الدولية

تعنت «حزب الله» يغرق لبنان في الأزمات

البلاد – مها العواودة

أجمع خبراء ومختصون اقتصاديون على أن خطاب أمين عام “حزب الله” حسن نصر الله، الذي تهجم فيه على بعض الدول الغربية والعربية التي تدعم لبنان وتساند منكوبيه، وتأكيده على التمسك بسلاح الحزب تحت زعم المقاومة في ظل الأزمة السياسية والاقتصادية المستشرية التي يعيشها لبنان خاصة بعد انفجار بيروت المروع، يأتي سعياً من الحزب الإرهابي لإلحاق اقتصاد لبنان باقتصاد إيران المهترئ، وتعميق أزمات البلد المنكوب الواقع تحت الهيمنة الإيرانية، ورغبة منه في استمرار خلق العداوات مع الدول الشقيقة والصديقة المساندة دائماً للبنان للاستفراد به.


ووصفت المتخصصة في الاقتصاد بالجامعة الأمريكية الدكتورة ليال منصور، ماجاء في خطاب حسن نصر الله بـ”الغباء السياسي” الذي سيغرق لبنان في وحل الهلاك الاقتصادي، وأنها تهديدات يعيشها لبنان منذ زمن طويل أوصلته إلى الإفلاس، مؤكدة أنه أسوأ خطاب في التاريخ يمكنه أن يؤثر سلبياً على اقتصاد لبنان في ظل اشتداد أزمات البلد، إضافة إلى خلقه لبيئة اقتصادية معادية للدول العربية الشقيقة المساندة والمساعدة للبنان.

وأشارت منصور، إلى أن ذلك يؤكد عدم اهتمام الحزب بالأزمة الاقتصادية التي يعيشها لبنان وينكوي بنارها كل الشعب الذي بات يتضور جوعا وفقرا، إضافة إلى سعيه لخلق بلد متقوقع عدواني ضد الدول العربية والغربية في الوقت الذي لبنان هو بأمس الحاجة للمساعدة، موضحة أن الخطاب عكس كذلك تعنت الحزب وعدم رغبته في التعاون مع النداءات الدولية والإصلاحات، ومضيه في عمليات التهريب إلى سوريا عبر أكثر من 100 معبر غير شرعي مع حدودها.

وقالت إن خسائر انفجار مرفأ بيروت قد تتجاوز 15 مليار دولار، إضافة إلى خسارة توقف عمليات الاستيراد والتصدير التي تشكل 80 % للبلد عبر هذا المرفأ، موضحةً أن إعادة بناء المرفأ المدمر تحتاج أكثر من 10 مليار دولار، إضافة إلى الخسارة غير المتوقعة جراء تجميد العمل بسبب الكارثة التي دمرت نصف العاصمة تقريبا، معتبرة أن مرفأ طرابلس ومرفأ صيدا من الممكن أن يقوما بدور مرفأ العاصمة بيروت، وانطلاقاً من ذلك ترى ضرورة تعمير مدينة سياحية كبرى بدلاً من المرفأ الذي يستخدمه الحزب لأعمال إرهابية خلخلت استقرار البلد ودول الجوار.

وشددت على حاجة لبنان الملحة إلى مساعدة صندوق النقد الدولي والمساعدات الخارجية في إعادة الإعمار والترميم من أجل تحسين الأوضاع الاقتصادية، في ظل تقلص وانكماش الاقتصاد اللبناني، وانخفاض عمليات الاستيراد والتصدير إلى 50 %، وكذلك القوة الشرائية إلى 80 %، وتخطي نسبة البطالة 50 % ، إضافة إلى تحذيرات دولية صدرت قبل الانفجار بأيام قليلة حذرت من مجاعة تؤدي إلى الموت في لبنان.

من جانبه، أكد الخبير الاقتصادي فراس السنيورة، أن ماجاء في خطاب حسن نصر الله يعكس حالة الضيق والقلق التي يمر بها الحزب الإرهابي الماضي في التآكل في ظل عدم مرور المساعدات عن طريق الدولة، والتي باتت توزع عن طريق المؤسسات الأهلية وبشكل مباشر على المحتاجين والمتضررين، إضافة إلى تواجد سفن أمريكية وفرنسية قبالة شواطئ بيروت ستفرض مراقبة على واردات حزب الله الأمر الذي أربك الحزب.

ويرى أن استمرار جسور الإغاثة إلى لبنان انعكس بشكل إيجابي على انخفاض قيمة الدولار مقابل الليرة والأمر مرشح للاستمرار بحكم وصول المساعدات تباعاً، إضافة إلى التحسن الملحوظ في القطاع المصرفي، مستدركاً أن ذلك آني مالم تحل الأزمة السياسية والاقتصادية بشكل جذري.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *