جدة – مهند قحطان
عندما داهم الوباء العالم وقبل ان يتفشى بل قبل ان تحدث إصابة واحدة بالمملكة بادرت القيادة على الفور باتخاذ إجراءات وقائية صارمة كانت حديث القاصي والداني وأدت تلك الإجراءات الى تخفيف آثار الوباء الصحية فيما ساهم ويساهم بحماية الأرواح
من بين تلك الإجراءات التدريجية العاجلة تأمين سلامة المواطنين في الخارج بعد وقف الرحلات الجوية وتعليق السفر واغلاق الحدود ولهذا جاءت التوجيهات الكريمة لحفظ كرامة المواطن فهبت سفارات خادم الحرمين الشريفين في كافة اصقاع الأرض لتنفيذ التوجيهات بعد تأمين سكن يليق بالمواطن السعودي في فنادق النجوم الخمس بمختلف دول العالم.
يتوزع هناك عدد كبير من الطلالب والطالبات المبتعثين بالخارج يتوزعون على 31 ملحقية ثقافية حول العالم ، ويمثلون الدبلوماسية الشعبية ،ورسل العلم والمعرفة في حوار الحضارات والثقافات، وانفتاح العقل السعودي في مخاطبة الآخر ، ويشكلون استثمارا طويل الأجل في الإنسان السعودي ، وحجر الزاوية في تأسيس جيل يقود التنمية، رافعين شعار:( بعلمنا وفكرنا الواعي نبني ونحمي الوطن) ومع تفشي جائحة كورونا في البلدان الأكثر تأثرا بفيروس كورونا ، جاء التوجيه الملكي الكريم بتسهيل عودة الراغبين من المبتعثين والمواطنين المتواجدين في الخارج إلى حضن الوطن، مما كان محل إشادة بين عدد من المبتعثين في أمريكا وفرنسا وانجلترا، الذين أشادوا في أحاديثهم لـ ( البلاد ) بهذه اللفتة الأبوية الكريمة، واصفين إياها بأنها امتداد للرعاية التي يحظون بها ومتابعة لأوضاعهم وسلامتهم والاطمئنان عليهم.
منصة للتقديم على الرحلات
عبدالله نبيل باخريبة، مبتعث في الولايات المتحدة الأمريكية، تخصص هندسة طيران، أوضح أن السفارة افتتحت منصة خاصة للتقديم على الرحلات، فيما يقوم كل طالب بالتقديم في هذه المنصة، وطرح أسبابه الخاصة التي يريد الرجوع من أجلها، مؤكدًا أنهم بخير، مضيفا: نحن نتعامل مع فايروس كورونا بالجلوس في المنزل، والحذر الشديد من عدم الخروج إلا للضرورة القصوى، والملحقية تتواصل معنا على مدار الساعة وبصراحة، هي لم تقصر معنا والملحق الثقافي تحاور مع الطلاب، وأجاب عن أسئلتنا بالتفصيل، وخلال الأزمة تم تسكين الطلاب في فنادق فئة 5 نجوم وتوفير كل سبل الراحة لهم من حيث الغذاء والراتب أو المكافأة، وتسهيل صرفها.
250 طبيبة وطبيبا سعوديا في فرنسا
من جانبه، أوضح الدكتور عبدالعزيز عسيري، مبتعث في فرنسا، تخصص جراحة تجميل، أنه يتم تواصل الملحق مع المبتعثين للاطمئنان على أوضاعهم الصحية، والاستفسار عن توفر سبل الحماية لهم، مبينا أن رحلات العودة، لا تخص الأطباء فحسب، وانما الأولوية للمرافقين أيضا، مشيرا الى ان هناك تدريبات وتجهيزات ودورات الكترونية معلوماتية لتجهيز جميع الكوادر الطبية بمن فيهم الأطباء السعوديون لعلاج الحالات؛
كون هذه أزمة صحية عالمية لافتا الى أنه يوجد في فرنسا قرابة ٢٥٠ طبيبة وطبيبا سعوديا يقومون بتأدية أعمالهم في مختلف التخصصات.
