حوار وتصوير- صالح سالم
لم تكن تعلم الفتاة الصغيرة” رائعة العطاس” أن حادث سير، سيقلب حياتها رأسا على عقب، ويقودها في المستقبل إلى أن تكون لاعبة محترفة في رياضة، لم تكن يخطر على بالها ممارستها، أو التعرف عليها، هذا ما حدث فعلاً مع ضيفتنا اليوم في “البلاد”، التي أصبحت مديرة قسم التزلج النسائي على الجليد والرول في الرابطة السعودية لرياضه التزلج بالاتحاد السعودي للرياضة المجتمعية.. في السطور التالية، تسرد لنا الكابتن” رائعة العطاس” قصتها المثيرة مع الرياضة.. •• اكتشفت نفسي من حادث سيارة..
تقول العطاس: عندما كنت في الثانية عشرة من عمري، أي بالصف السادس الإبتدائي، تعرضت لحادث سير، ألزمني المنزل لمدة عام كامل، حتى رأتني والدتي في عزلة عن الناس، فحرصت أن تأخذني معها مجبرة إلى صالة التزلج حتى تخرجني من حالة العزلة، لكنني كنت أعاند، ولا ألتزم بتعليماتها، وأظل في موقعي أتفرج وأشاهد المتزلجين، دون أن أفعل شيئا، ومكثت على هذا الحال مدة طويلة، حتى قررت حينها، أن هؤلاء المتزلجين ليسوا أفضل مني، وأن تعب والدتي لي في أخذي معها كل أسبوع لصالة التزلج، لن أتركه يذهب أدراج الرياح، فقررت الدخول للصالة، وممارسة التزلج مثلي مثل بقية الحاضرين، وصممت على ترك الخوف الذي بداخلي، وبالفعل بدأت ممارسة رياضة التزلج، وحينها شعرت أنني سأكون الأفضل بين الجميع.
إصرار والدتي قادني للنجومية…
مساعدة والدتي لي كان له الأثر الأكبر في نفسي، فهي كانت بمثابة المساعدة الثانية لي بعد جهود المدربين الذين كانوا يشرفون على تدريبي في صالة التزلج؛ حيث كان للمدرب حسين برهان الفضل، بعد الله، فيما وصلت إليه الآن، وأنا أستشيره في كل شيء يخص رياضتي المحببة، وخلال تواجدي في صالة التزلج، اقترح المدرب برهان علي في نهاية الأمر أن يتكفل بتدريبي وصقل موهبتي، وبالفعل لم يبخل علي بنصائحه طوال إشرافه على تدريبي.
توقف ثم عودة بأفضل مستوى
استمر تدريبي على ممارسة رياضة التزلج حتى الصف الأول الثانوي؛ حتى توقفت بطلب من والدتي، التي رأت حينها أنني أصبحت كبيرة، فتوجهت للعبة الباسكت بول لفترة حتى بداية الجامعة، مع أن توقفي هذا جعلني أفكر في ترك جميع أدواتي الرياضية الخاصة بلعبة التزلج، حتى أصبح حضوري لصالة التزلج بمثابة خروج عن روتين الجامعة اليومي، لأنني كنت أقول في قرارة نفسي أن هذه الرياضة ليس لها مستقبل بالمملكة؛ حتى ظهر أول فريق نسائي في رياضة الهوكي، فحينها استبشرت خيرا، واقتنعت أن لرياضة التزلج مستقبل كبير، فدخلت في تحد خاص، حتى أعود بحالة أفضل مما كنت عليه في التدريب والمستوى الفني.
بداية تدريب الفتيات على الهوكي
خلال الفترة التي كنت أحضر فيها لتعلم التزلج، كنت أدرب صديقاتي والناس المقربين مني؛ حتى بدأت مع فريق» سكيت ارمي» لتدريب الفتيات على الهوكي، كنت خائفة أن لا أجد إقبالا من الفتيات على هذه اللعبة، ولكنني فوجئت حين ذهبت إليهم لبدء أول حصة تدريبية بوجود عدد كبير من الفتيات الراغبات في التدرب.. هذا الأمر أبهرني وزادني حماسا على الاستمرار وتقديم كل خبرتي لهؤلاء الفتيات.
الانطلاقة الأولى خارجياً
في عام 2018 كانت لي مشاركة خارجية في معسكرات تدريبية في أبوظبي، وكانت هي المرة الأولى، ثم في سبتمبر من العام نفسه سافرت إلى السويد للتدريب لمدة أسبوعين؛ حيث كانت التدريبات مكثفة هناك، وكان عددنا تقريباً 13 فتاة.
منصب قيادي
قامت الرابطة السعودية لرياضة التزلج التابعة للاتحاد السعودي للرياضة المجتمعية بتعييني مديرة لقسم التزلج النسائي على الجليد والرول، كأول سعودية تتولى هذا المنصب؛ حيث كانت سعادتي لا توصف، حين صدر هذا القرار.. فقد شعرت بالفخر والشرف العظيم بأن تعب السنين لم يضع هباءً، حيثُ أصدرت في أول أسبوع من تعييني قرارًا بإنشاء أول فريق للرول بول في المملكة.
