جدة- ياسر بن يوسف
أكد مدير عام فرع وزارة البيئة والمياه والزراعة بمنطقة مكة المكرمة المهندس سعيد بن جار الله الغامدي، أن الذكرى السادسة لتولي خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، حفظه الله، مقاليد الحكم، تجسد أصدق معاني الوفاء من شعب المملكة لقائد مسيرتها المعطاء.
وقال في تصريح لـ “البلاد”:” إنه في هذا العهد الميمون تم تحقيق المزيد من الإنجازات عبر قفزات تنموية وإصلاحية كبيرة؛ كماً ونوعاً، في مختلف المجالات، مشيرًا إلى أن هذه المناسبة تعد دافعاً لمواصلة العمل، وتعزيز النجاحات لتحقيق رؤية المملكة 2030 بما يحقق أمن ورفاهية الوطن والمواطن وما تتضمنه من برامج، بخطى الواثق المتوثب لتحقيق الريادة التي رسمها لنا ملك الحزم، وفي طريق تحقيق رؤية المملكة ٢٠٣٠ تحت رعاية مهندس الرؤية، وباني حضارتنا الجديدة سمو سيدي ولي العهد الأمين” .
وأضاف:” حققت الدولة إنجازات قياسية تميزت بالشمولية والتكامل، واستمرت مسيرة عجلة التنمية والتطوير في هذا العهد المبارك؛ وفق أسس علمية سليمة وبشكل متسارع لتشمل كافة أرجاء الوطن في مختلف جوانب الحياة، حققت معها آمالا وطموحات المواطنين، وبالتأكيد منها ما يتعلق بقطاعات الوزارة، فهي المعنية بتحقيق استدامة البيئة والموارد الطبيعية، وتحقيق الأمن الغذائي مع دعم حركة الزراعة في المملكة بطرح برامج متعددة ودعم مالي للمزارعين.
وأبان أن قطاعات الوزارة المختلفة حظيت بالكثير من الدعم والاهتمام لتكمل مسيرة التنمية التي بدأت منذ عهد المؤسس الملك عبد العزيز بن عبد الرحمن – طيب الله ثراه – والذي تحققت معه الكثير من الإنجازات خلال العقود الماضية؛ حتى أصبح من أهم القطاعات الاقتصادية في المملكة، وقد هيأت الدولة المناخ المناسب للاستثمار في مجالات البيئة والمياه والزراعة؛ من خلال سن القوانين والتشريعات، وقدمت الدعم بكافة أشكاله، وكذلك حوافز وبرامج لتشجيع الاستثمار في قطاعات الوزارة المختلفة .
وتعمل وزارة البيئة والمياه والزراعة على تحقيق مستهدفات برنامج التحول الوطني على ضمان استدامة الموارد الحيوية، من خلال تحقيق الأمن الغذائي وضمان استفادة مستدامة من الموارد المائية وحماية البيئة من الأخطار الطبيعية.
وقد أطلقت الوزارة من خلال برنامج التحول الوطني عددًا من المبادرات التي تعنى بتحقيق الأمن الغذائي في المملكة العربية السعودية واستدامته، التي أسهمت في أن تكون المملكة العربية السعودية من أكبر الدول امتلاكاً للمخزون الغذائي في الشرق الأوسط، بالإضافة إلى تقدم المملكة في مؤشر الأمن الغذائي العالمي الذي يصدر سنويًا عن وحدة الاستخبارات الاقتصادية (EIU) ويقيس الأمن الغذائي لمئة وثلاث عشرة دولة، من حيث: القدرة على تحمل التكاليف، والتأكد من وفرتها، والجودة والسلامة، والموارد الطبيعية والمرونة. وقد حققت المملكة المركز الثلاثين في المؤشر لعام 2019م، متقدمة مركزين عن العام الذي سبقه، كما جاءت المملكة العربية السعودية في المركز الرابع من بين الدول الخليجية والعربية.
