كنت من أوائل من رحب باستحداث قناة (ذكريات) التي أطلقتها هيئة الإذاعة والتلفزيون، قبل بضعة أشهر، بتوجيه من معالي وزير الإعلام المكلف رئيس مجلس إدارة هيئة الإذاعة والتلفزيون د. ماجد بن عبدالله القصبي، استشعاراً منه بأهمية ما تمر به المملكة من تبعات “فايروس كورونا المستجد” لتشارك المواطنين والمقيمين، الذين التزموا المكوث في منازلهم خلال هذه الأزمة، بإعادة عرض برامج تلفزيونية لزمنٍ صنع أيامنا ولا تزال قلوبنا تنبض له وفاءً (وإيماناً من هيئة الإذاعة والتلفزيون بما تملكه من إرث كبير في ماضينا الجميل، وما فيه من ثقافة وترفيه، فقد خصصت الهيئة جزءاً كبيراً منه للمشاهدين في منازلهم لتكون بادرة تجمع الأحبة، وتخفف من وطأة تبعات البقاء في المنازل لقضاء أوقات مليئة بالذكريات وأمتع اللحظات).
وتحتفي “ذكريات” الجديدة بإرثنا الكبير وزمن الروائع الذي بدأ أواخر السبعينات وحتى بداية الألفية، حيث تستعرض أجمل وأكثر برامج ومسلسلات الأمس التي أسهمت في صناعة جيل الثمانينات والتسعينات إلى بداية الألفية”.
ومن البرامج العديدة التي تم عرضها في هذه القناة “مسرح التلفزيون” الذي غنى على خشباته ألمع نجوم الفن والطرب في السعودية، في ستينيات وسبعينيات وثمانينيات القرن الماضي والذي اكتشفت فيه الكثير من المواهب الشابة، والتي أصبحت فيما بعد نجوماً في الفن والمسرح”.
والحق أن فكرة استحداث هذه القناة كانت في محلها، وحققت الهدف الذي وجدت من أجله، وسدت فراغاً كبيراً بالنسبة لتبعات البقاء في المنازل خلال أزمة كورونا المستجد، وأعادت إلى المواطنين ذكريات ما زالت أصداؤها الجميلة عالقة في أذهانهم، تتجدد مع مرور الأيام والأعوام، منها ما كان يعرض في مسرح التلفزيون في تلك الفترة لألمع نجوم الفن والطرب، في السعودية والذي اكتشفت فيه الكثير من المواهب وأصبحت نجوماً فيما بعد في الفن والمسرح.
ومما يناسب ومستقبل المسرح السعودي ما نُشر بهذه الجريدة بتاريخ 2/ 12/ 1441هـ بعنوان (المسرح السعودي يعزز الوعي وهوية المجتمع) وما ورد في ثناياه، للكاتبة والمتخصصة في المسرح حليمة مظفر، من خلال إجابة لها عن المسرح قولها: إن المسرح السعودي والمواهب الجديدة بحاجة إلى الدعم والتشجيع فضلاً عن صقل مواهبها ليكون عطاؤها متميزاً ولتكون مؤهلة لتشكيل صناعة مسرحية محلية لها حضورها الآسر، إضافة إلى أن المسرح السعودي بحاجة إلى تهيئة وبنية تحتية، تستوعب الفرق المسرحية على اختلاف مدارسها.
ومما يؤكد اهتمام الوزارة بالمسرح وما خطط له (محلياً وثقافياً وفنياً) ما أعلنته الوزارة أخيراً عن تشكيل مجلس إدارة هيئة المسرح والفنون الأدائية برئاسة صاحب السمو الأمير بدر بن عبدالله بن فرحان وزير الثقافة ونائبه حامد بن محمد الفايز، عضواً ونائباً لرئيس المجلس وعضوية كل من الدكتورة/ ملحه بنت عبدالله مزهر والدكتورة/ مائسه محمد الصبحي وعبدالله بن فهد السناني، وسيمون فولر ونضال الأشقر، وسيتولى المجلس الذي تمتد عضويته ثلاث سنوات، قابلة للتجديد إصدار القرارات اللازمة لتحقيق أهداف الهيئة وفق صلاحياته، إضافة إلى إشرافه على تنفيذ استراتيجياتها وإقرار السياسات المتعلقة بنشاطها ووضع اللوائح والأنظمة والإجراءات الفنية والتخطيط للبرامج التي تسير عليها أعمالها.
خاتمة:
ومما تقدم “فالأمل معقود على وزارة الثقافة وهيئة المسرح بتقديم ما يجعل المسرح السعودي بارزاً يمثل إدارة ثقافية تعزز الوعي وهوية المجتمع” وتحقيق مخرجات رؤية (2030) المنظمة لعملية الترفيه حاضراً ومستقبلاً “ثقافياً وفنياً ومسرحياً” وبالله التوفيق،
Ali.kodran7007@gmail.com