جدة ــ ياسر بن يوسف
تتداول الأوساط العلمية بين الحين والآخر سيناريوهات عن فيروس كورنا حيث يعتقد البعض أنه انتاج بشري صميم، فيما يرى آخرون وهم الأغلبية أن الفيروس نتاج طبيعي وهو ناتج عن بعض الاحياء الفطرية مثل الخفافيش وآكل النمل، واتساقا مع ذلك آثار العالم الفرنسي المتوج بجائزة نوبل للطب لوك مونتينيه ، جدلا كبيرا في الأوساط الطبية والاجتماعية بزعمه أن فيروس كورونا قد خرج من المختبرات وليس مرضا في جينات بعض الاحياء الفطرية ، إذ يرى عالم الفايروسات مونتينيه، الذي اكتشف سابقاً فايروس HIV المسبب لفقدان المناعة المكتسب «الإيدز»، في مقابلة صحفية نشرها موقع cnews، أن الفيروس صناعة إنسانية وقد ترك هذا الاعلان الجدلي علامات استفهام كبيرة لدى الوعي الجمعي العالمي .
( البلاد ) التقت بعدد من المختصين والذين فندوا معلومات العالم الفرنسي مؤكدين أن فيروس كورونا نتاج طبيعي وليس من صنع البشر، وأن كل الدلائل العلمية تشير إلى انه ناتج من الحمض النووي للخفافيش وأكل النمل وليس من انتاج المختبرات.
ولتوضيح بعض الحقائق يقول أستاذ علم الأجنة وزراعة الخلايا البروفيسور صالح عبدالعزيز الكريّم ، ان فيروس كورونا كوفيد ١٩ فيروس طبيعي معروف خلقه الله وهو من صنعه سبحانه وتعالى وهو من عائلة الكورونا المعروفة ذات سبع سلالات منها أربعة فيروسات أنفلونزا موسمية وثلاثة اخرى ضارة جدا (سارس ، ميرس، كوفيد ١٩) ولكل نوع من هذه الأنواع السبعة ميزاته حيث خلقه سبحانه وتعالى بميزات ترتبط بالتركيب والتسلسل الجيني ومما عرف عن الفيروسات، وهذا مما يعرفه اساتذة وطلاب علم الفيروسات انها مما خلق الله لها قدرة فائقة على تغير وتبديل تركيبها الجيني لتعطي سلالات جديدة، وهذ ما يحدث مع عائلة كورونا مما يثبت ان انتشار فيروس كورونا كوفيد ١٩ انما بسبب خاصية وضعها الله فيه وهي خاصية “الانتشار”.
وأشار إلى ان ما يؤكد إن الأمر فيروسات ان هناك أوبئة حدثت في العالم قبل ان يعرف العلماء الهندسة الوراثية والحروب البيولوجية ولعل أشهرها جائحة الانفلونزا الأسبانية عام ١٩١٨ وهي فيروس من نوع H1N1 الذي حصد ملايين الأرواح وهو شبيه لكورونا كوفيد ١٩ من حيث العدوى والانتشار فماذا يمكن ان يقول اصحاب نظرية المؤامرة فيه ؟ أمريكا ام الصين ؟ افيقوا أيها الناس.
روايات خيالية
واضاف الكريّم بقوله: كما انه ليس هناك اي توثيق علمي تستند عليه الروايات فما جاء في الأفلام والكتب كلها مفبركة غير موثقة فالكتب التي كتبت باللغتين العربية والانجليزية تفتقر للتوثيق العلمي (ليس هناك مصدر علمي موثق) وهناك لعب بالطبعات وزيادة الصفحات طلبا للناحية المالية هناك من يدعي ان خلف ذلك عالم أمريكي من جامعة هارفارد تم سجنه ومساءلته.
وهناك من يستند على ان بكين وشنغهاي في الصين لم ينتشر فيهما الفيروس بينما تخطى عواصم العالم بآلاف الحالات مما يدل ان الفايروس خلفه الصين وهذا الكلام غير صحيح لسببين اولا ان الفيروس وصل الى هاتين المدينتين بنسبة اقل والسبب الثاني العمل الصيني الجاد والسريع لمحاربة الفيروس وليس كما حدث في أوروبا وأمريكا من تهاون وظنوا ان المسألة لعب .
كما ان الذي ساعد على انتشاره عالميا هو كونه شديد العدوى وكون الصين هي قبلة العالم تجاريًا فعن طريق المسافرين انتقلت العدوى سريعا الى جميع دول العالم وهذا يؤكد انه فيروس طبيعي بتركيبته الجديدة التي يكون مصدرها الخفافيش.
أصله حيواني
من جانبه يرى الخبير البيئي الدكتور عبدالرحمن كماس، انه ليس هناك أية حقائق حول ان الفيروس مصنوع مختبريا، ومن خلال المتابعات العلمية والصحية يتضح ان الفيروس منقول من الخفافيش ، إذ أوضحت منظمة الصحة العالمية ان جميع الأدلة المتوفرة تشير إلى أن للفيروس أصلا حيوانيا وأنه ليس فيروسا تم تخليقه أو إنشاؤه في معمل أو مكان آخر ، و إنه من غير الواضح كيف انتقل الفيروس عبر السلالات إلى البشر لكن” من المؤكد“ أنه كان هناك مستضيف حيواني وسيط انتقل منه.
واكد إن تقارير صحفية ذكرت في وقت سابق أن التسلسل الجيني لفيروس كورونا مشابه لتسلسل الجيني للفيروسات التي تنشأ في الخفافيش التي تعيش بمدينة يوهان الصينية، وأن مختبر ووهان أجرى بحوثاً في السنوات السابقة على هذه الأنواع من الخفافيش.
تفنيد الشائعات
من جانبه يقول استشاري الوبائيات في منظمة الصحة العالمية الدكتور امجد الخولي، لا تتوفر دلائل علمية تؤيد فرضية ان الفيروس مصنوع مخبرياً، ويفترض في الأطراف التي تطرح هذه الفرضيات أن تأتي بالدلائل التي تثبت صحتها لافتا إلى أن ثمة دراسة جديدة نشرتها مجلة “نيتشر” العلمية، مؤخرا ، وشارك فيها باحثون من جامعات أدنبرة وكولومبيا وسيدني وتولين، لم تجد أي دليل على أن الفيروس تم صنعه في مختبر أو هندسته بأي شكل آخر، كما أشارت بعض الشائعات، وذلك بعد أن قام العلماء بتحليل بيانات تسلسل الجينوم العام لفيروس كورونا المستجد واسمه العلمي “سارس كوف2” (SARS-CoV-2) والفيروسات ذات الصلة. وفيروس كورونا المستجد هو الأحدث في سلالة فيروسات كورونا، وهو السابع المعروف من سلالة كورونا الذي يصيب البشر، والثالث الذي يسبب أمراضا خطيرة. أما الأنواع الأربعة التي تجلب أعراضا بسيطة هي KU1 وNL63 وOC43 و 229E. الفيروسات الأخطر ضمن السلالة، والتي تسبب أمراضا حادة هي ثلاثة، ظهر الأول منها في الصين عام 2003، وهو وباء متلازمة الالتهاب الرئوي الحاد (سارس)، وفي عام 2012 انتشرت السلالة الثانية في المملكة العربية السعودية والتي سميت متلازمة الشرق الأوسط التنفسية (ميرس)، وفي نهاية العام الماضي، بدأ انتشار السلالة الثالثة والحالية (كوفيد 19) والذي تم إلحاقه لاحقا بسلالة سارس، فسمّي علميا (سارس كوف 2).
وقال كريستيان أندرسن، الأستاذ المساعد في علم المناعة والأحياء الدقيقة وأحد مؤلفي الورقة البحثية، إنه “من خلال مقارنة بيانات تسلسل الجينوم المتاحة لسلالات الفيروس التاجي المعروفة، يمكننا أن نجزم بأن سارس كوف2 (كورونا المستجد) نشأ من خلال الطبيعة”. وتقول الدراسة إن العلماء الصينيين، وبعد وقت قصير من بدء انتشار الوباء، قاموا بتتبع تسلسل جينوم الفيروس وأتاحوا البيانات للباحثين في جميع أنحاء العالم.
وأظهرت بيانات تسلسل الجينوم أن السلطات الصينية اكتشفت الفيروس بسرعة، وأن تزايد ارتفاع وتيرة الإصابات به كان بسبب انتقاله من إنسان لآخر، وأن بدايته كانت بسبب شخص واحد حمل الفيروس فأصاب به آخرين. واستخدم الباحثون المشاركون في الدراسة من جامعات ومعاهد بحثية مختلفة بيانات التسلسل هذه لاستكشاف أصل ومنشأ الفيروس من خلال التركيز على سيناريوهات وبناء على تحليل النموذج الجيني للبروتين الخاص بفيروس كورونا المستجد، استنتج الباحثون أنه جاء نتيجة للتطور الطبيعي وليس نتاج هندسة وراثية أو معملية.وما أثبت صحة هذا الاستنتاج هو البيانات الخاصة بالهيكل الجزيئي للفيروس.