رياضة مقالات الكتاب

العبقرية والغرور

من أروع الوثائقيات الرياضية التي يمكن مشاهدتها؛ وثائقي نادي شيكاجو بولز لكرة السلة، بعنوان”الرقصة الأخيرة” الذي يتناول عدة جوانب من مرحلة أسطورية لفريق قد يُعتبر أحد أفضل الفرق الرياضية في التاريخ، حيث أبرز جوانب متعددة لعدد من الشخصيات؛ إداريين ومدربين ولاعبين، ولكن الأبرز كان لابد أن يكون أسطورة اللعبة مايكل جوردان.

عدة جوانب ظهرت في شخصية جوردان؛ أبرزها التنافسية العالية جداً، وكيف كان يمكن ستثارته (إيجابياً) من قبل خصومه، ليحطمهم في أرض الملعب كما فعل اللاعب الكبير ايزياه توماس، وغيره من اللاعبين، ولكن رغم محبة واحترام الجميع لجوردان على الصعيد الشخصي والرياضي، إلا أنهم ذكروا غروره، الذي انعكس تجاه زملائه ، وتحول أحيانا إلى تنمر أو تعد جسدي، كما حصل مع ستيف كيير، ولكن الملاحظ أن هذا الغرور ليس نابعاً من (كراهية) في شخصيته ولكن إلى التنافسية العالية جدًا لديه، التي تجعله يتوقع من الجميع أن يكونوا في مستواه.

الشخصيات التي توصف بالغرور أو المثيرة للجدل(مختلفة كثيرًا عن المجنونة) كرة القدم، ولعل العامل المشترك بينها النجومية والتميز، وقد يتساءل البعض كيف، ومن يمكنه إخراج أفضل ما لدى هؤلاء المجانين (كروياً)؟… شخصياً أرى أن هذا الأمر ليس متوقفاً على الإدارة ، ولكن زملاء اللاعب عند تحليهم بالواقعية والاعتراف بموهبة زميلهم ، وقدرته أن يساعد الفريق، وبدعمهم يتحقق النجاح، وهذا أمر أدركه وطبقه اللاعبون الذين لعبوا مع جوردان. جمهور النادي يلعب دورًا كبيرًا في إخراج أفضل ما لدى النجم، ودائماً ماكنت أرى أن جمهور الاتحاد فجر طاقات كبيرة لدى النجم المغربي أحمد بهجا، أو بمعنى آخر حوّل جنون ، وعبقرية بهجا للتجلي في الملعب، أضف إلى ذلك فالإدارة (المدير الفني والإداريون) لهم دور كبير في كيفية التعاطي الحذر والحساس مع هؤلاء النجوم ، ليس بالتفريق في المعاملة ومبدأ يجوز له مالا يجوز لغيره ، ولكن أقرب ماتكون لشعرة معاوية؛ حيث إنه إدارياً، لاتستطيع أن تساوي بين أفراد فريق العمل، فهناك المبدع، والمجتهد، والعادي، وهناك من مشاكله أكثر من فوائده.

في أنديتنا حالياً، نجم سهل المعشر مع الجميع ، وهناك نجوم قد يظهر لك أنهم شخصيات مُنفرة ، ولكنهم ببساطة مختلفون، يؤدون واجبهم وزيادة في الملعب ، وربما ليس لديهم القدرة على إظهار جانب آخر من شخصيتهم على السطح، أو أنهم لايريدون ذلك؛ لذا لا يجب تحميلهم أكثر من طاقتهم من قبل الجماهير، وعلى إدارة النادي حمايتهم من تجاوزات الإعلام، أو مايحدث في التواصل الاجتماعي؛ لضمان نجوميتهم في الملعب.

بُعد آخر
بروك ليسنر المصارع والرياضي المتعدد المواهب والمتوج في رياضات متعددة، شخصية قليلة الكلام، لدرجة أن مدير أعماله يقوم بكل الكلام ، وليس ذلك جزءا من السيناريو فقط، ولكن باعتراف ليسنر (في إحدى لقاءاته القليلة) بأنه لا يجيد وغالباً لا يحب التواصل مع الآخرين؛ حتى في حياته الخاصة ، ولكن ذلك لا ينتقص من قدراته الرياضية.
@MohammedAAmri

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *