بالامس كنا نعقد لقاءً افتراضيا عبر التطبيقات انا واصدقائي لاحدى الدوريات الاسبوعية التي تعج بها نشاطات مدينة جدة الاجتماعية .. وبالطبع شاهدنا بعضنا البعض من خلال الكاميرات ونحن على طبيعتنا .. غير حليقي الذقن والشعر .. ربما لاسابيع وأشهر .. ومعظمنا ظهر بالملابس الداخلية .. السروال والفنيلة وبعضنا بالفوطة .. والمكان ركن من المنزل في المعيشة التي تعج بالاطفال والعابهم .. او غرفة النوم او المطبخ.
وفجأة رفع احد الاصدقاء ذراعه كي يمشط شعر راسه باصابعه .. ورأينا ان فنيلته الداخلية مخزوقة من تحت الابط ..! ولا حرج في ذلك .. فالملابس الداخلية ليس لها امان بما فيها الشراب وغيرها.
ولكن كانت المفاجأة .. ان دخل علينا صديق غريب عن المجموعة وشاركنا اللقاء .. وشاف واستمع لكل حاجة .. المخزوق وغير المخزوق .. واغلب الظن ان سيداتنا وبناتنا .. يمارسن نفس الطقوس في لقاءاتهن .. بغرض الدردشة من خلال التطبيقات المرئية .. وربما بملابسهن الداخلية المنزلية المريحة ودون تكلف .. وهنا يقع الحرج والمحظور.
هذا الموقف يقودني للحديث عن البروتوكول والآداب السلوكية في الحديث والملبس وطريقة الجلوس والتحدث امام الكاميرا والمايكرفون اثناء التواصل المرئي عبر تطبيقات التواصل الاجتماعي سواءً للاغراض الشخصية او اجتماعات الاعمال والدراسة عن بعد.
يقول خبراء آداب السلوك والبروتوكول والاتيكيت .. ان مظهر الانسان وقيافته الشخصية اثناء حضور الاجتماعات واللقاءات الافتراضية مهم جدا وحاسم ويعكس صورة ذهنية خاصة عن المتحدث.
وهذا لا يعني ضرورة ارتداء البدلة والكرافته والمشلح والغترة والعقال .. بل يجب ان يكون اللبس ملائما ومتناسقا مع هدف التجمع واللقاء ونوعية الاشخاص المتواجدين واعمارهم. فالظهور بالملابس الداخلية او البيجامات او ملابس المطبخ والاعمال المنزلية .. لا يعكس صورة ذهنية محببة الى الشخص نفسه .. وغير مريح للآخرين.
فالمجتمعون يتوقعون مظهرا وسلوكا احترافيا مهنيا يتواءم مع اغراض واهداف اللقاء او الاجتماع .. الا ان الخبراء ينصحون بعدم التكلف في المظهر وارتداء نوعية وماركات الملابس غالية الثمن .. وان نتجنب الالوان الصاخبة والمثيرة بفعل الضوء وعدسة التصوير.
كما يجب ان يكون المكان الذي تجلس فيه بسيطا وغير مكتظا بالاثاث والتحف والمجسمات والصور .. بل يجب ان يكون ديكور المكان رمزيا يعكس شخصيتك وذوقك واهتماماتك بل يعكس الصورة الذهنية والانطباع المعتدل الذي يجب ان تتركه في نظر ووعي مشاهديك.
ولايضاح المقصود .. يمكن ان تكون الخلفية صورة لمكتبتك المنزلية .. او بعض النباتات والورود .. واضاءة مدروسة .. وان يكون موقعك بعيداً عن الابواب والضوضاء الداخلية والخارجية . وبالطبع يجب ان يراعى ترتيب المكان ونظافته واظهار بعض الصور والمناظر المرسومة دون تكلف .. واخيرا لا زالت المزهرية والطاولة المرتفعة .. هي العلامة الفارقة لصور اهل زمان .. ولكنها الان توضع على طاولة المكتب البسيط والانيق .. لا زالت تلعب دورا رئيسيا في الشكل والمظهر العام.
وأخيرا يعتبر موقع التصوير هو الرسالة الذهنية التي تريد ايصالها لمن يشاهدونك على الجانب الآخر.