لمستُ خلال الفترة الأخيرة وجود الشباب السعودي في عدة مواقع للعمل الحرفي والمهني وجدتهم يعملون في المقاهي وفي المطاعم وفي خدمات التوصيل وفي محلات العطور وبيع الملابس، ورأيتهم في العمل الفندقي ومواقع الإيواء وأيضاً في محلات بيع الهواتف المحمولة وسُررتُ جداً وأنا أشاهد منهم الميكانيكي والدهان والكهربائي، وقد وجدت نماذج مشرفة من الجنسين في عدة مواقع للعمل أعتدنا منذ زمن بعيد أن لا نجد فيها سوى المقيمين، وقد طالبت في مقالات سابقة بأهمية السعودة وضرورة أن يعطى الشاب والفتاة السعودية الفرصة.. وقد كانت نتائج السنوات الماضية تتراوح ما بين اعتماد الشباب على وظيفة مؤقتة أو لمرحلة انتقالية لوظيفة أفضل الأمر الذي أنعكس على الأداء بصورة سلبية لأن الشاب يعمل من أجل تمضية الوقت وقد لا يهتم في الوظيفة وقد يغيب أو يتكاسل عن أداء واجباته ولكن الفترة الأخيرة ظلت الفرصة للعمل في القطاع الحكومي محدودة ونادرة في بعض الوزارات إضافة إلى تزامن ذلك مع الحجم الكبير من الخريجين، وازدحام سوق العمل بطالبي الوظائف في القطاع الخاص، والتوجه العام بالتركيز على مخرجات الجامعات في الجانب الحرفي الأمر الذي دفع أيضاً الشركات وجهات القطاع الخاص إلى فتح التوظيف للمهن الحرفية مما أوجد بيئة من التنافس وأيضاً التدريب والتأهيل اللازمين لتوفير تلك الوظائف مع ارتفاع في المزايا مقابل الجودة المطلوبة في الاداء.. مما جعل اليوم الشباب السعودي يغير النظرة السائدة حول وظائف القطاع الخاص التي كان ينظر اليها الشاب على إنها محطة عبور ليرتبط بها على أن وظيفة العمل في ظل التسهيلات والمزايا الخاصة بالراتب والزيادات السنوية والمكافآت مما جعل الشباب يتأقلمون مع هذه الوظائف التي باتت عوامل جذب للشباب والفتيات في ظل ارتباطها بجودة في التدريب ومزايا في الاداء ونتائج مميزة في تقييم المبدعين منهم ورأينا العديد منهم ينتقل من الجانب الوظيفي الاعتيادي مع الوقت ليكون في مواقع قيادية مميزة. إنهُ المستقبل الواعد الذي وظفه التوطين المعتمد على خطط استراتيجية مميزة وضعتها الدولة من أجل تمكين الشباب السعودي وتوفير دروب متجددة من العطاء نحو أجيال يعتمد عليها الوطن في حاضرة ومستقبل بإذن الله.
Loay.altayar@nco.sa