الدولية

أردوغان يدلّس الحقائق للبقاء في السلطة

القاهرة – عمر رأفت

أكاذيب وتدليس وطمس للحقائق، هي الأساليب التي يستخدمها الرئيس التركي رجب طيب أردوغان لخداع شعبه، لتمرير أجندته العدوانية الخارجية، منذ أن ظهر على الساحة السياسية في تركيا وتحديداً منذ عام 2004، يحاول الرئيس التركي بشتى الطرق التحايل على الشعب التركي من أجل حشده لصفه حتى لو كان هذا عن طريق الخداع باسم الدين، إذ تداول عدد من نشطاء مواقع التواصل الاجتماعي في “تويتر” مقطع فيديو لأردوغان، يشبه فيها نفسه بالسلف الصالح أثناء الانقلاب الزائف في 2016، والذي قالت المعارضة التركية: إنه كان يعلم به من الأساس، ما جعله سخرية بين شعبه ودول العالم.

ولم تكن تلك الحادثة الأولى من نوعها، بل لأردوغان الكثير من المواقف الذي أظهر فيها تضليله، ومنها السياسية لكسب ود شعبه، الناقم عليه بسبب وعوده الزائفة التي من بينها أن تركيا ستصبح أحد أكبر 10 اقتصادات في العالم، غير أن الواقع يؤكد تدني الأوضاع الاقتصادية وتراجعها باستمرار، وفقا لوكالة “بلومبيرج”، التي بينت في أحدث تقاريرها أن شعبية الرئيس أردوغان تراجعت في بلاده بالتزامن مع تضرر الاقتصاد، وأنه أدى إلى اقتناص منافسيه المحافظين الفرصة للحصول على أصوات الناخبين.

وخدع أردوغان شعبه بأنه وفر له حافلات نقل عامة من الطراز الرفيع لأول مرة أثناء فترة توليه رئاسة بلدية إسطنبول، بيد أن السجلات الرسمية تشير إلى انطلاق أول حافلة عامة لنقل الركاب في مدينة إسطنبول كان عام 1955، وليس في عهد أردوغان كما زعم، بينما واصل الرئيس التركي تضليل المرتزقة والمليشيات متاجراً بالدين، ومغرياً لهم بالأموال للقتال في ليبيا ولم يف بوعوده معهم ما جعل معظمهم يتمردون عليه ويطالبون بإرجاعهم إلى سوريا.

وحسب تقرير لصحيفة ذا “إنڤستيجيتيڤ چورنال”، لجأ الرئيس التركي لعملية غسيل مخ للميلشيات بحيث أصبحوا مقتنعين أنهم مسافرون لمواجهة الجيش الروسي في ليبيا وليس الجيش الليبي، وأن هذا امتداد طبيعي لمعركتهم في سوريا، وأنهم متوجهون لقتال رجل يكره الإسلام والمسلمين.

وقال المتخصص في الشأن التركي سامح الجارحي لـ”البلاد”: إن أردوغان من الممكن أن يفعل أي شيء من أجل مصلحته الشخصية حتى لو كان عن طريق الكذب وتدليس الحقائق، مشيراً إلى أن للرئيس التركي وقائع كثيرة أثبتت كذبه من أجل مصالحه الشخصية وتنفيذ مخططاته للبقاء في السلطة وحشد الشعب التركي عن طريق المتاجرة بالدين.

إلى ذلك، وصف رئيس أركان الجيش اليوناني، كونستانتينوس فلوروس، تركيا بأنها “عامل مزعزع للاستقرار” في المنطقة، مضيفاً أنها تمثل تهديداً لليونان وللوضع الراهن بمنطقة شرق المتوسط.

وأكد أن قواته مستعدة للدفاع عن وحدة أراضي بلاده وحقوقها وسيادتها ضد أي تهديد تركي، مشدداً على ضرورة التنسيق بين دول شرق المتوسط للحفاظ على أمن المنطقة ورخاء مواطنيها.

يأتي ذلك، فيما أكد وزير الخارجية الألمانية، هايكو ماس، في كلمة له أمام لجنة الشؤون الخارجية في البرلمان الأوروبي، أن “سلوك تركيا على الصعيد الإقليمي غير مقبول”، معتبراً أن “الإجراءات أحادية الجانب لتركيا في المتوسط مناقضة لسيادة الدول”.

ولفت إلى أن توتر علاقات الاتحاد الأوروبي مع تركيا؛ سببه “تحركاتها في شرق المتوسط وليبيا”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *