البلاد- رضا سلامة
بعد الخروقات المستمرة من قبل إيران للبرنامج النووي، وتعدياتها المستمرة على الدول الأخرى، شددت فرنسا على نظام الملالي باحترام التعهدات النووية، بينما أكدت الولايات المتحدة تأهبها التام لردع المليشيات الإيرانية في العراق عقب الأحداث الأخيرة في بغداد.
وأكد المتحدثة الرسمية باسم الخارجية الأمريكية، مورغان أورتاغوس، وفقا لقناة “إيران إنترناشيونال”، أمس (الثلاثاء)، أن الهجمات التي شنتها مليشيات إيران أخيرا على القواعد الأمريكية، وقوات التحالف في العراق تعدٍ مشين، قائلة: “في هذا الصدد استمعتم إلى التصريحات الواضحة والقوية للرئيس الأمريكي حين قال إن انهماكنا في الظروف الناتجة عن مكافحة فيروس كورونا لا يعني أننا نتجاهل أوضاع المنطقة، نحن نراقب تصرفات إيران في العراق ولسنا غافلين عن قواتنا هناك. سلامة الجنود الأمريكيين في العراق مهمة جدا بالنسبة لنا”.
وتابعت أورتاغوس: “لقد حذر ترامب من أن الميليشيات التي تدعمها إيران في العراق هي المسؤولة، ولا يمكن لإيران أن تقول إننا لم نفعل ذلك بل الميليشيات هي التي قامت بالهجمات، نحن نعتبر إيران هي المسؤولة، أقول مرة أخرى إن الوقت الحالي ليس مناسبًا للقيام بعمليات إرهابية في المنطقة، ومن الأفضل للنظام الإيراني أن يبدي سلوكًا عاديًا بأن يضع شعبه على أولوياته”، مشيرة إلى أن “الحكومة الأمريكية تريد مساعدة الشعب الإيراني وليس لها برنامج آخر، ونتوقع من النظام الإيراني أن يساعد شعبه بدلًا من معاداة الولايات المتحدة”.
ونشرت أورتاغوس في وقت سابق الاثنين تغريدة على حسابها بـ”تويتر”، صورة لخامنئي يصافح قائد فيلق القدس الإيراني الجديد، إسماعيل قأني، والضحكة تعلو وجهه، كاتبة “إنه لأمر مدهش! يعزز علي خامنئي المقاتلين بلا حدود أو الحرس الثوري الذين ينشرون الإرهاب في أنحاء المنطقة، بعد أن طرد أطباء بلا حدود، الذين حاولوا مساعدة الشعب الإيراني الذي يعاني من فيروس كورونا”.
وكذّبت أورتاغوس مزاعم النظام الإيراني بأن العقوبات الأمريكية تعرقل جهود مكافحة كورونا، مؤكدة أن: “النظام الإيراني يعلم جيدًا أن العقوبات الأمريكية لم تمنع أبدًا المعونات الإنسانية والمواد الطبية، فعلي سبيل المثال، تظهر الوثائق أن النظام الإيراني استورد مجموعات اختبار منذ يناير ، لذلك فإن الولايات المتحدة كانت دائمًا تستثني المساعدات الإنسانية والطبية، ولم تخضعها للعقوبات، وبالتالي ينبغي على النظام الإيراني أن يدير هذه الأزمة بشكل أفضل بدلًا من أن يلقي باللوم على الولايات المتحدة”.
وفي إطار تجاوزات إيران في الملف النووي، دعا الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، إيران إلى احترام تعهداتها النووية، وذلك خلال محادثة مع الرئيس حسن روحاني، مضيفًا أن هذه هي اللحظة التي ينبغي على المجتمع الدولي أن يتكاتف فيها لمحاربة فيروس كورونا.
وقال بيان صادر عن قصر الإليزيه “يأمل ماكرون أن تحترم إيران تعهداتها النووية وأن تحجم عن اتخاذ تدابير جديدة تتناقض مع خطة العمل الشاملة المشتركة، وأن تساهم في تخفيف التوتر الإقليمي”.
وسبق أن أعلنت وزارة الخارجية الأمريكية نهاية مارس الماضي تجديد أربعة قيود على البرنامج النووي الإيراني لمدة ستين يومًا إضافية، واعتبرت واشنطن في بيان أن توسيع إيران المستمر للأنشطة النووية أمر غير مقبول، مضيفة أن “الابتزاز النووي لنظام طهران هو من بين أكبر التهديدات للسلم والأمن الدوليين”.
وفي محاصرة لمحاولات النظام الإيراني التهرب من مسؤوليته عن إسقاط طائرة الركاب الأوكرانية، قال وزير الخارجية الأوكراني، ديمتري كوليبا، إن بلاده مع شركائها الدوليين لن تسمح لإيران بالتهرب من مسؤوليتها عن هذا الحادث. وأعلن كوليبا في مقابلة تلفزيونية، أمس، عن إرسال خطاب من قبل سفارة بلاده في طهران إلى السلطات الإيرانية لتقديم إيضاحات حول تصريحات أدلى بها عضو اللجنة القانونية والقضائية في البرلمان الإيراني حسن نوروزي، زاعما أن ضرب الطائرة الأوكرانية كان من صميم عمل القوات العسكرية، وأنه لن يكون هناك توبيخ أو اعتقال لهم.