حين يسافر بك الخيال إلى جزر تخضر بهدوء السكينة وتشرق شمسها بأحرف الليل الساهرة ، وترتوي مساحاتها بمطر الأمنيات الخالدة وتنمو ثمارها بأريج الضحكات السامرة وتحتفل مساءاتها بالنظر إلى القمر في أعين العشاق..
حين تشتاق النجمات إلى عناق القصائد وتُضيء الألحان مسافات الوجدان ويتألق دفء الإحساس بأنغام البحر ويتذوق الشاطئ حلاوة الإصغاء إلى الأمل ويحتضن البريق صفحات الماء ويهطل على مسامع الفؤاد الاحتفال بعمر كله فرح من لحظة الميلاد..
حين تطبع كل صباح على جبهة الفصول في مساحات القدر ألوان الجمال وتمنح من حولك السعادة دون أن تخطفها منك الأيام وتزهو بك الدنيا في بهجة ترسم الدروب وتزرع التأملات في شرايين الواقع..
حين تنثر عبير الأزهار في شموخ الحقيقة وتجعل نفحات العطر أسطورة الحياة وتُعيد إلى الأشواق الشعور بالنشوة مع بزوغ الفجر وترتاح بين ذراعيك خارطة الأنفاس وتتوسد هوية الفكر أغصان قلبك ويهطل بهائك مثل ” قبلة ” تمنح الكون مذاق الحلوى في كل قطعة سكر تذوب بصدق..
حين تهطل ليغسل حنانك غربة الخوف وتُحلق العصافير في نظرةٍ لم تعتاد التحديق بغير حدود البوح الذي يسري عبر عينيك ويتدفق نحو الأفق زمن احتضار الأنين و ليالي الحنين وأناشيد نبض الجنين… وتُشرق هناك في سماء الوحدة شمس ترتدي التضحية وتجعل منها حلة خضراء تستعيد الثقة بأجنحة الأوفياء لتحلق من جديد وسط الهتافات!!
حين يأتي صوتٌ من أجل أن يتوسد الأعراس بدفء الانتماء إلى الوطن ويغرس عبر بوابة رسائل الود وأشواق البريد!! لفتة المضي معا إلى المستقبل تستقر بين فواصل الخبرة وعفوية الطفولة ليكون مزيجا ممتعا من البراءة الناضجة التي تُحول خريف العمر إلى ربيعٍ دائم!!!
حين تحترف المكوث في صورة أنت الأصل في تفاصيلها وما البرواز إلا تحفة فنية يُضفي عليه حضورك مذاق الحياة بدقة لا متناهية ترسم ملامحك لوحة تُداعب الحاضر بهمسة الغد الأجمل!! إن غياب الحبيب يُفقد الأشياء رونقها وتسكن العتمة بين الضلوع لكننا لا نفقد الحياة بل نفقد طعمها!! كما الصورة التي تغيب ألوانها الزاهية وكأنها معتمة رغم ان الضوء المنبثق من جوانبها يُوحي بشيء لا يمكن أن نراه دون أن يُشاطرنا أحدهم الحياة!!
كلما غبت هكذا تسير اللحظات وكأنها ظمأ سنوات قادمة وذرات غبار تختنق خلفها ذاكرة السر ويتشرد الحلم على أرض يابسة ورصيف حزين شهد خطوات كانت تنادي التفاؤل وتبتسم للفرح وتومض داخل النفس لحن العاطفة..
حين تُحضر الفرح إلى قلوب أبكاها الغياب تكون لك وحدك… تلويحة لقاء!! ذلك هو الحب هو لغة تضيء الحياة بالدهشة وتملأ المواسم بالألوان مثل نقطة الدم الحمراء التي تمنح الحياة إلى عروق الورقة البيضاء في وقت أصبح الصمت أبلغ من الكلام..