مكة المكرمة – المدينة المنورة – واس
تصوير – خالد بن مرضاح
أوضح فضيلة إمام وخطيب المسجد الحرام الشيخ الدكتور فيصل بن جميل غزاوي أن الناظر إلى حال الدنيا وما يعتريها يجدها تتقلب بأهلها ومن فيها، ما بين عز وذل وسرور وحزن وراحة وتعب وغنى وفقر وصحة ومرض ومسرات وأحزان، وهذه الأحوال المتفاوتة إنما تكون فتنةً للعبد وتمحيصًا له.
وبين في خطبة الجمعة التي ألقاها في المسجد الحرام أمس أن حكمة الله تعالى اقتضت أن دوام الحال من المحال مشددا على أن أمر المؤمن كلَّه خير ، فنفس المؤمن تَشكر في السراء، ولا يستخفها حال الرخاء فتتراخى وتنحل، وهي تصبر في الضراء وتتجلد وتتماسك وقت الشدة واللأواء فلا تَضْجَرُ ولا تتبرم، وفي كلا الحالين تتجه إلى الله الذي فطرها، وتوقن أن ما أصابها من مقادير الخير والشر فبإذن الله الذي قدرها.
وأوضح فضيلته أنه في الأزمات ووقت الشدائد يتطلب من المرء اللجوء إلى الله تعالى ففي الضيق تتبدى السّعة، وفي الألم يتجلى الأمل ، وفي الكرب يجد المرء مخرجاً، ولو خلق الله الضيق دون سعة والألم دون أمل والكرب دون فرج و الحزن دون سرور لضاقت الدنيا بمن عليها وما طاب العيش لمخلوق ورأى أن مما يسلي المرء ويعزيه أن ما يعيشه من السعة والتفريج في الحياة أضعاف أضعاف ما ينتابه أحيانا من ضيق وكرب في حياته.
وفي المدينة المنورة ذكر فضيلة إمام وخطيب المسجد النبوي الشيخ الدكتور عبدالمحسن بن محمد القاسم، أن الله حكيم يضع الأشياء مواضعها وينزلها منازلها اللائقة بها في خلقه وأمره، له كامل الحكمة المقترنة بالعزة والعلم والخبرة والسعة والتوب والحمد حكمته بالغة تعجز العقول عن الإحاطة بكنهها وتكل الألسن عن التعبير عنها وبحكمته.
وأوضح فضيلته أنه بحكمة المولى سبحانه خلق المخلوقات كلها بأحسن نظام ورتبها أكمل ترتيب، أتقن التدبير وأحسن التقدير وأعطى كل مخلوق خلقه اللائق به، ولو اجتمعت عقول الخلق ليقترحوا مثل خلق الرحمن أو ما يقارب ما أودعه في الكائنات من الحسن والانتظام والاتقان لم يقدروا لذا أمر الله الخلق بالاكتفاء بالتأمل فيما خلق من الحكم في مخلوقاته والاطلاع على بعض ما فيها من الحسن والاتقان.
من جهة أخرى أسهم فتح (3869) مسجداً إضافياً للجوامع بمناطق المملكة لإقامة صلاة الجمعة مؤقتاً اعتباراً من أمس وحتى أشعار آخر، في تخفيف الزحام بالجوامع وتحقيق التباعد بين المصلين ضمن البروتوكولات الصحية المعتمدة من الجهات المختصة لمنع تفشي وباء كورونا المستجد.
وتوحدت خطب الجمعة في جميع جوامع المملكة عن الأخذ بالإجراءات الاحترازية التي اتخذتها الدولة – رعاها الله – في التصدي لجائحة كورونا والواجب الشرعي على المواطن والمقيم في الأخذ بها.