متابعات

المدرس الخصوصي يتصدر المشهد

 جدة ـ ياسر بن يوسف

منذ أن أعلنت وزارة التعليم انطلاق الفصل الدراسي الأول عبر منصة مدرستي، انتشرت إعلانات على منصات التواصل الاجتماعي لمعلمين ومعلمات يروجون لخدماتهم في الدروس الخصوصية،وتباينت آراء عدد من الأهالي في استقطاب معلمي الخصوصي في ظل الظروف الراهنة، فمنهم من يرى أهميتهم في متابعة تدريس أبنائهم خصوصا بالنسبة لطلاب مرحلة الأساس والذين هم بحاجة إلى تعليم أبجدية القراءة والكتابة ، وثمة آخرون تحفظوا وقالوا إن منصة مدرستي تكفي وكذلك القنوات المخصصة للتعليم عن بعد، وليس هذا فحسب بل أن عدداً من المعلمين الخصوصين رفعوا أسعار الدورس الخصوية بصورة فلكية.

(البلاد) دقّت جرس الدروس الخصوصية والتقت بعدد من أولياء أمور الطلاب والطالبات حيث يرى بعضهم أهمية المدرس الخصوصي بالنسبة لطلاب مرحلة الأساس، والذين من وجهة نظرهم في حاجة إلى الدروس الخصوصية حتى يتمكنوا من الاستيعاب لافتين في الوقت نفسه إلى أهمية منصة مدرستي في دعم الوعي التقني للطلاب ، غير أن شريحة من اولياء الأمور أكدوا أن المدرس الخصوصي (هدر) للمال وأن طلاب الأساس لديهم الوعي بما يمكنهم التعامل مع منصة مدرستي دون الحاجة الى المدرس الخصوصي.


في البداية قال المواطن محمد عسيري: ما أن أعلنت وزارة التعليم عن بدء العام الدراسي عن بعد حتى بدأت اعلانات الدورس الخصوصية تملأ الشوارع والطرقات والقرطاسيات والمكتبات وبعض المحلات الاخرى بالاضافة الى تواصل البعض منهم مع أولياء الامور بشكل مباشر بحكم المعرفة السابقة لافتا إلى أن حرص أولياء الامور على تعليم ابنائهم يدفعهم إلى الاستعانة بمعلمين خصوصيين لرفع المستوى التعليمي لابنائهم، معتبرا أن هذا امر ايجابي الى حد كبير بشرط الاستعانة بمعلمين حقيقيين لديهم خبرة في العملية التعليمية والتأكد من سيرتهم الذاتية .

وفي الوقت نفسه حذر من انتشار الملصقات الإعلانية التي تحمل اسماء معلمين خصوصيين غير مؤهلين ولا يملكون دراية واسعة بالمناهج مما ينعكس ذلك سلبيا على الطالب فلابد لولي الامر من التأكد من ذلك قبل الاتفاق مع المعلم الخصوصي .
وحذر أيضا من نوع آخر من المعلمين الخصوصيين والذين يدعون معرفتهم بأغلب المواد التعليمية، أو ما يسمى بالمعلم ” الكشكول ” وهذا هدفه مادي بحت على حساب فهم الطالب .

حزمة سلبيات

وأوضح المواطن فهد العوذلي، أن الدروس الخصوصية لها حزمة من السلبيات ربما لم يفكر بها ولي الامر ومنها إمكانية تفشي فيروس كورونا لأن هؤلاء المعلمين سيتنقلون من منزل لآخر وكذلك يصبح الطالب في الأعوام المقبلة يعتمد على المعلم الخصوصي وهذا ينعكس على أدائه في المدرسة مستقبلا.
من جانبها أوضحت ام ماريا أحمد أن منصة مدرستي حقل تقني أطلقته وزارة التعليم من أجل الأبناء في مختلف المراحل الدراسية وهي وسيلة تقنية مؤسسة بالعلم والمعرفة ولكن طلاب مرحلة الأساس في حاجة إلى المدرس الخصوصي رغم أن الدروس الخصوصية تعلم الطلاب الكسل والإعتماد على الآخر فضلا عن انها هدر للمال كما أن المدرس الخصوصي ينتقل من منزل لآخر وربما يكون وسطا لنقل فيروس كورونا.

وأضافت أن الدروس الخصوصية ربما تكون أجدى للطلاب من سن 6 إلى 12 عاما .
ويرى محمد الرشيدي أن جائحة كورونا وما تبعها من تعليق الدراسة وعودة الدراسة عن بُعد أثرت على مستوى أبنائه، وأنه حريص على استقطاب معلمين من أصحاب الكفاءة العالية لمساعدة أبنائه في استرجاع ما درسوه وتنشيط ذاكرتهم، خصوصاً أنهم في الصفوف الأولية، مشيراً إلى أنه سيتخذ مع المدرسين الخصوصيين أعلى درجات الإجراءات الاحترازية في جانبي الفحص والوقاية.


دخل مادي

فيما اعتبر المعلم علي عتيبي الزهراني ” خريج جديد ” أن التعليم عن بعد فتح لهم ولكثير من الخريجين دخلا ماديا جيدا من خلال الدروس الخصوصية لاسيما في ظل رغبة أولياء الامور في رفع مستوى اولادهم التعليمي وسد الفجوة لعدم الحضور للمدرسة وأخذ الدروس بشكل مباشر مع المعلمين.
واضاف انا اعتبر التعلم عن بعد مسار جيد وتقنية ستكون لها أثر إيجابي بالنسبة لمخرجات المستقبل من الطلاب والطالبات حتى سوف ينشأ جيل مدعم بالخبرات التقنية.

أبجدية القراءة

المعلم علي الحربي قال: في ظل التعليم عن بعد فقد راج سوق الدروس الخصوصية وهذا شيء طبيعي لأن الدروس الخصوصية اصبحت من ضمن الخيارات لأولياء الأمور في ظل عدم وجود التعليم المباشر لكن اتصور أن طلاب مرحلة الأساس في حاجة إلى المعلم الخصوصي ما يدفع الآباء بالبحث عن مدرس أو مدرسة خصوصية لتعليم ابنائهم أبجدية القراءة والكتابة.
وأضاف لكن لا اتوقع ان المدرس يفيد طلاب المراحل المتقدمة لوجود وسائل بديلة كما أن طلاب المرحلتين المتوسطة والثانوية لديهم المقدرة على التعامل مع التقنية الحديثة في الفصول الافتراضية كما أن الطلاب الجامعيين لديهم برامجهم الخاصة اشبه ما تكون بالدورات التعليمية واعتقد أن التعليم المباشر مفيد بالنسبة لطلاب الصف الاول الابتدائي لتعليم القراءة والكتابة

واخيرا التعليم عن بعد بحاجة إلى تكاتف الجميع سواء على مستوى الجهات الحكومية او القطاع الخاص شركات أو أفرادا لضمان التحصيل العلمي للطالب فهم مكملون للعملية التعليمية وهذا مايهم المعلم أو المعلمة.


وقال المعلم طارق الشمراني في ظل جائحة ازمة كورونا تحول التعليم من تعليم حضوري في المدارس ومتابعة مباشرة من قبل المدرسة والمعلمين إلى تعليم عن بعد عبر منصة مدرستي وهي وسيلة جديدة على كثير من اولياء الامور والطالب وفي اعتقادي أنه بمرور الوقت فإن التعليم عن بعد سيكون شيئا عاديا بالنسبة للطلاب وأولياء أمورهم.
وأشار المعلم حسن بريك نصار المحمادي في ظل التعليم عن بعد انطلقت إعلانات الدروس الخصوصية لذا يجب على الاباء والامهات تكثيف الجهود في دراسة الابناء وربما تكون المسألة بها صعوبة في البداية ولكنها سوف تصبح من الأمور العادية في المستقبل.

ومن جانبها قالت المعلمة مستورة الزهراني إن قرار الدراسة عن بعد هو قرار استثنائي جعل التعليم عن بعد حقيقة يعكس ويؤكد مدى اهتمام القيادة بسلامة الطلاب والطالبات ويعزز التكامل بين مؤسسات الدولة ويشجع على استثمار التقنية في التعليم ومتابعة كل التطورات وتدريب الطلاب على قيم المواطنة الرقمية ربما يكون هناك انتشار للدروس الخصوصية حتى وإن كانت على نطاق ضيق فهذا يدل على رغبة أولياء الأمور برفع مستوى تحصيل الطلاب العلمي وأيضا لانشغال الوالدين سواء بالعمل أو غيره وربما لعدم معرفتهم بالتقنيات الحديثة فهناك من يعاني من ظروف عائلية وربما صعوبة المادة العلمية قد تستوجب على الأسر إحضار مدرسين خصوصيين وقد يراه بعض المعلمين نوعا من الترف ويجب التوقف عن ذلك حتى لاتتحول إلى ظاهرة وذلك لوجود بدائل للتعليم.
وقالت المعلمة منى السلمي في ظل التعليم عن بعد فقد راج سوق الدروس الخصوصية ولكن أعتقد أن منصة مدرستي توفر كل المعارف والمعلومات الدراسية للطلاب.

حجر الزاوية

من جهته قال الاقتصادي الدكتور عصام خليفة لاشك ان التعليم عن بعد الذي بدأت فيه وزارة التعليم حرصا منها على صحة ابنائنا وبناتنا يشكرون عليه، مشيرا الى ان أولياء الامور يعتبرون حجز الزاوية المهم في هذه المسيرة لمتابعة ابنائهم اثناء دخول المنصة وتلقي الدروس.
وقال ان انتشار معلمي الدروس الخصوصية امر طبيعي جدا فهم موجودون سابقا وينتشرون قبل ايّام الاختبارات ولكن في هذا العام بدأوا منذ بداية العام الدراسي بسبب ما افرزته (كورونا ) وحرص أولياء الامور على رفع مستوى اولادهم.
واضاف من ناحية اقتصادية لاشك انها كلفة اقتصادية أضيفت الى ميزانية الاسر بسبب ارتفاع أسعار المعلمين وطول الفترة وذلك بسبب تعويض الفاقد من الدروس وخاصة في المواد العلمية.

وأشار الى ان متابعة الابناء اثناء الدخول على المنصة التعليمية وايضا متابعة القنوات التلفزيونية التعليمية الاخرى يسهم بشكل كبير في تقليل الاعتماد على الدروس الخصوصية.
واستطرد أن الدروس الخصوصية استغلالا ماديا للطلاب وأولياء الأمور مع مبالغة المعلمين والمعلمات في أسعار الحصص. وأضاف: منصة عين التعليمية تعرض دروسا في مختلف المواد والمراحل الدراسية، ويقدمها نخبة من المعلمين المميزين، وتغني عن الدروس الخصوصية، ويستطيع الطالب الاستزادة في الدروس في أي وقت وفي أي مكان دون الحاجة للمعلم الخصوصي، فضلا عن أن بعض المنصات التعليمية تقدم الدروس بطرق مختلفة وجاذبة ومحببة لدى الطلاب. وطالب أولياء الأمور بتشجيع الطلاب على الدروس الإلكترونية والتقنية.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *