البلاد – مها العواودة – محمد عمر – عمر رأفت
أكد مسؤولون وسياسيون عرب أن اليوم الوطني الـ90 للمملكة مناسبة فخر واعتزاز لكل عربي ومسلم ومحب للسلام في العالم، معتبرين أن المملكة واحة الأمن والاستقرار في المنطقة وراعية ثقافة التعاون والتسامح من منطلق إيمانها بأهمية السلام العالمي في تعزيز التنمية والبناء، مشيدين بدورها في حل النزاعات ومبادرات السلام من خلال قيادتها منذ عهد الملك المؤسس عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود – رحمه الله -، وأبنائه الملوك البررة – رحمهم الله -، حتى العهد الزاهر لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز وولي العهد صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان، وهي سياسة أصلية أهدافها إنسانية ومخلصة بلا مزايدات أو شعارات، منوهين إلى أن السعودية مملكة الإنسانية التي دأبت على الخير والعطاء لمساندة ودعم الدول العربية الشقيقة، كما امتدت هذه المكرمات عبر الأجيال إلى العالم بأسره، انسجاما مع دور المملكة كعضو قيادي ورائد في المجتمع الدولي، وكقلب نابض للعالم الإسلامي الذي يتشرف بقيادة السعودية له نحو الخير والسلام، مشددين على أن المملكة تحرص على البناء وتمد جسور الخير بالعطاءات الإنسانية للمنكوبين والمحتاجين في كل مكان، في وقت تخرب دول إقليمية أخرى مثل إيران وتنشر الدمار والفتن في المنطقة والعالم.
أكد أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية الدكتور صائب عريقات، أن للمملكة دورا محوريا وأساسيا في إرساء السلام والاستقرار وحل النزاعات في المنطقة وقد حرصت على ذلك منذ عهد الملك المؤسس المغفور له عبد العزيز آل سعود، مشيراً إلى أن مبادرة السلام العربية إحدى المبادرات السعودية التي طرحت من أجل استقرار المنطقة، مؤكدا أن المملكة كانت ولا تزال الداعم الأكبر لقضية فلسطين القضية الجوهرية للعرب والمسلمين.
فيما قال النائب البرلماني السفير محمد العرابي وزير خارجية مصر الأسبق، إن المملكة استطاعت بتماسكها الداخلي والتفافها حول رؤية ٢٠٣٠، في منطقة مضطربة وشهية متزايدة من بعض دول الجوار للتدخل في شؤون دول المنطقة أن تعبر عوائق ومخاطر كثيرة، وأكد أن السياسة الخارجية للمملكة وتأثيرها الفعال تنبع من قوة الدولة الذاتية. وأشار إلى أن سياسة المملكة تعتمد على البصيرة ورؤية صائبة وتأني في اتخاذ القرار الرصين، الأمر الذي أعطاها وزنا دوليا ومصداقية وتأثير في قضايا المنطقة والعالم.
دور محوري
وقال نائب رئيس لجنة الشؤون التشريعية والقانونية بمجلس النواب في مملكة البحرين الدكتور علي ماجد النعيمي، إن المملكة تحرص كل الحرص على تعزيز ثقافة السلام والتسامح، مشيراً إلى أن السعودية دأبت على تأكيد التزامها بمبادئ إرساء السلام من منطلق إيمانها بأهمية السلام في قضايا التنمية والبناء، مشيراً إلى أن تاريخ المملكة يشهد على كونها دولة سلام وواحة للأمن والاستقرار، منوهاً أن الدبلوماسية السعودية، استطاعت حل العديد من قضايا النزاعات في الكثير من دول العالم وخاصةً منطقة الشرق الأوسط.
وأضاف” المملكة هي قلب الخليج النابض ومرتكز مهم من مرتكزات السلام في المنطقة العربية لما لها من دور بارز في تحقيق سلام عادل وشامل تنعم به المنطقة العربية والشرق أوسطية بالأمن والاستقرار والسلام”، لافتاً إلى دور المملكة المحوري في حفظ الوئام والسلام وذلك بوصفها القائد للعالم الإسلامي والعربي. وأوضح النعيمي أن المملكة عززت قيم التعايش بين الأديان والثقافات من خلال وثيقة مكة المكرمة عام 2019 بتأييد من 139 دولة من مختلف المذاهب في حدث تاريخي يؤكد قدرة ومكانة السعودية في تعزيز وصنع السلام العالمي. وتابع ” المملكة وشقيقتها البحرين يحرصان كل الحرص على دعم حركة السلام وتعزيز قيم التسامح وذلك باعتبارهما نهجاً تؤمن به القيادة الرشيدة في كلا البلدين الشقيقين”، مشيراً إلى أن السياسة الخليجية تبحث دوماً عن سلام حقيقي يبعد كل البعد عن زعزعة السلام والسلم العالمي.
