القاهرة – محمد عمر
أجمع اقتصاديون، أن المملكة تعيش اليوم عصرا ذهبيا؛ يسعى لتعزيز الدور الطموح الذي تتبناه إقليميا ودوليا في تحقيق التكامل والرخاء. وتأتي هذه الفرصة لدعم هذا الطموح في تعريف دول العالم بهوية المملكة ومواقفها المشرقة في جميع المجالات.
وأضافوا ” فى تصريحات ” للبلاد “: إن قيادة السعودية لمجموعة العشرين، يمنح المجموعة طابعا مميزا في تلك المرحلة الحرجة للاقتصاد العالمي، وتتحمل المملكة في الوقت الراهن دورا ومسؤوليات غير تقليدية، ينبع من الدور الذي تقوم به السعودية على المستوى الإقليمي والدولي.
فى البداية، قالت الدكتورة شيماء أحمد الخبير الاقتصادى: تظهر في ظل التحديات التي خاضها الاقتصاد العالمي القدرات والإمكانات السعودية، التي عكست بوضوح مرحلة قدرة السعودية، التي أصبحت أحد المكتسبات الحقيقية في قيادتها لمجموعة العشرين. فليس من السهل على أي دولة أن ترأس وتوجه أكبر 20 اقتصادا في العالم، فإن قيادة مجموعة تمثل 80% من الناتج العالمي، وثلثي سكان العالم، وثلاثة أرباع حجم التجارة العالمية، يمثل في حد ذاته تحديا، ينبع من ضخامة حجم المجموعة وثقلها الدولي. ويزداد التحدي، الذي واجهته القيادة السعودية عند ترؤسها للكبار في ظل ظروف اقتصادية صعبة؛ نتيجة تفشي وباء كورونا. وهو ماأضفى على قيادة السعودية لمجموعة العشرين طابعا تاريخيا متفردا، أن تحافظ على مجموعة العشرين بصفتها ممثلا لميزان القوى الدولي الحالي أكثر من الكتل الدولية الأخرى، وأن تواصل الحفاظ على وجود الدول المتقدمة والنامية كشركاء متساويين في مجموعة متعددة الأطراف.
مسؤوليات غير تقليدية
وأضافت د. شيماء: إن قيادة السعودية لـ” العشرين” يمنح المجموعة طابعا مميزا في تلك المرحلة الحرجة للاقتصاد العالمي، وتتحمل المملكة في الوقت الراهن دورا ومسؤوليات غير تقليدية، ينبع من الدور الذي تقوم به السعودية على المستوى الإقليمي والدولي ومن طبيعة تركيبة المجموعة ذاتها، التي تضم دولا متقدمة ونامية، وهو ما يمثل انعكاسًا للحرفية الفائقة والمهارة الشديدة لقيادة السعودية دفة المجموعة لتحقيق التوازن الداخلي لها. وهو ما أظهر قدرة المملكة في مساعدة المجموعة لتفادي الاختلالات المتلاحقة التي يشهدها الاقتصاد العالمي من أن تمرق داخل المجموعة، وتمهيد مسيرتها في الساحة الدولية.
ونوهت” الخبيرة الاقتصادية ” إلى أن الدور الاستثنائي الذي تقوم به المملكة في قيادة العشرين، الساعي لتحقيق استقرار الاقتصاد العالمي، من خلال تعزيز آليات التنمية المستدامة، ودفع حركة التجارة الدولية والاستثمار. فنظرا للآثار السلبية لفيروس كورونا، فقد ركزت السعودية بشكل مباشر على مساعدة الدول النامية ومنخفضة الدخل في معالجة مشكلة الديون فيها، أو المساهمة في شطب ديون تلك الدول التي تعاني أعباء ديون كبيرة. كما أن هذا الدور يمتد ليضفي على مجموعة العشرين طبيعة عالمية، ويحولها من مجموعة اقتصادية إلى تكتل دولي يأخذ في اعتباره أوضاع الاقتصادات الصغيرة والمتعثرة، وهذا يمثل تحولا في مسار المجموعة نحو الاقتصاد العالمي، حيث يعمق تواصلها مع الاقتصادات النامية ويوسع دائرة الوعي الدولي بأهميتها.
من جهتها، قالت الدكتورة نهى سلامة الخبير الاقتصادي وخبيرإدارة المشروعات: تأتي رئاسة المملكة لمجموعة العشرين لهذا العام كجزء من المجموعة الثلاثية مع اليابان (2019) وإيطاليا (2021)؛ حيث تتنـاوب الـدول الأعضـاء علـى رئاسـة المجموعـة كل عـام، وتـؤدي دولـة الرئاسـة دورًا قياديًا فـي إعداد برنامـج الرئاسـة وتنظيـم قمـة القـاد، و تعتبر استضافة المملكة لمجموعة العشرين فرصة رائدة على مستوى العالم العربي، وتعكس مكانتها على الصعيد الدولي.
وأضافت: لاشك أن المملكة اليوم تعيش عصرا ذهبيا يسعى لتعزيز الدور الطموح الذي تتبناه إقليميا ودوليا في تحقيق التكامل والرخاء، وتأتي هذه الفرصة لدعم هذا الطموح في تعريف دول العالم بهوية المملكة ومواقفها المشرقة في جميع المجالات؛ لهذا فالدور كبير على القائمين على ملف استضافة أعمال القمة وما يصحبها من ورش عمل وحلقات نقاش وبرامج، ستعرف العالم بالقوة الاقتصادية المقبلة للمملكة المتمثلة في صندوق الاستثمارات العامة، وشركة أرامكو والانفتاح السياحي والاقتصادي الذي تطمح من خلاله المملكة لفتح آفاق التعاون والتكامل مع جميع دول العالم.
ومما لاشك فيه، أن استثمار هذه الفرصة، يعتبر أحد مصادر القوة الناعمة التي تمتلكها المملكة في الآونة الأخيرة، للتقارب مع دول العالم، وفتح آفاق التعاون الاقتصادي لتحقيق “رؤية المملكة ٢٠٣٠” وتحقيق التنمية المستدامة الشاملة عالميا.