القاهرة – عمر رأفت
في خطوة استباقية قبل بدء الحوار بين الليبيين المقرر أن يبدأ في 9 نوفمبر في تونس، حذرت القبائل الليبية من تحويل المحادثات إلى منصة لتمرير أجندات الإخوان وإعادة تدوير هيمنتها على السلطة في ليبيا.
وحسبما ذكرت مصادر ليبية مطلعة، أثيرت الكثير من الشكوك والمخاوف من أن ينتهي المطاف بمنتدى تونس في دائرة مفرغة تمنعه من تحقيق اختراق جاد ينهي الجمود السياسي الحالي الذي عمقته أجندات وحسابات إقليمية ودولية متناقضة تتعلق بالمصالح الاستراتيجية .
وفي هذا، أكد عبد الكريم الهرمي المستشار الدبلوماسي للرئيس التونسي قيس سعيد، أن بلاده أكملت جميع الاستعدادات لاستضافة منتدى الحوار السياسي الليبي ، معربا عن أمله في أن يرسي هذا المنتدى أسس السلام والأمن ويطلق مسار سياسي شامل ينهب حالة الاقتتال والفوضى في ليبيا.
وأشار الهرمي إلى أن بلاده لا تتعامل مع الوضع في ليبيا من منطلق الرغبة في التمركز أو التأثير على القرارات أو التنافس مع الدول الأخرى ، بل حرصا منها على أن يتغلب الليبيون على الوضع الراهن في أسرع وقت ممكن، لكن لهجة هيرمي المتفائلة التي تزامنت مع تفاؤل مشابه عبرت عنه ستيفاني ويليامز ، القائم بأعمال رئيس بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا ، لم تجد صدى لدى القبائل الليبية التي كان دورها ونفوذها رمانة الميزان في تشكيل المشهد السياسي الليبي بكل توازناته.
وتجلى ذلك من خلال المواقف التي اتخذها المجلس الأعلى لمشايخ وأعيان ليبيا والمجلس الأعلى للقبائل والمدن الليبية، إضافة إلى إعلان عدد من النواب رفضهم المشاركة في هذا المنتدى لأسباب توجب القيام بذلك. وفي هذا السياق أكد محمد المصباحي رئيس مكتب المجلس الأعلى للمشايخ والأعيان الليبيين ، أن المجلس “يرفض تزوير أجندة الإخوان المسلمين في ليبيا من خلال بعثة الأمم المتحدة”. ويعتبر المجلس الأعلى لمشايخ وأعيان ليبيا – الذي تأسس في العزيزية عام 2014 وعقد أول اجتماعاته العلنية في مدينة سلوق عام 2015 – من الهيئات المهمة والمؤثرة في المشهد الليبي حيث يضم العديد من القبائل الليبية.