البلاد – رضا سلامة
لم تترك إيران تضليلها وخداعها للعالم، بل واصلته أمس (الاثنين)، بنقلها لسفينة حربية “وهمية” شبيهة بحاملات الطائرات الأمريكية من طراز “نيميتز” إلى مضيق هرمز، فيما يبدو أنه تمهيد لمناورة بحرية ستُغرق خلالها النسخة المُزورة، في إطار حملة تضليل وخداع لادعاء قوة زائفة وترميم صورة النظام المهترئة، بفعل ضربات متتالية تلقاها الملالي دون رد حقيقي، فيما واصل النظام قمعه للداخل بإصدار 8 أحكام إعدام بحق متظاهرين إيرانيين.
وأظهرت صور للأقمار الصناعية نشرتها صحيفة “تليجراف” البريطانية، أمس، سحب إيران قطعة بحرية “وهمية” من ميناء بندر عباس إلى مضيق هرمز، في خطوة يعتقد أنها تجهيز لتدريبات عسكرية سيجري خلالها إغراق “النسخة المُقلدة” لإظهار قوة مدعاة للرأي العام الإيراني، بعد سلسلة صفعات للنظام في الداخل والخارج. ويشبه النموذج الإيراني الجديد نموذجًا سابقًا تم استخدامه في فبراير 2015 خلال مناورة عسكرية إيرانية، جرى أثناءها مداهمة حاملة الطائرات “المزيفة” بقوارب سريعة تطلق رشاشات وصواريخ، ومن ثم استهدافها وتدميرها.
وفيما كانت مناورة 2015 محاولة إيرانية للضغط لإبرام الاتفاق النووي مع القوى العالمية الست، تأتي المناورة المرتقبة بعدما تداعى الاتفاق وأصبح بلا جدوى بعد انسحاب الولايات المتحدة منه عام 2018، وعجز الأطراف الخمسة الآخرون عن تخفيف وقع العقوبات الأمريكية على إيران، التي باتت محاصرة بين عقوبات لا تتحملها واتفاق لا تستطيع مغادرته بشكل صريح أو كلي، تجنبًا لانضمام أطراف الاتفاق أو بعضهم لحملة الضغط الأقصى الأمريكية على إيران. كما يأتي الاستعراض الإيراني الزائف لتغطية ضعف نظام الملالي الذي بات أقرب للسقوط أكثر من أي وقت مضى، فقبل أيام، اعترضت طائرة مقاتلة أمريكية رحلة تابعة لطيران “ماهان” فوق سوريا، التي تشهد بصورة متكررة ضربات للقوات والميليشيات الإيرانية المتواجدة على أرضها، وفي العراق يعمل الكاظمي على تلجيم عدوان الميليشيات وحصر السلاح بيد الدولة، وفي لبنان أصبح سحب سلاح حزب الله مطلبًا جماهيريا، بينما يتصاعد الرفض الشعبي اليمني ضد إرهاب وإجرام ميليشيات الحوثي، وفي الداخل الإيراني تتعرض منشآت استراتيجية مرتبطة بالبرامج النووية والصاروخية والعسكرية لتفجيرات وحرائق غامضة، من بينها محطة نظنز النووية، التي اعترفت السلطات بتعرضها لاستهداف خارجي.
ورغم ضعف نظام الملالي إلا أنه يواصل حملات القمع ضد الإيرانيين مستأسدًا على المدنيين العزل والمتظاهرين والمعارضين السلميين، إذا أكدت محكمة أصفهان صدور حكم الإعدام بحق 8 متظاهرين إيرانيين لإسكات صوت الحق. وكانت إيران أعلنت، قبل 10 أيام، تعليق تنفيذ حكم الإعدام بحق 3 شبان لمشاركتهم في احتجاجات نوفمبر الماضي، بعد إدانات دولية واسعة وتدخل الرئيس ترمب معبرًا عن رفضه أحكام الإعدام الصادرة بحقهم، بينما قال خبراء حقوق الإنسان التابعون للأمم المتحدة، إن الشبان الثلاثة، أمير حسين مرادي وسعيد تمجيدي ومحمد رجبي، أكدوا تعرضهم للتعذيب لانتزاع اعترافات منهم، تم استخدامها فيما بعد ضدهم خلال المحاكمات الجائرة. وبحسب منظمة العفو الدولية، فإن العديد من المعتقلين أثناء الاحتجاجات في إيران معرضون حاليًا لخطر التعذيب والسجن الطويل وأحكام الإعدام.