حذر خبيران يمنيان من خطورة الوضع الكارثي لخزان صافر النفطي في ظل تعنت الميليشيات الحوثية ومنعها صيانته على مدار 5 أعوام، مايهدد بانفجاره أو تسرب الوقود للبحر، الأمر الذي قد يسبب كارثة بأضعاف ما حدث في مرفأ بيروت، مؤكدين أن مناقشة جامعة الدول العربية على مستوى وزراء البيئة العرب مؤخرا لسبل معالجة أزمة خزان صافر، بمبادرة من السعودية، يأتي في إطار حرصها على أمن واستقرار اليمن وتجنيبه كارثة بيئية وإنسانية وشيكة.
وقال مدير عام شركة النفط فرع الحديدة أنور العامري إن صافر خزان سعته التخزينية 3مليون برميل نفط خام والكمية المتواجدة بداخله حاليًا مليون و140 ألف برميل والمساحة الفارغة مليئة بغازات كربونية وأوكسجين، ما يعني زيادة مخاطر انفجار الخزان.
وأضاف أن خزان صافر يمثل يوم “قيامة” ينتظر البحر الأحمر، فهو يمثل تهديدين، أولهما تسرب كميات النفط الموجودة بداخل السفينة بسبب تهالك أجزاء كبيرة جدًا منها، والخطر الثاني انفجار السفينة إما بفعل فاعل أو بفعل الغازات الموجودة في الخزان، ما يشكل كارثة بيئية وإنسانية تهدد البحر الاحمر لا محالة.
ونوه العامري إلى أن صافر سفينة في الأصل ولكن تم تحويلها إلى خزان عائم، ويحتاج إلى صيانة عاجلة جدا وضرورية منذ حوالى 10 سنوات، رغم أنه كان المفترض أن تجرى صيانة للسفينة كل 5 سنوات، ولكن منذ الانقلاب الحوثي تعنتت الميليشيا ومنعت صيانة الخزان واستخدمته وسيلة للابتزاز وتهديد اليمن والمنطقة، والآن ووفقًا لصور حديثة، تهالكت أجزاء كبيرة من الخزان وتتسرب مياه البحر داخل الأنبوب الرئيسي بغرفة المحركات، مما يعني إمكانية تسرب النفط من الداخل إلى البحر.
وأكد أن صافر يمثل خطر كبير على البيئة و الملاحة البحرية ستكون أضعاف أكبر كارثة مماثلة تعرض لها العالم، وهي حادثة الاسكا عام 1998، إذ كانت السفينة تحمل 50 ألف طن نفط تسرب كمية منه الى المحيط، ونعلم بان المحيط مفتوح عكس البحر الاحمر فهو مغلق، مما يعني أن انتشار لنفط سيعم البحر الاحمر بالكامل.
وشدد مدير عام شركة النفط على أنه تم تحذير ليس اليمن فقط، ولكن الأمم المتحدة والدول المطلة على البحر الاحمر بأنها يجب أن تتحرك لمواجهة الكارثة، التي ستوقف الملاحة البحرية في المنطقة وستدمر
الحياة البيئية بالكامل وتقضي على الثروة السمكية، مما يعنى اغلاق اكثر من 165 مؤسسة صيد ستتوقف بالكامل، وايضا هناك 100 الف صياد يمني ستتوقف مصادر دخلهم بالكامل.
وفي السياق، قال عبدالكريم الأنسي المدير التنفيذي لمنظمة اليمن أولا أن صافر يمثل كارثة عالمية على وشك الإنفجار، تضرب المصالح الاقتصادية والتجارية العالمية وتهدد البيئة، فى ظل ممارسات الميليشيات الحوثية الإرهابية للأعمال الإجرامية فى اليمن.
واعتبر دعوة المملكة لاجتماع وزراء البيئة العرب لمناقشة سبل مواجهة أزمة خزان صافر يؤكد حرص المملكة على حماية الشعب اليمني من تداعيات حدوث أي تسرب نفطي أو إنفجار في ظل تردى حال الخزان.
وأشار الأنسي إلى محاولات أممية سابقة عبر فريق متخصص لإجراء عمليات الصيانة والتقييم، وللاسف لم يتمكن الفريق من القيام بمهامه رغم بقائه أربعة أشهر في جيبوتي، بسبب تعنت الميليشيات الحوثية الانقلابية، محذرا من تسرب النفط من الخزان، وتسبب الملوحة في تآكل المعادن أو جسم الباخرة لوجودها فى عرض البحر، وكذلك الحرارة تحدث تفاعلات فى كيمية الغازات الناتجة داخل الخزان، مما يهدد بانفجار الخزان في أي لحظة وحدوث كارثة 10 أضعاف ما حدث في مرفأ بيروت.