البلاد – رضا سلامة
وجه رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي ضربة جديدة لمصادر تمويل إيران ومليشياتها بإحكام سيطرة الدولة على 14 منفذًا حدوديًا، فيما واصلت الولايات المتحدة فضح ممارسات الملالي بالتنديد بنهبهم ثروات الإيرانيين في وقت تشهد البلاد أزمة اقتصادية متفاقمة وتوسع للاحتجاجات العمالية، محذرة النظام من التدخل في الانتخابات الرئاسية الأمريكية المقبلة.
وكلف الكاظمي، أمس السبت، الجيش العراقي بحماية 14 منفذًا بريًا وبحريًا وخول القوات الماسكة للمنافذ بجميع الصلاحيات ومحاسبة أية جهة تتجاوز، في إشارة للميليشيات الموالية لإيران التي كانت تهدر على الدولة العراقية ما بين 10 و14 مليار دولار سنويًا من مستحقات المنافذ، التي كانت تحصل فقط 2 مليار دولار.
وذكرت قيادة العمليات المشتركة أنه “بناءً على توجيهات رئيس مجلس الوزراء القائد العام للقوات المسلحة، لمسك المنافذ الحدودية كافة وتنفيذ القانون فيها، ومكافحة التجاوزات وظواهر الفساد واهدار المال العام، شرعت قيادة العمليات المشتركة بتخصيص قوات امنية لجميع المنافذ”، موضحة أن “المنافذ البحرية هي أم قصر الشمالي والأوسط والجنوبي وخور الزبير، بينما المنافذ البرية هي الشلامجة وبدرة والمنذرية وسفوان والقائم وطريبيل والشيب وزرباطية وأبو فلوس، لافتة إلى أنه بهذا الأمر فقد أصبحت عشرة منافذ برية وأربعة بحرية بحماية كاملة، مشددة على أن القوات مخولة بجميع الصلاحيات القانونية لمحاسبة أي تجاوز من أية جهة كانت.
يأتي هذا في إطار مساعي الكاظمي لمكافحة فساد المليشيات الإيرانية وتفلت سلاحها، رغم أنه واجه هجمة شرسة من الميليشيات في الآونة الأخيرة، على خلفية مداهمة قوة من جهاز مكافحة الإرهاب الشهر الماضي لمركز لعناصر حزب الله العراقي، حال تجهيزهم لعدوان صاروخي على مقرات حكومية وأجنبية.
وفيما يُحكم الكاظمي الحصار على الميليشيات الإيرانية لكف يدها عن نهب موار البلاد، نددت واشنطن بعدم اكتراث نظام الملالي بمعاناة الإيرانيين والأزمة الاقتصادية الطاحنة في البلاد، في وقت يواصل المرشد خامنئي توسيع إمبراطوريته الاقتصادية التي شيدها من الاستيلاء على المال العام.
وقالت وزارة الخارجية الأمريكية على حسابها باللغة الفارسية: “اليوم هو الأربعون على التوالي لاحتجاج عمال شركة هفت تبة لقصب السكر على المصاعب الاقتصادية التي تفرضها عليهم إدارة الشركة الجديدة، بموافقة ضمنية من النظام الذي ينهب ثروات الإيرانيين”، ونددت الوزارة بتبديد النظام لموارد البلاد على المغامرات الخارجية والميليشيات العميلة، بدلًا من مساعدة الإيرانيين، مشيرة إلى أن معاناة عمال شركة هفت تبة لقصب السكر واحتجاجاتهم المتواصلة مثال واضح على ذلك.
وكانت السفارة الأمريكية في بغداد قد كشفت أن ثروة خامنئي تقدر بـ200 مليار دولار، مشيرة إلى أن الفساد يستشري في جميع مفاصل النظام الإيراني، بدءًا من القمة، بينما ترزح نسبة كبيرة من الشعب تحت وطأة الفقر، بسبب الوضع الاقتصادي المزري الذي وصلت إليه إيران بعد 40 عامًا من حكم الملالي، بينما سبق لوزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو، وصف قادة النظام الايراني بـ”عصابة المافيا”، خلال استعراضه لقائمة من السرقات وعمليات الاختلاس ونهب الثروات التي قام بها خامنئي وأتباعه، منوهًا إلى أن”ثراء زعماء إيران وفسادهم يظهران أن إيران تدار من شيء يشبه المافيا وليس من حكومة”، مؤكدًا أن “هؤلاء الرجال الأشرار المنافقين ابتدعوا جميع أنواع الطرق الملتوية ليصبحوا أغنى الرجال على وجه الأرض، بينما يعاني شعبهم”.
إلى ذلك، حذرت واشنطن إيران من التدخل للتأثير على مجريات الانتخابات الرئاسية الأمريكية المقبلة، واصفة طهران بأنها “لاعب ناشئ” في الحملة الانتخابية، تسعى لنشر معلومات كاذبة و”محتوى معادٍ لأمريكا”.
ووفقًا لصحيفة “نيويورك تايمز”، قال بيان لويليام إيفانينا، مدير المركز الوطني للأمن ومكافحة التجسس (NCSC)، إنه فيما يخص الانتخابات “مصدر قلقنا الرئيسي هو الصين وروسيا وإيران، ونقلت الصحيفة أن مسؤولين أمريكيين يعتقدون أن إيران تنوي التدخل ضد إعادة انتخاب ترمب، وآخرون يتوقعون مهاجمة إيران ناقلات نفط في خريف هذا العام لإحداث طارثة اقتصادية، مشيرين أن لإيران فرصة محدودة للتأثير عبر مثل هذه الهجمات.