يكتبها : رائد العنزي
استخدام وسائل النقل العامة كالقطار و ( الباص ) و الـ underground في أغلب عواصم و مدن العالم المتحضرة , له ثقافة و أجواء خاصة , حيث يستثمر الراكب وقته بطريقة مفيدة و مسلية تنسيه عناء الطريق و تبعد عنه الشعور بالملل.
فتشاهد من حولك : قارئ , كاتب , سيدة تحيك قبعة من الصوف , موظف يراجع سجل , فتاة حالمة تضع سماعات ووكمان في أذنيها… الخ.
تجدهم وقد ارتسمت الابتسامة وعلامات الراحة و الطمأنينة على وجوههم على الرغم من أنهم ليس لديهم دعاء ركوب أو سفر خاص بهم !
نحن و لله الحمد لدينا أذكار صباحية و دعاء خروج من المنزل و دخول إليه و دعاء ركوب ..
و إذا صادفنا أمرا عجيبا , هناك دعاء للتعجب .. و عندما نحزن و نشعر بهم جاثم على صدورنا نلجأ إلى دعاء الحزن
و الهم و دعاء الكرب .. و مع ذلك نغضب و نحزن و نتعجب لأتفه الأسباب و نتشاجر بدون أسباب !
و هذا أمر طبيعي حين تكون الأدعية مجرد كلمات تحفظ و تردد بشكل آلي دونما فهم و بمعزل عن السلوك و التطبيق !
للدعاء فضل عظيم .. عن أبي موسى الأشعري ، رضي اللَّه عنهُ ، عن النبي صلّى اللُه عليْه وسلم ، قال:
«مَثَلُ الذي يَذكُرُ ربَّهُ وَالذي لا يذكُرُهُ ، مَثَل الحيِّ والمَيِّتِ » رواهُ البخاري .
ولقبول الدعاء عند الله عز و جل .. هناك شروط , أهمها التوبة من المعاصي و العودة إلى الله .. و عدم طلب ما لا يفعله الله كالدعاء بالتخليد إلى يوم القيامة .. كما لا يصح أن يكون الدعاء من باب التخاذل و التكاسل و الاتكالية .. أو مخرجا للتغاضي عن المهملين و مواطن الخلل .