قيادة واعية
وأكد سفير اليمن في فرنسا رياض ياسين، أن المملكة لا تزال تعمل من أجل تحقيق السلام والأمن والاستقرار والنجاح في الداخل والتقدم على مختلف الأصعدة ومجابهة الصعوبات والتحديات، والتقلبات المختلفة ما جعلها نموذجا إيجابيا خلاقا، وجعل لها دورا في تثبيت الأسس المهمة والجوهرية انطلاقا من مبدأ أساسي وهو أن من لا سلام واستقرار وأمن وتفاهم وحياة طيبة في بلاده ومحيطه لا يمكن أن يطالب أو ينصح الآخرين أو يكون وسيطا وموفقا بين المتخاصمين والفرقاء.
ولفت إلى أن المملكة وقيادتها الحكيمة تقدم نموذجا في الاستقرار والأمن والنمو المستدام، ودوما أهدافها إنسانية ومخلصة وليس هناك تنازل أو غلو في الطرح أو التغنًى بالشعارات أو الدخول في سياق المزايدات، لذلك حظيت المملكة بكل الاحترام والتقدير في كل المبادرات من أجل السلام وإصلاح ذات البين وعلى سبيل المثال في اليمن ولبنان والسودان وفلسطين وغيره.
وتابع “منذ قيام عاصفة الحزم في مارس ٢٠١٥ يبرز وبوضوح للعالم أن المملكة قيادة واعية وقادرة ومدركة أنه لتحقيق السلام والأمن والاستقرار، لابد من الحزم والعزم أيضا تجاه أولئك الذين لا يريدون السلام ويعملون على تدمير والعبث بمصير شعوبهم ونشر العنف والارهاب مثل نظام الملالي في إيران ووكلائهم في المنطقة”.
وأوضح أن اهتمام المملكة بتحقيق مبادرات السلام ومن خلال دبلوماسية عالية المستوى يشهد نجاحات كثيرة، فإصرار وعزيمة السعودية على تقديم المبادرات ودعم الحلول السلمية يؤكد أن لها مبدأ وإرادة ورؤية لا يمكن أن تحيد عنها، وهي سياسة أصلية لا تنتظر مكافاة من أحد ولا تمنن وتستحق كل التحية والتقدير والامتنان وخاصة لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز ولسمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، العاملين دوما من أجل تحقيق السلام والأمن والاستقرار في العالم والحياة الكريمة في بلدهم ويدعمون كل الدول من أجل أن تعيش في سلام وتعاون.
وقطع النائب البحريني إبراهيم النفيعي، بأن المملكة بقيادتها الحكيمة تلعب دورا مسؤولا في إرساء مفاهيم السلام في العالم، وفي تعزيز الأمن والسلم، ونزع فتيل الأزمات والحروب والخلافات.
وأضاف” إننا ننظر اليوم بتقدير وإكبار، للشقيقة الكبرى وللمآثر التي حققت في السنوات الماضي، وللاهتمامات الإنسانية الاستثنائية العابرة للحدود، والتي تعبر عن أصالة هذه الأرض، وأصالة مواطنيها، واهتمام القيادة الحكيمة بأن تكون المملكة دوماً بقعة مضيئة من العالم، ثقافة وعلماً وإنسانية”.
وقال زياد دغيم عضو مجلس النواب الليبي إنه لا يغيب عن أي سياسي حجم تأثير المملكة في المنطقة والعالم لتأثيرها السياسي الكبير، ودورها الاقتصادي الذي تطور إلى استثماري بدلا عن الاكتفاء بإنتاج نفط خام، مشيراً إلى أن تحركات المملكة الدبلوماسية تتميز بالتريث وهادئة، ولكن مزلزلة وتتميز بالرصانة والحياد والعطاء. وأوضح أن الجميع يتطلع أن تلعب المملكة دورًا كبيرًا في ليبيا بخصوص المصالحة أسوة باتفاق الطائف والاهم تثبيته وترسيخه علي الأرض بالشراكة الاستراتيجية والانفتاح على الجميع.
احتواء الصراعات
ولفت السفير حسين هريدي مساعد وزير الخارجية المصري الأسبق، إلى إن المملكة دائمًا ما تأخذ زمام المبادرة في احتواء الصراعات والمساعدة في إيجاد الحلول السلمية للقضايا الشائكة في الشرق الأوسط والعالم العربي. وأضاف أن أكبر دليل على هذا مبادرة السلام العربية، وحاليًا تعمل المملكة على إيجاد حلول في عدد من الملفات مثل الملف اليمني والملف السوري وليبيا أيضًا والنزاعات الأخرى، موضحاً أن المملكة دائمًا ما تسعى إلى حشد الرأي العام العربي والإسلامي وراء قضايا الأمن الدولي، ودور المملكة في هذا بارز ومعترف به دوليًا، منوهاً إلى دور المملكة الكبير في الملف اليمني لإيجاد تسوية سياسية، ومنها “اتفاق الرياض”، وقبل ذلك الوقوف وراء المبادرة الخليجية لتسوية الأزمة اليمنية.
