثقافة، ولا ينسى المعرض المرأة مؤلفة ومفكرة وشريكة في صناعة الحدث الثقافي، يضاف إلى ذلك ما يتميز به المعرض من تجديد وتطوير مستمرين في مختلف مفاصل أدائه وظهوره.