فريق نسائي محترف
الحمد لله، الآن وفي ظل الرؤية السعودية 2030، أصبح للمرأة السعودية مساحة كبيرة في الإبداع والإنجاز؛ سواء على المستوى الشخصي أو على مستوى الفرق، فقبل عام لم يكن لدينا دعم كاف على مستوى رياضة الهوكي، مثلما هو عليه الآن، حيث أصبح طموحي الآن تكوين فريق نسائي محترف في رياضة الهوكي، أرفع فيه نسبة الوعي تجاه هذه اللعبة، وبالفعل بدأت في تأسيس الفريق تحت اسم « باندا « حيث تم اختيار شعار الفريق، وهو تحت مظلة الاتحاد السعودي للرياضة المجتمعية.
أمارس الرياضة وأخشى البروتينات
من خلال ممارسة الرياضة أحتاج إلى البروتينات والمكملات الغذائية، وكن لأنني أخشى منها، بحكم أنها غير آمنة على الجسم، وأضرارها أكثر من منافعها، لكن عندما ذهبت إلى السويد وأخبرتهم بتخوفي من ذلك، أرشدوني أنه يلزمني أخذ سوائل قبل ممارسة الرياضة، وبعدها تتناولين البروتينات، حيث ستعطيك نشاطا كاملا.
مراكز رياضية متخصصة
لا توجد في المملكة حتى الآن مراكز مخصصة لهذه الرياضة، تساعدنا على ممارسة تدريباتنا في رياضة الهوكي بحرية كاملة واحترافية؛ حيث إننا مازلنا نلجأ إلى صالات المراكز الترفيهية، لأنه وبدون ذلك لن نصل لمستوى أعلى؛ لذا لابد من العمل على إنشاء مراكز خاصة برياضة التزلج والهوكي.
هوايات الطفولة
يعتبر البلايستيشن واحدة من الهوايات التي كنت أمارسها وأستمتع بها كثيراً، بل كنت أخرج إلى الشارع للعب مع إخوتي؛ حيث كنت أعيش طفولتي بشكل كامل، بالإضافة إلى أن إخوتي عمر ومحمد، من المقربين جداً لي… أيضا كنت أمارس رياضة الباسكت بول والسباحة فهما من أفضل الرياضات بعد التزلج.
روتيني اليومي..
أصحو في الساعة السابعة صباحا، ثم أفطر، وأتجه إلى النادي، أمارس السباحة بشكل يومي، ثم أعود للبيت، أغلب الوقت أقضيه في البيت، بعد النادي.
حمية غذائية..
أحرص بشدة على تناول وجبات خاصة بالحمية الغذائية؛ ولكن أقوم بشرائها من أحد المحال الخاصة؛ حيث يصعب علي صناعة وجبات صحية بنفسي.
مواقع التواصل الاجتماعي..
أنا محترفة في الإنستغرام واليوتيوب، أما في التويتر، فالكثير نصحوني أن أدخل عالم تويتر، لكن بصراحة أرى أن مشاكله أكثر من منافعه.
قناتي على اليوتيوب..
حالياً قناتي على اليوتيوب، أبث فيها ما يتعلق برياضة التزلج فقط؛ حيث تصل المشاهدات عندي إلى 5000 مشاهدة، وهذا مرضٍ جدا بالنسبة لعدد المشتركين.
فضفضة..
كل إنسان يحتاج لمن يفضفض له بما يختلج في صدره من أسرار، ويخرج ما بداخله، وأنا لدي صديقات مقربات أبوح لهن دائما بمثل هذه الأمورونتبادل النصائح الهادفة فيما بيننا.
زوجي أكبر داعم لي..
يعتبر زوجي أكبر داعم لي، حتى قبل زواجنا؛ حيث كان يشاهدني وأنا ألعب وأمارس هوايتي.
شخصيه رياضية مؤثرة..
الإماراتية فاطمة العلي لاعبة الهوكي، أفضل لاعبه خليجية بالنسبة لي، وكم كنت سعيدة حينما التقيت بها.
حكمة..
شاركت في برنامج» طموح» عن علم النفس مع الدكتورة رنا؛ حيث قالت لنا: « نحن نتيجة خالق عظيم نستحق الأفضل دائما «.. فلا تقللوا من قيمتكم في أي شيء.
التدريب في السويد..
أتوق للرجوع إلى السويد وأتدرب مرة أخرى مع الفريق السويدي الذي تدربت معه سابقاً، لأنني استفدت فنيا ولياقيا بصورة كبيرة خلال فترة تواجدي الأولى معهم.
حلم شخصي..
أكبر أحلامي وأمنياتي أن يوفقني الله تعالى في أن أوازن بين حياتي الشخصية والرياضية، وزوجي، وتواجدي في مواقع التواصل الاجتماعي.
نصائح للفتيات..
بشكل عام نصيحتي للبنات اللي في مثل عمري أن يشغلن أنفسهن بالرياضة.. فهذا أفضل من أي شي آخر ممكن البنت تمارسه في حياتها، خاصة أن رياضة التزلج تكسر الخوف وتمنحك الثقة والقوة والذكاء والتركيز.