جدة ـ عادل بابكير
على مساحة تتجاوز 136 ألف كيلومتر مربع تجتمع كل مقومات الطبيعة الجغرافية الجاذبة في منطقة تبوك شمال غرب المملكة لتشكل جمالاً لها بصورة قل نظيرها في المنطقة، ففي أكناف تبوك يلتقي البر بالبحر، والوادي بالشجر، والرمل بالحجر، ومن باطنها تخرج سنويًا 19 مليون زهرة ينتظرها عشاق الورد داخل المملكة وخارجها.
ويبحث عدد من هواة الرحلات البرية في منطقة تبوك مع أسرهم عن الاسترخاء والهدوء في فضاء البر الشاسع ما بين مركز شرما ومدينة تبوك وهضبة حسمى التي تبعد عن تبوك نحو 80 كيلومترًا باتجاه محافظة حقل التي تتميز برمالها الطبقية القديمة واعتدال أجوائها في الصيف، وإلى الجنوب الشرقي من تبوك تقع محافظة تيماء المعروفة بآثارها وتاريخها الذي يضم بين أسطره مجموعة من أهم المواقع الأثرية، يقابل ذلك وجهة مثالية لمحبي البحر ورياضة الغوص في المنطقة على سواحلها التي تمتد على مسافة 700 كم، وتمثل ما نسبته 18 % من أصل سواحل المملكة.
وتتبدل الفصول الأربعة كل عام لكن تبوك بقيت بجمالها الخاص بكل فصل على مدار العام لتصبح إحدى أهم المناطق السياحية في المملكة، فهي إلى جانب ذلك تمتاز بموقع إستراتيجي منحها إطلالة فريدة على البحر الأحمر،ولوديان تبوك قصص تداعب مخيلة الإنسان مثل: الوادي الأخضر الذي تصب فيه أودية كثيرة، وأودية: أتانة، البقار، حسمى، وضم، وأبو نشيفة، فعند حضور النهار يتسابق الباحثون عن التخييم عليها وإذا دنى الليل من تبوك ذهب المتنزه في الوادي إلى أجواء التمعن في جمال النجوم التي تتلألأ في كبد السماء والقمر من حولها يُلقي بضيائه الأبيض على الوادي في مشهد كوني بديع يُبهر الناظر إليه، وما بين زخات الشهب ولمعة الكواكب يهيم السامر مع نسمة الوادي في دُجى الليل المظلم متفكرًا في إبداع الخالق عز وجل.
وتتمتع مياه البحر في تبوك بتنوع أحيائي أسهم في جعلها محلاً جاذبًا لهواة الصيد والغوص من مختلف الجنسيات، ولا يقف جمال المكان في تبوك عند هذا الحد فحسب، بل يتعداه ليصل إلى الصحارى التي ترتسم كلوحة من الألوان والتشكيلات الطبيعية الأخاذة وكذلك الجبال الشامخة في منطقة الديسة، والزيتة المطرزة بمعالم أثرية تعود لحضارات إنسانية قديمة.