وقد أسهم برنامج التحول الوطني بقيادة وزارة البيئة والمياه والزراعة في تحقيق هذا الإنجاز من خلال تطوير برنامج إدارة الخزن الاستراتيجي للأغذية، تضمَّن إنشاء مشروع صوامع ميناء ينبع لتعزيز الطاقات التخزينية للحبوب في المملكة بشكل عام وطاقات استقبال البواخر في الموانئ السعودية بشكل خاص، وتصل الطاقة الاستيعابية للمشروع إلى 120 ألف طن، ليرتفع إجمالي الطاقة التخزينية المتاحة في المملكة إلى ما يقارب 3.5 مليون طن، ويشمل المشروع إنشاء أكبر نقطة لتفريغ الحبوب في ميناء ينبع بطاقة يومية تصل إلى 12 ألف طن، و14 فرعًا لتخزين الحبوب. وللحد من الفقد والهدر في الغذاء، الذي يشكل عامل خطر كبيرا في تحقيق الأمن الغذائي، قامت المؤسسة العامة للحبوب بدراسة ميدانية، كانت الأولى من نوعها على مستوى المنطقة، لتحديد قيمة خط الأساس لمؤشر الفقد والهدر الغذائي في المملكة، وشملت الدراسة مناطق المملكة كلها، في أكثر من 35 مدينة ومحافظة، وبمشاركة أكثر من 600 باحث وباحثة. واستهدفت الدراسة أهم 19 سلعة غذائية أساسية وشملت 52,720 عينة تم دراستها وفق المعيار الدولي للفقد والهدر، واعتمد منها 30,899 عينة مطابقه للمعايير، وتوصلت الدراسة إلى تحديد قيمة خط الأساس لنسبة الفقد والهدر الغذائي في المملكة بنسبة 33.1% وبكمية تتجاوز 4 ملايين طن/ سنة، فيما بلغت نسبة الفقد 14.2%، أما الهدر فبلغت نسبته 18.9%.
وعلى صعيد جميع السلع الغذائية في المملكة، تقدر القيمة الإجمالية للهدر فقط بأكثر من 40 مليار ريال سنوياً، بما نسبته 18.9% من الإنفاق الاستهلاكي على الغذاء بالمملكة، ولهذا تم إطلاق البرنامج الوطني للحد من الفقد والهدر في الغذاء، ضمن مبادرات برنامج التحول الوطني. كما قدَّم صندوق التنمية الزراعي قروضًا تجاوزت مليارًا ومئتي مليون ريال ليصل إجمالي المبالغ المقدَّمة حوالي تسعة مليارات ريال، كما تم إطلاق وتطبيق معايير سعودي قاب (GAP) وإنتاج ما يُعادل مئتي ألف طن من الخضار والفواكه والمحاصيل الحقلية وفق هذه المعايير. كما استطاع برنامج التحول الوطني رفع إنتاج المملكة وصادراتها من الاستزراع السمكي من 72 ألف طن في عام 2018م إلى 85 ألف طن في عام 2019م، مما ساهم في تمكين المملكة من تصدير أول شحناتها من الروبيان السعودي إلى الصين، وزيادة صادرات المملكة للأسماك وتنويع مصادر الدخل، وتحقيق الأمن الغذائي والتنمية الريفية، وتدريب الكوادر وزيادة الفرص الوظيفية.
الاستدامة البيئية والأمن الغذائي
وعبَّر الغامدي عن بالغ الشكر والتقدير على ما توليه القيادة الرشيدة من عناية واهتمام ودعم كبير لهذه القطاعات، موضحًا أن الوزارة عملت على عدة توجهات؛ لتحقيق الرؤية، من أهمها تحقيق الاستدامة البيئية والمحافظة على الموارد المائية وتنميتها واستدامتها وترشيد استخدامها، والإسهام في تعزيز الأمن الغذائي، وتنمية القطاعات الزراعية ذات الميزات النسبية، إضافةً إلى توفير خدمات ومنتجات بمستوى عالٍ لتحسين جودة الحياة، مما كان له الأثر الفاعل في النهضة الوطنية التي تشهدها المملكة اليوم، ولله الحمد، مبرزًا دور تلك القطاعات الرائد كرافد أساسي للاقتصاد الوطني مما يدل على أنه من أهم القطاعات كمصدر تنويع للدخل القومي وداعم للأمن الغذائي للمواطنين والمقيمين في المملكة، كما ساهم هذا القطاع في إدخال التقنية الحديثة وتوظيف أبناء الريف في قراهم .
وفي الختام، دعا الغامدي المولى القدير، أن يحفظ خادم الحرمين الشريفين، وسمو ولي عهده الأمين، ذخراً لهذا الوطن المعطاء، وأن يديم على المملكة نعمتي الأمن والأمان، ويحفظها من كل سوء.