البلاد – رضا سلامة
بدأ رهان إيران على تغير كبير بمواقف واشنطن تجاهها في حال فوز بايدن يتبخر، في ظل توالى التحذيرات من السماح لطهران باستئناف تجارة السلاح، معتبرة أن رفع الحظر خطأ استراتيجي كبير.
واعتبرت صحيفة “آرمان ملي” الإيرانية، أمس (الاثنين)، أن آمال وأمنيات بعض المسؤولين وتعويلهم على فوز المرشح الرئاسي جو بايدن، لحل العديد من المشاكل العالقة في البلاد جراء العقوبات الأمريكية، مجرد أحلام وأوهام لن تحصد منها طهران إلا السراب، لأن بايدن نفسه يمضي على خطى ترمب محذراً من أن إيران على وشك الحصول على المواد اللازمة لإنتاج القنبلة الذرية.
وأشارت الصحيفة إلى أنه رغم تصريحات بايدن المتكررة حول إبرام اتفاق جديد مع إيران، إلا أنه أكد مرارًا أنه ليس اتفاقًا مثل اتفاق الرئيس الأمريكي السابق بارك أوباما، وأن الاتفاق الجديد لا بد أن يشمل ملف إيران الصاروخي ونشاطات إيران في هذا المجال.
وقال الخبير في القانون الدولي محمد علي بصير، وفقا للصحيفة الإيرانية، إن أي مرشح يفوز في الانتخابات الأمريكية لن نشهد معه عودة لحالة ما قبل انسحاب ترمب من الاتفاق النووي، مؤكدا أنه وفي حال فاز جو بايدن فإنه لن يعود إلى الاتفاق النووي إلا بوضع شروط مسبقة.
ولم تقتصر خيبة الأمل الإيرانية على تغير المواقف الأمريكية بعد الانتخابات الرئاسية مطلع نوفمبر المقبل، إذ نوهت تحليلات إيرانية إلى أنه من المستبعد حدوث صفقات أسلحة مع إيران على الرغم من انتهاء الحظر نظريًا الأحد الماضي.
وأكد تقرير لصحيفة “ستاره صبح”، أنه من المستبعد عقد صفقات أسلحة مع إيران رغم انتهاء فترة الحظر على الأسلحة، مؤكدة أن الدول الأوروبية أوقفت التجارة العسكرية مع إيران منذ أمد بعيد، وقبل إبرام الاتفاق النووي أصلًا.
ويرى المحلل السياسي والخبير في العلاقات الدولية قاسم محب، أن الدول التي تريد أن تتاجر مع طهران في هذا الملف تنظر إلى مصالحها في المقام الأول، مضيفًا أن هناك قسمين في العلاقات الدولية، قسم قانوني ونظري، وآخر عملي وتطبيقي؛ فمن الناحية القانونية انتهت فترة الحظر على الأسلحة، لكن الجانب العملي في العلاقات بين الدول يعتمد على القوة والمصالح، والدول ستتجنب التجارة مع إيران في قطاع الأسلحة، كما أوقفت علاقاتها النفطية والمصرفية مع إيران بفعل العقوبات الأمريكية.
إلى ذلك، حذرت شخصيات فرنسية من رفع حظر الأسلحة عن إيران واعتبرته خطأ استراتيجيًا كبيرًا، ونشر نواب برلمانيون ووزراء ومسؤولون حكوميون سابقون مقالا مشتركا في صحيفة لوموند تحت عنوان: “رفع الحظر عن الأسلحة عن إيران سيكون خطأ استراتيجيا كبيرا”.
ولفتوا إلى أن رفع الحظر عن الأسلحة لإيران ستترتب عليه عواقب وخيمة على الأمن والاستقرار الدوليين، وأجمعوا على ضرورة تجديد الحظر على إيران باعتباره أداة أساسية للحفاظ على السلام العالمي، موضحين أنه سيسهم في زيادة العداء والصراع في الشرق الأوسط وسيشكل عاملًا جديدًا لزعزعة الاستقرار في المنطقة.