ونوه النائب السابق في البرلمان اللبناني فارس سعيد، إلى أن المملكة استطاعت رغم المتربصين أن تحافظ على ذاتها وهويتها وهوية المنطقة العربية التي تتعرض إلى تشويه من قبل تيارات غير عربية تحاول أن تتقاسم النفوذ فيما بينها على حساب العرب. وأضاف” صمود المملكة مقدر ونحتاج منها المزيد فهي رأس حربة للحفاظ على الهوية الثقافية للمنطقة”.
جسور الخير
أكد الأمين العام للمجلس الإسلامي العربي محمد علي الحسيني، إنه يمكن القول بكل ثقة إن المملكة هي مملكة الإنسانية فهي منذ تأسيسها وحتى الآن تمد يد الخير والعطاء لمساندة ودعم الدول العربية الشقيقة، كما امتدت هذه المكرمات عبر الأجيال إلى العالم بأسره انسجاما مع دور المملكة كعضو قيادي ورائد في المجتمع الدولي، وكقلب نابض للعالم الإسلامي الذي يتشرف بقيادة السعودية له نحو الخير والسلام، منوهاً إلى دور مركز الملك سلمان للإغاثة في تقديم مختلف المساعدات الإغاثية والإنسانية المتنوعة إلى العديد من الدول النامية، على امتداد الأمتين العربية والإسلامية، وعبر العالم كلما دعت الحاجة، وكلما وقعت كارثة، فتقيم جسور الخير وتمد المنكوبين والمحتاجين بالعطاءات الإنسانية، وآخر الأمثلة الحية، الجسر الجوي السعودي الذي قدم بسخاء الدعم لشعب لبنان بعد كارثة انفجار مرفأ بيروت.
وشدد الحسيني على أن الجميع يعرف أن العمل الإنساني السعودي يتم بلا مقابل سياسي، ولا يراد منه تحقيق أية مكاسب، بل على العكس تحرص المملكة على البناء في وقت تخرب دول اقليمية أخرى مثل إيران، مضيفا أن أعمال الخير السعودية هي ترجمة عملية لتعاليم الأسلام، وإذ تقوم المملكة بواجبها الديني والإنساني باقتدار، فإنها تسهم بنهضة الدول والمجتمعات فلا تقتصر مساعداتها على أعمال الإغاثة الطارئة، بل تشمل بناء أسس التنمية المستدامة، لأنها الأصل في خلاص الشعوب العربية والإسلامية من الفقر والبؤس.
رمانة الميزان
واعتبر رئيس الدائرة الإعلامية بحزب السلم والتنمية اليمني أحمد الصباحي، أن المملكة تشكل رمانة الميزان في منطقة الشرق الأوسط فهي الدولة الأكثر حضورا وثقلًا نظرا لأمور عدة منها قوة اقتصادها، واحتضانها المشاعر المقدسة التي تهوى إليها ملايين القلوب من كل أقطار العالم، فضلًا عن تجربة الدولة السعودية الطويلة وارتقاءها سلم العلاقات ومواقفها القوية خلال نصف العقد الماضي، مشيراً إلى أن التأثير السعودي لا يقتصر على المنطقة فقط، بل يصل أثرها السياسي والاقتصادي الى خارج حدود الشرق الأوسط فهي أحد أركان الدول العشرين في الاقتصاد العالمي، والعالم بأسره يضع أهمية واعتبار بالغ للمواقف السعودية.
بينما يرى أمين عام القمة العربية الأوروبية السفير المصري رؤوف سعد، أن المملكة تمثل دورا مركزيا في الخليج بشكل خاص وفي الشرق الأوسط والمنطقة العربية والعالم بشكل عام، لافتاً إلى أن لها مبادرات عدة في كافة النواحي منها وسياسية واقتصادية واجتماعية وغيرها، وهذا أثقل دورها السياسي في الشرق الأوسط كدولة تعمل على حل القضايا السياسية وإحلال السلام، موضحاً أن العالم بأسره يتطلع إلى أن يترجم دور المملكة إلى تأثيرات المملكة في قضايا المنطقة والملفات الساخنة، بما لها من حكمة وفاعلية في تدخلاتها وهذا ما نراه بوضوح في عدة محاور، وكل هذا يتم في صمت تام من القيادة السعودية الرشيدة.