الدولية

مسؤول حوثي يبتز اليمنيات في السجون السرية

البلاد – محمد عمر

تمعن مليشيات الحوثي الانقلابية في انتهاك حرمات اليمنيين ودمائهم وأموالهم، مرتكبة أبشع الجرائم الإنسانية بحق فئات المجتمع اليمني، منذ انقلابها على مؤسسات الدولة اليمنية في 2014، ووصل بها الأمر إلى اختطاف النساء بعد مداهمة المنازل وإلصاق التهم غير الحقيقة بهن للنيل من أعراضهن، ثم احتجازهن قسريًا وممارسة أسوأ صنوف التعذيب والانتهاكات بحقهن وابتزازهن واستغلالهن جنسيًا، في جرائم غير معهودة، تتنافى مع قيم وأخلاق وعادات الشعب اليمني.

وكشفت مصادر لـ”البلاد”، أن مسؤولا رفيعا في مليشيات الحوثي يلقب بـ”أبو صقر” ينفذ عمليات الخطف والتعذيب حتى بات معروفًا بـ”رجل التعذيب والسجون السرية”، إذ يشغل منصبا كبيرا في الإدارة العامة للبحث الجنائي في سلطات الأمر الواقع الحوثية، بعد منحه رتبة عميد، وهو أبرز المتورطين في اعتقالات وترهيب المعارضين والناشطين واختطاف إعداد كبيرة من النساء في صنعاء وإخفائهن قسريًا في “فلل” حولها إلى معتقلات سرية لليمنيات، جاعلاً منهن مصدرًا للابتزاز والثراء غير المشروع بمصادرة ممتلكاتهن وأشيائهن الثمينة كالمجوهرات، بعد إجبارهن على التوقيع أنهن ارتكبن قضايا أخلاقية مخلة بالشرف والكرامة، لضمان صمتهن وعدم فضح الجرائم الحوثية.

وداخل المعتقلات السرية، تتعرض اليمنيات لأسوأ أنواع التعذيب والإذلال والاغتصاب، فيما وثق تقرير للخبراء الأمميين، مرفوع لمجلس الأمن، الانتهاكات التي ارتكبتها “الزينبيات” بحق اليمنيات، من اعتقال واحتجاز تعسفي ونهب واعتداء وضرب وتعذيب، فضلاً عن تسهيل عمليات الاغتصاب في مراكز الاحتجاز السرية، مشيرًا إلى عضوات الميليشيات الحوثية يمشين وعلى أكتافهن قاذفات صواريخ وأسلحة كلاشينكوف، وبينهن طفلات يحملن رشاشات. وأفاد التقرير أن “الزينبيات” أصبحن جهازًا استخباراتيًا وقمعيًا خاصا بالمهمات القذرة للحوثيين، موجهًا ضد اليمنيات، وتشمل مسؤولياتهن أيضًا تفتيش المنازل والنساء، وتلقينهن أفكار الجماعة المضللة والمحرضة على الكراهية والعنف، وحفظ النظام في سجون النساء.

ووثق تقرير حقوقي أصدرته منظمة “سام” للحقوق والحريات، دور”الزينبيات” في الاقتحامات واعتقال الناشطات وفض المظاهرات والوقفات الاحتجاجية، إضافة إلى مهام خاصة أخرى، كالتجسس والإيقاع بالخصوم، ورصد الآراء وملاحقة الناشطات في الجلسات الخاصة وأماكن العمل، وتجنيد عضوات للجماعة الحوثية الانقلابية عبر المحاضرات والندوات والمناسبات الاجتماعية والنشاط على وسائل التواصل الاجتماعي للترويج لفكر الجماعة. وذكرت المنظمة أن نحو 4 آلاف من “الزينبيات” تلقين تدريبات قتالية في صنعاء، وبعضهن تلقين تدريبًا في لبنان وإيران على يد خبراء من حزب الله والحرس الثوري الإيراني.

وقال رئيس الشبكة اليمنية للحقوق والحريات محمد العمدة، إنه بحسب الشهادات والوثائق، يقوم “أبوصقر” بالقبض على النساء من المقاهي والحدائق وإيداعهن الاحتجاز في المعتقلات السرية ومساومتهن على الانضمام للجماعة الحوثية والتجسس لصالحها والإيقاع بخصومها، أو فداء أنفسهن بدفع مبالغ مالية كبيرة، مع تعذيبهن وتهديدهن بتلفيق قضايا مخلة بالشرف.

إلى ذلك، قالت الناشطة الحقوقية ابتسام أبو دنيا، إن الميليشيات الحوثية الانقلابية سعيًا منها لإحكام قبضتها وفرض سيطرتها كسلطة أمر واقع على اليمنيين بكل السبل، عمدت إلى إطلاق أيادي بعض عتاة الحوثيين وتسليطهم لقمع الشعب، وأحد هؤلاء هو “أبو صقر” الذي كان مديرًا للبحث الجنائي في إحدى المحافظات، حيث ثبت قيامه بالعديد من عمليات الخطف وهتك الأعراض واغتصاب النساء في أقبية البحث والسجون السرية للجماعة، وبعدما عرف الناس بفضائحه غير الأخلاقية بحق اللاتي وقعن في قبضته، وتم نقله للعمل في صنعاء وكرمته الجماعة بتعيينه في منصب أرفع، ليواصل على نطاق أوسع ممارسة جرائمه المشينة في اختطاف وتعذيب واغتصاب النساء، لاسيما الناشطات الحقوقيات والسياسيات داخل السجون السرية.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *