البلاد – رضا رسلامة
قطعت أمريكا حديث إيران عن صفقة لتبادل السجناء وطالبتها بنقل مهاجريها غير الشرعيين بدلا عن ذلك، فيما ظهرت مؤشرات رضوخ الملالي للغرب بدفع تعويضات عن خسائر مهاجمة مرتزقتهم للسفارة البريطانية، على الرغم من محاولات ظريف المراوغة والتضليل لحفظ ماء الوجه داخليا، في وقت شيعت إيران قتلى السفينة الحربية “كنارك” الذين لقوا حتفهم بإطلاق نار خاطئ من الفرقاطة “جماران”.
وسخر نائب وزير الأمن الداخلي الأمريكي بالوكالة، كين كوتشينيلي، من وزير الخارجية الإيراني جواد ظريف، بشأن حديثه حول قضية تبادل السجناء بين البلدين، معتبرا أنه “لا يجيد سوى الكلام”، مطالبا إياه بـ”الفعل” وليس القول فقط. ودعا کوتشينلي، ظريف، إلى العمل على نقل المهاجرين الإيرانيين غير الشرعيين بدلا من الكلام. وغرّد على حسابه بـ”تويتر”، قائلا لظريف: “بدلا من الكلام، أرسل طائرة مستأجرة لنقل المهاجرين الإيرانيين غير الشرعيين”.
وقال كوتشينيلي، موجها حديثه لظريف: “عليك فعل شيء ما لدعم أقوالك”، وذلك بعد ما ذكر وزير الخارجية الإيراني ومسؤولون إيرانيون كبار، خلال الأيام الأخيرة، هناك قضية تبادل محتمل للسجناء مع الولايات المتحدة، وبشكل خاص سيروس عسكري، الباحث الإيراني المتهم بسرقة أسرار عسكرية.
ولفت نائب وزير الأمن الداخلي الأمريكي في تغريدات إلى أن ظريف “لا يجيد سوى الكلام لعدم اتخاذه إجراءات حقيقية لاستعادة عسكري وآخرين يدعون أنهم مسجونون بشكل غير قانوني في الولايات المتحدة”.
وتحتجز إيران عدة مواطنين أمريكيين وأوروبيين يحملون الجنسيات المزدوجة بتهم تتعلق بالأمن القومي أو التجسس، حيث يعتبرهم الغرب أيضا رهائن، ويعتقد أنهم محتجزون كورقة مساومة، فيما دعت المنظمات الدولية لحقوق الإنسان مرارا وتكرارا إلى إطلاق سراحهم، حيث أفرجت إيران عن بعضهم ضمن صفقات تبادل منذ ديسمبر الماضي.
إلى ذلك، حاول ظريف المراوغة في قضية دفع تعويضات لبريطانيا عن خسائر ناتجة عن مهاجمة عناصر محسوبة على النظام الإيراني لسفارتها في طهران، وقال، أمس، إن “دفع غرامة يقتضي من الجانبين التفاوض، وتابع فيما لم يتم اتخاذ أي إجراء حتى الآن في هذا الصدد”، مشيرا إلى أن “هناك قواعد على الساحة الدولية، وقد صرحت الحكومة الإيرانية أن حماية السفارات الأجنبية من مسؤولياتها”.
وتأتي مراوغة ظريف لحفظ ماء الوجه أمام الرأي العام في الداخل، بعدما كشف أحمد مازني، النائب عن طهران في البرلمان الإيراني، أن إيران “دفعت 1.3 مليون جنيه إسترليني تعويضات عن الخسائر الناتجة عن مهاجمة السفارة البريطانية في طهران”.
وكانت مجموعة من القوات بملابس مدنية، وصفتها وسائل الإعلام الحكومية بـ”طلاب الباسيج” اقتحموا السفارة البريطانية في ديسمبر 2011، وأضرموا النار في بعض محتوياتها، وعلق خامنئي على ذلك بأنه: “في الهجوم على السفارة الشريرة، كانت مشاعر الشباب على حق، لكن ذهابهم إلى موقع السفارة لم يكن صحيحًا”.
وشيعت إيران، الثلاثاء، 19 من أفراد البحرية الإيرانية الذين لقوا حتفهم، خلال “إطلاق نار خاطئ” من الفرقاطة جماران على السفينة الحربية كنارك، خلال مناورة عسكرية، في حين لم تعلن تفاصيل الحادث رسميًا حتى الآن.
وفي مؤشر على سوء أداء القوات الإيرانية، قال رئيس البرلمان، علي لاريجاني إن : “إن البحرية بحاجة إلى تقييم ومتابعة أبعاد هذا الحادث المأساوي”، بينما لم يتطرق رئيس الأركان العامة للقوات المسلحة، محمد باقري، إلى تفاصيل الحادث أو أي تحقيق في الأمر خلال رسالة تعزيته إلى المرشد وأسر الضحايا.