شرم الشيخ ــ وكالات
أكد البيان الختامي للقمة العربية الأوروبية، تجديد التزام كل من جامعة الدول العربية والاتحاد الأوروبي بالعمل الفعال والتنسيق المشترك لمواجهة التحديات العالمية والإرهاب، الذي يهدد أمن واستقرار دول المنطقتين اللتين تمثلان 12% من سكان العالم.
واختتمت القمة العربية – الأوروبية أعمالها، بمدينة شرم الشيخ المصرية، تحت شعار “الاستثمار في الاستقرار” بحضور رؤساء وزعماء أكثر من 25 دولة أوروبية وعربية.
ورحب البيان الختامي باتفاق ستوكهولم بين الحكومة اليمنية ومليشيا الحوثي الانقلابية، خاصة فيما يتعلق بقرار وقف إطلاق النار في الحديدة، فضلاً عن قرارات مجلس الأمن رقم 2452، و2451، و2261، مطالباً كل الأطراف المعنية بالعمل من أجل البناء بهدف تحقيق تسوية سياسية جامعة لكل أبناء اليمن، مع ضمان تدفق الإمدادات الإنسانية والتجارية للشعب اليمني.
وحول الأزمة السورية، ثمن القادة العرب والأوروبيون أية تسوية مستدامة تتطلب عملية انتقال سياسية حقيقة طبقاً لإعلان جنيف عام 2012 وقرارات مجلس الأمن ذات الصلة، وبالأخص قرار 2254 لمجلس الأمن، مشددين في البيان الختامي على ضرورة محاسبة كل المسؤولين عن جرائم انتهاكات حقوق الإنسان، ما يستدعي تطوير السياسيات وفقاً للتقدم الملموس من التسوية السياسية للأزمة السورية.
كما أعرب المجتمعون بالقمة العربية – الأوروبية عن دعمهم للجهود الأممية لتسوية الأزمة الليبية وتنفيذ الاتفاق السياسي الليبي، مطالبين كل أطراف الأزمة بالانخراط في جهود الأمم المتحدة الرامية للوصول إلى عملية التحول الديمقراطي، ووقف التصعيد الذي يخل بالأمن ويعيق الاستقرار بالمدن الليبية.
وأوضح البيان الختامي أن المواقف المشتركة من عملية السلام في الشرق الأوسط وما يتعلق بوضع القدس، مؤكداً عدم شرعية المستوطنات الإسرائيلية بالأراضي الفلسطينية، وضرورة الالتزام بحل الدولتين وفقاً لقرارات الأمم المتحدة عام 1967، وما يشمله من القدس الشرقية والتوصل إلى سلام عادل وشامل بين الطرفين عبر المفاوضات المباشرة.
وأوصى البيان بضرورة وضع آلية لحماية المنطقتين من مخاطر الإرهاب والتطرف، ما يتطلب تنسيق الجهود وفقاً للقانون الدولي لمنع انتشار الأسلحة غير المشروعة والجريمة المنظمة،
مشدداً على أهمية منع المسلحين الأجانب عبر الحدود إلى أوروبا، إضافة إلى منع انتشار الأسلحة النووية، وإخلاء منطقة الشرق الأوسط من أسلحة الدمار الشامل.
وشدد البيان على أن التفاعلات الثقافية والشراكة القوية تعزز التعاون الإقليمي الذي يعد مفتاح التعاطي مع كل التحديات المشتركة التي تواجهها دول الاتحاد الأوروبي والدول العربية، لدعم السلام والأمن والاستقرار، إضافة إلى خلق فرص جديدة للشباب والنساء في المجتمعات العربية والأوروبية، مشيراً إلى التزام كل الأطراف بأجندة التنمية المستدامة 2030.
وأوضح أن قضية الهجرة تمثل ظاهرة تستوجب المواجهة، ما يستدعي حماية دعم اللاجئين بموجب القانون الدولي واحترام كل جوانب قانون حقوق الإنسان الدولي، ومكافحة الهجرة غير الشرعية وكل أشكال التحريض على الكراهية والاتجار في البشر.
كما أكد البيان الختامي أهمية التعزيز الاقتصادي بين الجانبين، وإرساء قواعد قوية للاستثمار والتنمية المستدامة، ما يحقق التنمية المصلحة المشتركة ويخفض نسبة البطالة في المنطقتين، منوهاً بأهمية التوافق حول تسوية للأزمات السياسية الإقليمية.
وكان الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي افتتح أعمال القمة العربية – الأوروبية الأولى في مدينة شرم الشيخ المصرية، التي تشهد حضوراً دبلوماسياً ضخماً.
وقال السيسي في كملته بالجلسة الافتتاحية، إن خطر الإرهاب بات يستشري في العالم أجمع كـ”الطاعون”.
وأشار الرئيس المصري إلى أن ما يجمع المنطقتين العربية والأوروبية يفوق ما يفرقهما، وأنهما يواجهان تفاقم ظاهرتي الهجرة والإرهاب.