البلاد – رضا سلامة
مضت الولايات المتحدة الأمريكية في طريق تحجيم أدوات عدوان إيران، مقدمة أمس (الاثنين) لمجلس الأمن، مشروعها الجديد الذي شمل سلسلة من القرارات والإجراءات الرادعة لسلوك إيران في المنطقة وهجماتها الإقليمية.
ويتضمن المشروع سلسلة من الإجراءات “تحت الفصل السابع” لردع سلوك إيران، داعيا لمنع جميع الدول من توريد أو بيع الأسلحة إلى إيران وحظر بيع أو نقل إيران للأسلحة للخارج، وتفتيش جميع البضائع التجارية القادمة أو المتجهة للأراضي الإيرانية، على أن تقوم الدول الأعضاء بمصادرة أية سفينة إيرانية والتخلص منها، إذا كانت ضالعة في أنشطة محظورة دوليا، وتجميد الأموال والأصول التي تدعم الأنشطة الإيرانية المحظورة.
وأفادت مصادر مطلعة على القرار، أن مسودة مشروع القرار الأمريكي تحت الفصل السابع من ميثاق الأمم المتحدة، مما يجيز استخدام القوة لتنفيذ بنوده، التي يتم تدارسها حاليا بين الدول الغربية الثلاث في مجلس الأمن، بريطانيا وفرنسا والولايات المتحدة، وتنوي واشنطن تقديمه أولا إلى روسيا والصين، وبعد ذلك إلى أعضاء مجلس الأمن الآخرين، خلال الأيام القليلة القادمة.
وسبق لواشنطن إرسال مسودة في وقت سابق هذا الشهر إلى روسيا في هذا الشأن، لكن ديبلوماسيين قالوا إن المسودة الأخيرة هذه تعتبر أكثر صرامة من سابقتها بكثير.
وأعرب وزير الخارجية الأمريكي، مايك بومبيو، عن ثقته في تمديد حظر الأسلحة الذي تفرضه الأمم المتحدة على إيران، قائلا إن واشنطن خططت لتحقيق هذا الهدف، مؤكدا في حوار “افتراضي” مع باحثي معهد “أميركان إنتربرايز”، أمس، أن سياسة واشنطن تجاه طهران تعتمد على خطط بعيدة المدى لتغيير سلوك النظام الإيراني.
وتطرق بومبيو إلى قرار حظر الأسلحة الذي تفرضه الأمم المتحدة على إيران، والذي ينتهي في 18 أكتوبر المقبل وفقا لقرار مجلس الأمن 2231، وقال أن بلاده لديها خطة ستمنع روسيا والصين من بيع السلاح إلى إيران.
وتتوعد واشنطن بتفعيل كافة العقوبات من خلال “آلية الزناد” المتضمنة في الاتفاق النووي بين القوى العالمية وإيران، إذا ما لم توافق الدول الأعضاء في مجلس الأمن على تمديد قرار حظر الأسلحة، حيث تنص الآلية على أنه إذا لم تف إيران بالتزاماتها يمكن إعادة القضية إلى مجلس الأمن واستئناف العقوبات ضد طهران.
وفي سياق متصل، قال المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية رفائيل ماريانو غروسي، أمس، إن إيران لم تسمح لمسؤولي الوكالة بتفتيش موقعين مشبوهين. وقال خلال مؤتمر مجلس محافظي الوكالة: “طلبنا من إيران تفتيش الموقعين منذ 4 أشهر ولم يصلنا رد. إيران لم تدخل معنا في مفاوضات جدية حول المسائل ذات الصلة بالمواد والنشاطات المشبوهة غير المعلنة”.
وأعربت الوكالة الدولية للطاقة الذرية عن “قلقها الشديد” إزاء رفض إيران المستمر لتفتيش بعض المواقع، قائلة إن الأنشطة التي نفذت سابقا في تلك المواقع ربما كانت جزءا من “برنامج إنتاج أسلحة نووية”، بينما تواصل إيران تهديدها لوكالة الطاقة الذرية بالرد على أي قرار لا يأت في مصلحتها.