واضاف: إن العزل المنزلي يشمل جميع المواطنين والمقيمين في فرنسا إلا من هم في تخصصات لا يمكن الاستغناء عنها كالأطباء وكوادر التمريض، موضحا أن فترة المكوث الاجباري في المنزل تستمر حتى ١٥ إبريل الحالي مع إمكانية تمديده لنهاية الشهر
خيار السفارات وأرقام الطوارئ
وفي السياق، أكدت إسراء المنشي مبتعثة في بريطانيا، وأشيد بالدور الذي تضطلع به سفارات خادم الحرمين الشريفين حول العالم ، واصفة دورها بأنه دور مشرف جدا.
وأضافت المنشي:عندما توقف الدوام تواصلنا مع السفارة عبر أرقام الطوارئ.
وعن نفسي وبمجرد تواصلي معهم، جاءني اتصال من قبلهم: يا إسراء اتجهي الى الفندق، الذي اعطاني موقعه، ومعي طلاب وطالبات، وعند وصولنا الفندق نقوم بتقديم جواز السفر السعودي، فيما يقومون بأخذ البيانات ومن ثم تقديم بطاقات الغرف الخاصة بنا، والفنادق من فئة 5 نجوم تقوم بتقديم 3 وجبات، وكل شيء بالمجان ، فضلا عن توفر كل سبل الوقاية من الفيروس من معقمات وكمامات وقفازات اضافة الى تواجد متطوعين من السفارة مع الطلاب في الفنادق عينها لتقديم الرعاية وكل مانحتاجه من خدمات.
(حضــن) خدمة العودة الإلكترونية
(حضن ) خدمة إلكترونية تسهيلا لعودة للمواطنين المتواجدين في ظل كورونا بالخــارج والراغبيــن فــي العــودة الى المملكة ، من خلال 31 ملحقية ثقافية منتشرة في دول العالم لخدمة 79.113 مبتعثاً يرافقهم 45,115 من أفراد أسرهم، بإجمالي 124,228 مبتعثاً ومرافقا ،حيث سبق لوزارة التعليم العالي أن أصدرت قراراً يتضمن عدداً من الإجراءات الاستثنائية لمعالجة أوضاع المبتعثين ومرافقيهم، شمل ذلك استمرار صرف المخصصات المالية، والتأمين الطبي، وبدل العلاج للمبتعثين والمبتعثات ومرافقيهم، بما في ذلك الذين تم إيقاف الصرف عنهم، أو الذين انتهت بعثتهم وما زالوا في بلد الابتعاث، وكذلك عدم إيقاف الصرف على المبتعثين والمبتعثات ومرافقيهم أياً كان سبب الإيقاف، مع صرف مخصص مالي لمدة شهر مساوٍ لمكافأة المبتعث مع مرافقيه لمن غادروا سكنهم، ومَنْ تخرج وانتهت بعثته ولا يزال في بلد الابتعاث ولم يتمكن من العودة للمملكة.
رحلة الابتعاث إلى الخارج
من كان يصدق أن رحلة الابتعاث الى الخارج، التي بدأها الملك عبد العزيز-طيب الله ثراه – عام 1348ه بإرسال أربعة عشر طالباً لإتمام دراستهم الجامعية في مصر ( ستة طلاب من مكة المكرمة، وثلاثة من المدينة المنورة، وثلاثة من جدة، واثنان من الطائف، هم: أحمد قاضي، عمر قاضي، فؤاد وفا، عبدالله ناظر، أحمد العربي، ولي الدين أسعد، محمد شطا، صالح الخطيب، حمزة قابل، عمر نصيف، عبدالمجيد متبولي، محمد باحنشب، عبدالله باحنشل، وإبراهيم محيي الدين حكيم، للتخصص في دراسة القضاء الشرعي، التعليم الفني، الزراعة، الطب والتدريس) ، ستثمر وتؤتي أكلها في عهد الملك عبدالله بن عبد العزيز -رحمه الله- الذي شهد الثاني والعشرين من شهر مايو عام 2005م ، أكبر برنامج ابتعاث في تاريخ المملكة تشرف عليه وتنفذه وزارة التعليم العالي.
