نشرت المجلة الأمريكية المحكمة International Journal of Methods in Psychiatric Research النتائج الأولية الناتجة عن المسح الوطني للصحة النفسية بالمملكة العربية السعودية في عددها الصادر لشهر سبتمبر 2020 التي أجراها مركز الملك سلمان لأبحاث الإعاقة.
وقدم صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن سلمان بن عبد العزيز رئيس مجلس أمناء مركز الملك سلمان لأبحاث الإعاقة الشكر والتقدير لفريق عمل برنامج الصحة النفسية وضغوط الحياة, الذي تبناه المركز بالتعاون مع جامعة هارفرد وجامعة الملك سعود ومنظمة الصحة العالمية، عادّاً البحث شاهدا على الإنجاز العلمي السعودي والتصميم المبتكر للمشروع.
كما شكر سموه العضو المؤسس وعضو مجلس الأمناء بالمركز خالد بن علي التركي، وعبد الرحمن بن علي التركي -رحمه الله- على مبادرتهما بالتحضير لهذا البرنامج والمشاركة فيه ومتابعتهما ودعمهما، مبينا أن الدراسة تهدف إلى مواجهة الضغوط الحياتية التي تشكل خطرا على الصحة العامة للمجتمع السعودي، لاسيما أن الضغوط النفسية أحد المسببات الرئيسة للإعاقة والعجز، إذ تشير الدراسات إلى وجود أكثر من 450 مليون شخص حول العالم يعانون من اضطرابات نفسية، مما جعل منظمة الصحة العالمية تركز على حملة للتوعية بالوباء العالمي للصحة النفسية.
ويُعد برنامج المسح الوطني للصحة النفسية أحد أهم البرامج الوطنية التي تبناها مركز الملك سلمان لأبحاث الإعاقة إيماناً منه بأهمية الصحة النفسية وضرورة وجود دراسات وطنية جادة تساعد في التعرف على حجم المشكلة وعوامل الخطر المسببة ووضع إستراتيجية وطنية للتعامل معها، حيث اكتملت أعمال المسح الميداني للبرنامج الوطني للصحة النفسية وضغوط الحياة في مختلف مناطق المملكة التي استمرت لقرابة ثلاث سنوات بهدف دراسة أمراض الصحة النفسية ومدى انتشارها وتأثيرها على صحة الفرد والمجتمع السعودي.
كما حظي المشروع بدعم العديد من الجهات الوطنية على رأسها وزارة الصحة ممثلةً بالدكتور عبدالحميد الحبيب -باحث رئيسي مساعد للمشروع واستشاري الطب النفسي والأمين العام للجنة الوطنية لتعزيز الصحة النفسية- , الذي قام بتوفير الدعم اللوجستي التام للمشروع في مناطق المملكة كافة لتسهيل تنفيذ العمل الميداني.
كما قدمت جامعة الملك سعود الخبرة العلمية المطلوبة في مجال الطب النفسي من قبل الباحث الرئيسي المساعد للمشروع واستشاري الطب النفسي الدكتور عبدالله السبيعي .
وأسهم مستشفى الملك فيصل التخصصي ومركز الأبحاث منذ عام 2009 برعاية المشروع من قبل الباحث الرئيسي للمشروع وكبيرة باحثين ومديرة قسم الوبائيات وأستاذ زائر في كلية الطب في جامعة هارفرد الدكتورة ياسمين التويجري بدءًا من المراجعة الأخلاقية للبحث مرورًا بتقديم الموارد الأساسية اللازمة لتنفيذ البحث المتضمنة توفير المكاتب والأجهزة ومختلف المساعدات اللوجستية والعلمية والتقنية وتدريب فرق العمل الميدانية، وانتهاءً بالتحليل الإحصائي للمعلومات وتقديم التوصيات العلمية.
وقامت الهيئة العامة للإحصاء بتقديم البيانات والمعلومات، وقام مركز الملك سلمان لأبحاث الإعاقة بدور مع منظمة الصحة العالمية (WHO) وجامعة هارفارد وجامعة ميتشيغان، وحظي البرنامج الوطني للصحة النفسية بتبرع سخي من شركة سابك ومدينة الملك عبدالعزيز للعلوم و التقنية.
وسيساعد البرنامج في قياس حجم العبء الذي تشكله الأمراض النفسية في المجتمع السعودي، وتقدير حجم الإعاقة الناجمة عن الأمراض الصحية، ومعرفة فئات المجتمع المعرضين لعوامل
قد تزيد من نسبة الخطورة، لتقديم البرامج الوقائية المناسبة لهم، ومعرفة مسببات ضغوط الحياة الأكثر شيوعاً في المجتمع، وأفضل الطرق لتقديم الخدمات الصحية.