جدة ــ وكالات
أعلنت ميليشيات الحوثي الانقلابية التعبئة العامة في محافظتي عمران وحجة ضد قبائل المنطقة، ودفعت المليشيات في الوقت ذاته بتعزيزات عسكرية كبيرة إلى مناطق المواجهات مع قبائل عذر وحجور بهدف إحكام محاصرتها، لا سيما في مديرية كشِر التي تشهد معارك طاحنة منذ ثلاثة أسابيع.
ونقلت قناة “العربية” عن مصادر بالمنطقة أن الميليشيات حشدت أعدادا كبيرة من مقاتليها وعناصرها العاملين في الجهاز المدني في عمران وخَمِر، وتم إرسالهم إلى مناطق المواجهات المحيطة بمديرية كشر في محاولة لإخماد الانتفاضة القبلية التي امتدت مؤخرا إلى قبائل عذر شرقا في محافظة عمران، ومديرية أفلح الشام جنوبا.
كما أكدت مصادر قبلية أن تدخل طائرات تحالف دعم الشرعية لإسناد القبائل كان حاسما في المواجهات، حيث كبد الميليشيات أكثر من 100 قتيل، وعددا كبيرا من الجرحى وتدمير آليات وعتاد حربي، وذلك من خلال سلسلة غارات مكثفة شنها خلال اليومين الماضين واستهدفت تعزيزات وتجمعات لعناصر الميليشيات في مناطق، والأطراف الشرقية لمديرية كشر، وفي مديرية أفلح الشام من جهة الجنوب.
في غضون ذلك دعا وزير الإدارة المحلية اليمني رئيس اللجنة العليا للإغاثة عبدالرقيب فتح، منسقة الشؤون الإنسانية في اليمن ليزا جراندي، إلى التدخل والضغط الفوري لفك الحصار الذي تفرضه مليشيا الحوثي الإرهابية المدعومة من إيران على حجور في محافظة حجة، ووقف الجرائم الإنسانية بحق سكان المنطقة.
وشدد فتح على ضرورة التنسيق مع المنظمات الأممية وخصوصا برنامج الأغذية العالمي لإرسال المواد الإغاثية والطبية والفرق الإغاثية لتقديم الخدمات للسكان المحاصرين في تلك المناطق، ومشيراً إلى أن ما تقوم به المليشيا من حصار وجرائم بحق سكان المنطقة جرائم حرب لا تسقط بالتقادم.
وطالب فتح، بحسب وكالة الأنباء اليمنية الرسمية، المجتمع الدولي والمنسقة الإنسانية بعمل كافة الوسائل والضغوطات لفك الحصار عن أهالي المنطقة والسماح بإدخال المواد الغذائية والاحتياجات للمواطنين، وإدانة ما تقوم به المليشيا من جرائم في المنطقة وعدم الصمت حيال تلك الجرائم الجسيمة بحق الأهالي والمدنيين في المنطقة.
وأكد أن استمرار صمت المجتمع الدولي حيال جرائم وانتهاكات الحوثيين المدعومين من إيران، بحق السكان في حجور وعدد من المناطق الخاضعة لها، وصمة عار في تاريخ الإنسانية.
وفى سياق منفصل سقط 58 مسلحا من مليشيا الحوثي بين قتيل وجريح، بمواجهات مع قوات الجيش اليمني في محافظتي الضالع وتعز جنوبي البلاد.
وقال بيان للجيش اليمني إن المواجهات اندلعت في جبهة دمت شمال المحافظة، ما أسفر عن مقتل 12 عنصرا حوثيا وجرح 6 آخرين، فيما لاذ بقية الانقلابيين بالفرار خلال المعارك”.
وفي وقت سابق دكت مدفعية الجيش مواقع وتجمعات المليشيا الانقلابية، في موقع “خارم” وتلة “الثعيل” جنوبي مدينة دمت، تمكنت خلاله من تدمير دورية عسكرية تابعة للمليشيا ومصرع طاقمه.
كما كبدت قوات ألوية العمالقة بالجيش اليمني، بإسناد من قوات التحالف العربي، مليشيا الحوثي خسائر فادحة في الأرواح والعتاد غربي محافظة تعز.
وذكر بيان للمركز الإعلامي للعمالقة أن القوات تصدت لهجوم كبير شنته مليشيا الحوثي في مواقع عدة بجبهة “البرح” والمرتفعات الجبلية المطلة على المدينة التي تحمل ذات الاسم.
وتشهد مدن دمت والحشاء بالضالع والبلدات الريفية الغربية والجنوبية لتعز مواجهات عنيفة بين قوات الجيش اليمني ومليشيا الحوثي الانقلابية تتكبد خلالها المليشيا العديد من القتلى والجرحى في صفوفها، فضلا عن الخسائر المادية الكبيرة.
الى ذلك استأنفت اللجنة العسكرية المعنية بتنسيق إعادة الانتشار في الحديدة، اجتماعاتها في فندق تاج أوسان، وسط المدينة برئاسة الجنرال مايكل لوليسغارد كبير المراقبين الدوليين.
ووفقاً لمصادر حكومية، ناقش الاجتماع المقترحات الجديدة المقدمة من الجنرال لوليسغارد، بشأن إعادة الانتشار في موانئ المدينة ومنافذها، ونشر مراقبين دوليين لتيسير عمليات الإغاثة، كخطوة أولى على طريق تنفيذ اتفاق السويد، بشأن وقف إطلاق النار وإعادة الانتشار في موانئ الحديدة والصليف وراس عيسى، ثم إعادة الانتشار من وسط المدينة، والتمركز في مواقع يتفق عليها خارجها.
هذا فيما رفضت الميليشيا مقترح لوليسغادر بشأن مراحل الانسحاب من الحديدة بعد يوم من موافقتها عليه.
وكان الرئيس السابق للجنة إعادة الانتشار والمراقبة الأممية باتريك كاميرت قد قال إن مليشيا الحوثي الانقلابية مسؤولة عن تدمير مخزون الحبوب في المدينة.
وأضاف كاميرت في مقابلة صحفية مع صحيفة “الفولس كرانت” الهولندية، إن عشرين في المئة من مخزون الحبوب في مطاحن البحر الأحمر، دمر بنيران قذائف الحوثيين.
ويعد التصريح أول إدانة صريحة من مسؤول أممي لمليشيا الحوثي الانقلابية التي استهدفت مطاحن البحر الأحمر في الحديدة، ما أسفر عن احتراقها وتدمير أطنان من الغذاء.