جدة – عبدالهادي المالكي
تم مؤخرا إيقاف زراعة الأعلاف استنادا إلى قرار مجلس الوزراء فيما تتابع وزارة الزراعة والمياه آليات التطبيق ، فما تأثير وقف زراعة الأعلاف على أسعارها في السوق وهل سيكون الاستيراد قادرا على تغطية الاحتياجات ؟ ومن ثم يكون السؤال : إلى أي مدى سينعكس ذلك على اسعار اللحوم في حال ارتفاع تكلفة استيراد الأعلاف؟.
البلاد قامت بجولة في سوق الأعلاف والماشية بجنوب جدة ورصدت الآراء التالية:
في البداية يقول احمد الحربي صاحب ماشية: لاشك أن إيقاف الزراعة يحد من النزف الجائر للمياه الجوفية. لكننا كأصحاب مواشي نتخوف من لجوء الموردين للأعلاف إلى رفع السعر وعذرهم في ذلك ان رسوم الشحن والجمارك والنقل مكلفة ، ومن هذا سيؤثر سلباً على تجار المواشي وعلى زبائننا لان ارتفاع أسعار الاعلاف يعني ارتفاع سعر الأغنام، وبالتالي ستؤدي إلى رفع أسعار الوجبات على المستهلكين في المطاعم وهذا ما نخشاه.
دائرة متشابكة للغلاء
ويوضح الحربي ان أسعار الاعلاف في الوقت الراهن متذبذبة ولا يوجد هناك متعهدون رسميون ما بين صاحب المزرعة وسوق الاعلاف ، والجالية الأفغانية هي المسيطرة على السوق بأكمله. حيث يتفقون مع أصحاب مزارع الأعلاف الخضراء على شراء المنتج مبكرا خلال موسم الزراعة ، ومن ثم توزيعها لنا بأسعار خيالية عن السابق حتى قفزت حاجز الخمسة وعشرين ريالا في الوقت الذي يكون فيه السعر عادة نحو 7 ريالات فقط. ، وامام الغلاء يضطر مربو الأغنام والماشية إلى الشعير الذي سرعان ماترتفع اسعاره نتيجة تحول الناس اليه بعد غلاء أسعار البرسيم. لذا أتمنى ان يكون هناك ضوابط للأسعار بعد ان يتم الاستيراد من الخارج والاعتماد عليه وان يتم تحديد سعر ثابت من قبل وزارتي الزراعة والتجارة.
جانب آخر يتناوله الحربي حيث يوضح ان استيراد الأغنام الصغيرة وخاصة السواكني منها يؤثر تأثيرا كبيرا على استنزاف الاعلاف لانه يتم استيرادها وتربيتها هنا وتستغرق قرابة الثلاثة اشهر مما يعني استهلاك للبرسيم حتى تكبر وتصبح جاهزة للاستهلاك لذا نأمل ان يتم إيقاف استيراد الصغار من الأغنام واستيراد الأغنام الكبيرة التي لا تسغرق سوى أسبوع في تربيتها قبل نزولها للسوق المحلي سواء كان للمستهلك او المطاعم.
توازن الأسعار
المواطن مشعل المالكي يتفق مع الرأي السابق قائلا: لقد شهدنا في السابق ارتفاعا في أسعار الأغنام ، وكانت حجتهم الواهية هي قلة الرعي بسبب شح الامطار وغلاء أسعار الاعلاف والشعير ، لكن حاليا بدأت أسعار الأغنام تتراجع نوعاً ما ، لكن نخشى أن يتم استيراد الاعلاف بأسعار خيالية مما يؤثر على ارتفاع اسعار الماشية مرة أخرى ، لذلك نأمل من الجهات المعنية مراقبة أية تجاوزات قد تطرأ على ذلك.
من جهته يقول إسماعيل مصطفى وهو بائع اعلاف: عدم معرفتنا بالمصدرين الحاليين والرسميين للأعلاف يجعلنا في حيرة من امرنا حول كيف يكون الحال من ناحية الأسعار ونحن الان نعيش في حالة ركود من ناحية الشراء مع انتعاش معظم أراضي المملكة بالمراعي بعد سقوط الامطار الموسمية ، لكن كلنا امل ان يكون هناك استقرار للأسعار بعد انتهاء موسم الأعلاف الخضراء وعودة أصحاب الأغنام والماشية للسوق وتوازن الأسعار وتصبح في متناول الجميع.
من جهته قال رجل الاعمال فهد بن سبيان السلمي عضو مجلس إدارة الغرفة التجارية بجدة ان المملكة ممثلة في وزارة الزراعة والمياه قدمت حلولا كثيرة لمثل هذه المشاكل وقد اجتمعنا مع معالي وزير الزراعة بمكتبه في الرياض وتناقشنا حول عملية الاستيراد والتربية . وحقيقة نحن حريصون على تربية المواشي منذ القدم سواء كانت ابلا او اغناما او ابقارا او الدواجن وغيرها، ولكن يجب ان يكون ذلك بصورة جيدة دون أية خسائر للجميع. واتصور أن تطبيق قرار ايقاف زراعة الأعلاف سيسبقه ترتيبات وحلول بديلة لضمان توازن اسواق الأعلاف واللحوم لجميع الأطراف ، ووزارة الزراعة والمياه حريصة على المتابعة لكل ما يستجد في هذا الموضوع.