في قائمة العواصم العربية والمدن الثقافية، التي تحرص ممارسة حراكها الثقافي السنوي، وتطول القائمة كتعبير بأهمية هذه الاحتفالية، وفق مواعيد يسبق الإعداد لها، تتناسب مع مواعيد مماثلة لذات المناسبة، فقبل أسابيع احتفلت مدينة الثقافة والجمال “جُدَّة ” بضم الجيم كما تؤكد تسميتها قواميس اللغة ومعاجم العربية، وهي المعركة الثقافية الحاضرة الغائبة، التي حمل لوائها الأديب والمؤرخ الأستاذ محمد حسين زيدان، ذلك الرمز الوطني في ثمانينات القرن الميلادي الماضي،
حينما كان يزورنا بجريدة البلاد في مكتب الأديب الشاعر نائب رئيس التحرير الأستاذ عبدالغني قستي، مستأنساً برأيه في موضوع مقالة له، إذْ يطلب أحد الزملاء بالجريدة ليُملي عليه نص المقال، محذرا الزميل من الوقوع في الأخطاء اللغوية والإملائية، والويل لمن يقع في بعض تلك الهنَّات، وبعد انتقالي لجريدة المدينة كثيرا ما كنت التقي به في مكتب “أستاذي” الأديب القاص محمد صادق دياب، المشرف على العدد الأسبوعي ” الأربعاء” رحم الله الجميع وأسكنهم دار الفردوس الأعلى في جنّات النعيم،
فالثقافة والكتابة الصحفية لأولئك الأدباء، كانت تمثل إنجازا تاريخيا في حياتهم، وعلى أثر هذه الإنجازات تتصدر مقالاتهم الصفحات، برؤى نقدية وأطروحات تتداولها الصحف، في ملاحقها الثقافية ويستمر التفاعل معها، في أوساط النخب الأدبية، تنتقل معهم أينما ذهبوا برؤية فكرية قلما تجد لها مثيلاً في كثير من الأوساط الأدبية.
وفي نادي جدة الأدبي الثقافي عندما كان في طريق المدينة النازل، ويقيم محاضراته الأدبية بفندق العطاس بالكندرة، لكبار الأدباء ومنهم الأستاذ الكبير عزيز ضياء والسيد محمد حسن فقي، والوجيه عمر عبدربه صاحب المركاز الأدبي الشهير في البغدادية، والشاعر المرهف طاهر زمخشري، وكذلك الشاعر محمود عارف، ومن مكة المكرمة يطل علينا الأديب الشاعر حسين سرحان بنقده الأدبي، والذي احتجب عن حضور المناسبات لحالته الصحية، التي ألمت به آخر حياته، هؤلاء مِمَّن شرفت بالحوار معهم وتغطية نتاجهم الفكري، أما بقية كوكبة الأدباء فهم كثرة، إلاّ أنه لم تسمح لي الفرصة بالالتقاء بهم.
وفي اتصالي هذا الأسبوع بالشاعر الدكتور سالم بن رزيق بن عوض، وسؤالي عن الجديد في حقيبته الأدبية، قال أستعد للمشاركة في معرض بغداد الدولي للكتاب ومن ثم المشاركة في معرض الرياض الدولي، الذي يفتتح في السادس من شهر رجب القادم، برعاية كريمة من خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز حفظه الله رجل الثقافة والتاريخ، وإذا كان الشعر ديوان العرب فالثقافة والتأليف هي الكنوز الثمينة، التي تجود بها الحضارات الإنسانية فالاحتفاء بالكتاب كما قال: الدكتور سالم مورداً اقتصادياً مهماً وإنتاجاً فكرياً ثقافياً، يُوَثِّق حراك المجتمع الحضاري في مجالات الحياة.