جدة – البلاد
تجمع المملكة العربية السعودية وجمهورية باكستان الإسلامية علاقات استراتيجية قوية وراسخة ، تتميز على مدى عقود طويلة بالتعاون الشامل ،ترجمة لتوجيهات قيادتي البلدين والحرص على دعمها وتعزيزها خدمة للبلدين والشعبين الشقيقين والأمة الإسلامية والتنسيق المشترك الذي يتسم بالمواقف التاريخية لمواجهة التحديات.
ونمت العلاقات الثنائية بين البلدين في إطار التزامهما باعتدال نهجهما السياسي وانفتاحهما على العالم والتنسيق بين سياساتهما وتعاونهما في المحافل الدولية مما أدى إلى تنامي وتيرة العلاقات الثنائية بينهما في مختلف الصعد.
وتشهد العلاقة السعودية الباكستانية زيارات متبادلة بين قيادتي البلدين ولقاءات قمة لبحث القضايا الدولية والإقليمية وتنسيق المواقف وتعزيز التعاون المشترك والشراكة إلى آفاق أرحب ، وتجسيدا لمتانة العلاقات قام رئيس وزراء جمهورية باكستان الإسلامية عمران خان بزيارة المملكة في أول زيارة خارجية له عقب توليه رئاسة الوزراء في بلاده ، وعقد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود -حفظه الله- في الديوان الملكي بقصر السلام في جدة ، جلسة مباحثات مع دولته، وتم خلال المباحثات، استعراض العلاقات الوثيقة بين البلدين الشقيقين، وآفاق تنميتها وتعزيزها في مختلف المجالات، إضافة إلى بحث آخر الأحداث على الساحة الإقليمية.
كما التقى صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع، في جدة ، دولة رئيس وزراء جمهورية باكستان الإسلامية عمران خان.
وجرى خلال اللقاء، استعراض العلاقات التاريخية بين البلدين الشقيقين، وسبل تعزيزها في مختلف المجالات، بالإضافة إلى بحث تطورات الأحداث الإقليمية.
ومن المحطات التاريخية المهمة في التنسيق المشترك زيارة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود ـ حفظه الله ـ حينما كان وليًا للعهد وذلك عام 1435هـ حيث وصف – أيده الله – زيارته لباكستان بأنها تأتي في إطار العلاقات التاريخية والوثيقة بين البلدين، وتأكيداً على الرغبة المشتركة لدى قيادتي البلدين في توطيد وتنمية كل أوجه العلاقة على الصعيد الثنائي بما يعزز المصالح المشتركة ويلبي تطلعات الشعبين الشقيقين والتشاور والتنسيق في القضايا ذات الاهتمام المشترك على الصعيدين الإقليمي والدولي بما يؤدي إلى خدمة البلدين وتعزيز دورهما في الحفاظ على الأمن والسلم ودعم التنمية إقليمياً ودولياً، وعلى وجه الخصوص خدمة القضايا والمصالح الإسلامية وتعزيز دور منظمة التعاون الإسلامي .
وأثمرت زيارة خادم الحرمين الشريفين بعقد اجتماعات مع فخامة رئيس جمهورية باكستان الإسلامية، وكبار المسؤولين الباكستانيين، لاستعراض علاقات التعاون الثنائي وسبل دعمها وتطويرها في المجالات كافة.
ووصفت وسائل الإعلام الباكستانية الرسمية زيارة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود ـ رعاه الله ـ إلى باكستان بالتاريخية مشيرةً إلى أهمية تلك الزيارة التي تؤكد رغبة البلدين في تعزيز وتطوير العلاقات الثنائية في مختلف الصعد.
كما كان هناك العديد من الزيارات المتبادلة لقادة البلدين الشقيقين التي أسهمت في تعزيز العلاقات بينهما وجرى خلالها التوقيع على العديد من الاتفاقيات الثنائية في العديد من المجالات السياسية والتعليمية والاقتصادية والاستثمار وغيرها من المجالات.
وفي عام 1437هـ قام صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز بزيارة إلى جمهورية باكستان الإسلامية وذلك بناءً على توجيه خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود ـ حفظه الله ـ وبدعوة من الحكومة الباكستانية التقى خلالها رئيس وزراء باكستان وقائد الجيش الباكستاني.
•• اللجنة المشتركة ••
وفي عام 2018 عقدت اللجنة السعودية الباكستانية المشتركة أعمال دورتها الحادية عشرة في العاصمة الباكستانية إسلام آباد، برئاسة وزير التجارة والاستثمار د.ماجد القصبي، ووزير التجارة والنسيج الباكستاني محمد برويز ملك ، ناقش خلالها الجانبان التعاون المشترك في مجالات الاقتصاد والتجارة والطاقة والشؤون القنصلية والتعليم والثقافة والعلوم والأبحاث والصحة وغيرها.
واتفق الجانبان على عقد منتدى اقتصادي سعودي باكستاني لرجال الأعمال خلال العام الجاري بالمملكة، وتسهيل إجراءات إصدار التأشيرات لرجال الأعمال، وإعادة تفعيل مجلس الأعمال المشترك بين البلدين، والتعاون مع شركات النفط والغاز لبحث الفرص الاستثمارية في مجال الغاز والنفط، وتشجيع عملية التبادل الثقافي والإعلامي والبحث العلمي وتبادل المنح الدراسية في مجال التعليم الصحي وتبادل زيارات الوفود العلمية، وإقامة مراكز تدريب العمال لتهيئة، وتعزيز قنوات اتصال بين المسؤولين في البلدين للتعاون في مجالات التجارة والطاقة والاستثمار والتعليم والزراعة.
ومؤخرا زار وزير الطاقة والصناعة والثروة المعدنية المهندس خالد الفالح صباح اليوم السبت ميناء قوادر في جمهورية باكستان الإسلامية. وكان في استقباله وزير البترول الباكستاني غلام سرور خان ووزير الموانئ الباكستاني علي زيدي ونائب سفير خادم الحرمين الشريفين لدى جمهورية باكستان الإسلامية حبيب الله بخاري.
واستهدفت الزيارة تقوية العلاقة بين البلدين الشقيقين ومناقشة الترتيبات النهائية لمذكرات التفاهم في مجالات التعاون والاستثمار في قطاع التكرير والبتروكيماويات، والتعدين والطاقة المتجددة في باكستان، والاطلاع على الخطط والإمكانيات المتوفرة في ميناء قوادر، ومناقشة سبل زيادة الصادرات بين البلدين وتشجيع الاستثمار للقطاع الخاص وتسهيل الإجراءات لهم للاستثمار في باكستان.
وعقد وزير الطاقة فور وصوله اجتماعًا مع وزيري البترول والموانئ الباكستانيين لمناقشة مجالات التعاون مع باكستان في قطاعات الطاقة والصناعة والثروة المعدنية ومجال الاستثمار فيها. كما جرى مناقشة سبل زيادة الصادرات بين البلدين لتعكس العلاقة القوية بينهما، وتسهيل الإجراءات للمستثمرين السعوديين في باكستان.
وخلال الزيارة تجول المهندس الفالح في ميناء قوادر، واطلع على الإمكانيات المتاحة في الميناء، واستمع لشرح من المسؤولين في الميناء عن الخطط المستقبلية لميناء قوادر والمشاريع المستهدفة فيه ، مؤكدا إن ما يربط المملكة العربية السعودية وجمهورية باكستان الإسلامية من علاقات إنما يعبر عن التجسيد الحقيقي لمعنى الإخوة الإسلامية والوقوف صفًا واحدًا أمام كل التحديات التي تواجه أيًا من البلدين وهو ما أكدته الكثير من المواقف المتبادلة بين البلدين خلال فترات تاريخية ستستمر في المستقبل بإذن الله ثم بدعم وتضافر جهود قادة البلدين وشعبيهما.
•• البعثة التجارية
السعودية الباكستانية ••
وخلال يناير الماضي انعقدت أعمال البعثة التجارية السعودية الباكستانية في جدة بمشاركة 116 شركة سعودية وباكستانية منها 30 شركة مستوردة من باكستان و86 شركة سعودية مصدّرة من قطاعي المنتجات الغذائية ومواد البناء، بهدف بحث واستكشاف فرص تصدير المنتجات السعودية إلى باكستان، وذلك بتنظيم هيئة تنمية الصادرات السعودية “الصادرات السعودية”.
واجتمع الوفد الباكستاني مع معالي نائب وزير الطاقة والصناعة والثروة المعدنية المهندس عبدالعزيز العبدالكريم وأمين عام هيئة تنمية الصادرات السعودية المهندس صالح بن شباب السُلمي ، وبحث الطرفان أوجه التعاون المشترك وسبل تعزيز متانة العلاقات التجارية والاقتصادية بين البلدين، كما تمت إقامة مأدبة عشاء بحضور معاليه مع الوفد الباكستاني الشقيق اُختتم بالتقاط الصور التذكارية بين الجانبين.
وأكد المهندس السُلمي حرص القيادة في البلدين على توطيد هذه العلاقة لما فيه خير البلدين ومصلحة الشعبين ، وزيادة التعاون الاقتصادي.
من جهته أشاد نائب رئيس غرفة جدة المهندس زياد بسام بقوة العلاقات التي ستسهم بالاستفادة من الفرص الاستثمارية المتنوعة والمتعددة في جمهورية باكستان الإسلامية،مما يعزز التعاون الاستثماري بين البلدين
تأتي هذه البعثة امتدادًا للعلاقات التاريخية التجارية الاقتصادية بين البلدين، حيث بلغ إجمالي الصادرات غير النفطية من المملكة العربية السعودية إلى جمهورية باكستان الإسلامية خلال الخمسة أعوام الماضية 17 مليار ريال سعودي، بلغت صادارت المواد الغذائية منها أكثر من 191 مليون، ومن مواد البناء أكثر من 365 مليون ريال سعودي خلال ذات الفترة.
وتعزز هذه البعثة التجارية جهود “الصادرات السعودية” من أجل دعم المصدرين وترويج منتجاتهم وخدماتهم للتوسع في الأسواق الدولية، بما يترجم رؤية المملكة 2030م وأهدافها الساعية إلى رفع نسبة الصادرات غير النفطية من 16% إلى 50% من إجمالي قيمة الناتج المحلي، سعياً لتلبية تطلعات القيادة الرشيدة نحو تنويع مصادر الدخل للاقتصاد الوطني.
يذكر أن “الصادرات السعودية” توظف كافة إمكاناتها نحو تحسين كفاءة البيئة التصديرية وتذليل المعوقات التي قد يواجهها المصدرون ورفع المعرفة بممارسات التصدير وتنمية الكفاءات البشرية في مجال التصدير. كما تعمل على رفع الجاهزية التصديرية للمنشآت المستهدفة من خلال خدمات تقييم جاهزية التصدير والاستشارات لتحسين القدرات التصديرية للمنشآت المستهدفة.